![]() |
رد : كيف تكسب الناس
الوسيلة العاشرة : الرفق فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله )) صحيح الجامع، بل الرفق مفضل على كثير من الأخلاق، لذا كان ما يعطيه الله لصاحبه من الثناء الحسن في الدنيا والأجر الجزيل في الآخرة أكثر مما يعطيه على غيره ....لقوله عليه أفضل الصلاة والسلام : (( إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه )) صحيح الجامع. ومن المواطن التي يتأكد فيها الرفق عند تقويم خطأ الجاهل. فعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال : بينما أنا أُصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فما رأيتهم يصمتونني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه فوا الله ما نهرني ولا ضربني ولا شتمني قال : (( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القران )) صحيح الجامع، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالإسلام وإن منا رجالا يأتون الكهان قال : (( فلا تأتهم )) قلت ومنا رجال يتطيرون قال : (( ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم )) صحيح. والأمثلة على ذلك كثيرة كحديث الأعرابي الذي بال في المسجد ومعاملة الرسول صلى الله عليه وسلم للشاب الذي استأذنه بالزنا وحسن تصرفه عليه الصلاة والسلام معه. وفي الجملة، فإن الذي ينظر إلى هذه الوسائل يجد أنها لا تكاد تخرج عن دائرة الأخلاق، فالتزامها إنما هو التزام بالخلق الحسن الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم : (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا )) صحيح الجامع، وقبل هذا وكله وبعده لا بد أن نذكرك بملاك ذلك كله وهو الإقبال على الله الإقبال على رب القلوب ونيل محبته لحديث أبى هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا أحب الله عبداً نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض )) صحيح الجامع، وحسبك بداعية قد وضع الله له القبول في أهل الأرض قال ابن حجر رحمه الله المراد بالقبول : ( قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه بالرضا عنه ). |
رد : كيف تكسب الناس
المنفرات لا شك أن مساوئ الأخلاق عموماً من أشد الأمور تنفيراً للناس عن الداعية ،إذا اتصف بشيء منها، ومن بعض المنفرات لما لها من الأثر الكبير في تنفير الناس وانفضاضهم ،ومن هذه المنفرات : أولاً عدم مراعاة أحوال الناس وظروفهم : وقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الأمر فقال لمعشر الدعاة : (( إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء )) صحيح الجامع، فهي وصية من داعية هذه الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام لجميع الدعاة بضرورة مراعاة أحوال الناس في ركن من أهم أركان هذا الدين، لذا فمراعاة الناس فيما دون ذلك مرتبة من العبادات والمعاملات من باب أولى. وإليك هذه الحادثة التي تدل على أن إغفال هذه الوصية يؤدي إلى نفرة الناس وربما يسبب تركهم للعمل الصالح أو تأخرهم عنه. كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي فيؤم قومه فصلى ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم أتى قومه فأمهم فافتتح بسورة البقرة فانحرف رجل فسلم ثم صلى وحده وانصرف فقالوا له أنافقت يا فلان ؟ قال لا والله ولآتين رسول الله صلى الله عليه فلأخبرنه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنا أصحاب نواضح نعمل بالنهار وأن معاذاً صلى معك العشاء ثم أتى فافتتح بسورة البقرة فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على معاذ فقال : (( أفتان أنت ؟ اقرأ بكذا اقرأ بكذا. وفي رواية : أفتان أنت ثلاثا ؟! اقرأ الشمس وضحاها وسبح اسم ربك الأعلى ونحوهما )) صحيح الجامع. ثانياً التعلق بمتاع الدنيا وزخرفها : وهذا المنفر أصله حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس )) حديث حسن رواه ابن ماجه وغيره بأسانيد حسنه، فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف نكسب الناس وننال محبتهم وذلك بالزهد فيما في أيديهم لأننا إذا تركنا لهم ما أحبوه أحبونا وقلوب أكثرهم مجبولة مطبوعة على حب الدنيا ومن نازع إنسانا في محبوبه كرهه وقلاه ومن لم يعارضه فيه أحبه واصطفاه قال الحسن البصري لا يزال الرجل كريما على الناس ما لم يطمع فيما بين أيديهم فحينئذ يستخفون به ويكرهون حديثه ويبغضونه. وقال أعرابي لأهل البصرة من سيدكم ؟ قالوا الحسن قال بم سادكم ؟ قالوا احتاج الناس إلى علمه واستغنى هو عن دنياهم ، فقال: ما أحسن هذا. ثالثاً الغلظة والفظاظة : وهذا المنفر أصله قول الحق عز وجل لسيد الدعاة عليه أفضل الصلاة والسلام { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ {159} سورة آل عمران. وما من شيء أشد تنفيراً للناس عن الحق والخير مثل دعوتهم إليه بالغلظة والخشونة. ولقد انحسر أثر بعض الدعاة المخلصين في الناس ولم يوفقوا إلى إيصال ما لديهم من حق إلى عموم المسلمين وغيرهم لأنهم أخطأوا الأسلوب الذي يفتحون به قلوب الناس وعقولهم فغلب عليهم الجدل بالتي هي أخشن والمواجهة بالغلظة والحدة. رابعاً مخالفة القول العمل : ما أشد بغض الناس لداعية خالفت أفعاله أقواله وما أعظم نفرتهم، بل ما أكبر مقت الله عز وجل لهذه الصفة الخسيسة، حيث يقول عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ {2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ{3} سورة الصف، ولقد أنكر الله سبحانه على أقوام يأمرون الناس بالبر ويدعون أنفسهم في غيها : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {44} سورة البقرة، ولذلك قال شعيب لقومه ما أخبرنا الله به حيث يقول الله تعالى على لسانه : { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ {88} سورة هود. ولكن لابد من الإجابة على شبهة يرددها بعض الناس نعرضها على شكل سؤال.. وهو هل يترك الداعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حالة عدم تمكنه من فعله ؟ قال ابن كثير رحمه الله : فكل من الأمر بالمعروف وفعله واجب لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصح قول العلماء من السلف والخلف. وذهب بعضهم إلى أن مرتكب المعاصي لا ينهى غيره عنها، وهذا ضعيف . والصحيح أن العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه، قال سعيد بن جبير : لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر . قلت القائل - ابن كثير - : لكنه والحالة هذه مذموم على ترك الطاعة وفعله المعصية لعلمه بها ومخالفته على بصيرة فانه ليس من يعلم كمن لا يعلم " . خامساً التعسير والتعقيد : هناك فريق من الناس يبحثون عن كل صعب ومعسر ليقدموه للناس على أنه الإسلام، دون مراعاة ليسر الإسلام ورفعه للحرج عن الناس. وهذا خلاف لما كان عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قالت عنه عائشة رضي الله عنها : ( ما خير بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه ) ولما للتيسير – في حدود الشرع – من أثر في تأليف القلوب وزيادة ربطها بهذا الدين نادى الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاة قائلا : (( يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا )) متفق عليه. قال النووي : لو اقتصر على يسروا لصدق على من يسر مرة وعسر كثيراً فقال : (( ولا تعسروا )) لنفي التعسير في جميع الأحوال، وكذلك في قوله : (( ولا تنفروا )) والمراد تأليف من قرب إسلامه، وترك التشديد عليه في الابتداء، وكذلك الزجر عن المعاصي ينبغي أن يكون بتلطيف ليقبل، وكذلك تعليم العلم ينبغي أن يكون بالتدريج لأن الشي إذا كان في ابتدائه سهلا حبب إلى من يدخل فيه، وتلقاه بانبساط، وكانت عاقبته غالباً الازدياد بخلاف ضده. فإن كسب قلوب الناس مهمة ليست باليسيرة إلا لمن يسرها الله له، ولذا علينا أن نلح على الله بالدعاء ليفتح قلوبنا وقلوبهم للحق ويجعلنا وإياهم أنصاراً لدينه وحملة دعوته. ومع هذا الدعاء لابد من الأخذ بالأسباب التي توصلنا بإذن الله إلى كسب القلوب الشاردة، ولعل العمل بما ذكرناه من وسائل واجتناب ما استعرضناه من منفرات يعين على رد تلك القلوب الشاردة، إلى الهدى رداً جميلاً. وأخيراً أسأل الله عز وجل أن ينصر دينه ويعلي كلمته وأن يجعلنا هداةًًًً مهتدين غير ضالين ولا مضلين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. |
رد : كيف تكسب الناس
جزاك الله الف خير
وتسلم على الدرر والفضائل وتفبل مروري |
رد : كيف تكسب الناس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك أخي العزيز " أمير زمانه " وجزاك الله خير الجزاء على مرورك الكريم والدعاء |
رد : كيف تكسب الناس
أثابك الله أخي ابا أحمد على هذا النقل الجميل وكتبه الله لك في موازين أعمالك ولا حرمنا الله من أجرك
هكذا دائم وأبدا عودتنا أخي أبن سنيّن بطرحك الراقي المميز الناصح المفيد بوركت وأطال الله في عمرك تقبل تعقيبي أخوك أبن مدلج1 أبو مقرن |
رد : كيف تكسب الناس
شكراً لك اخوي أبن سنيــن على هذا الموضوع القيم الذي يحمل في طياته كيف تتعامل مع الناس لكي تكسب قلوبهم وودهم فمن أحبه الناس احبه الله ..
وجزاك الله خير وجعله الله في موازين حسناتك .. تحياتي ... سلطان الميزاني. |
رد : كيف تكسب الناس
جزاك الله خيراأخوي أبو احمد على نقلك هذا الموضوع عن كيفية كسب الدعاة لقلوب الناس ....
والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة .. أشكرك اخي على هذا الموضوع القيم وكأنه محاضرة ومرجع لكل من يريد أن يبداء طريق الدعوة الى الله.... فمن رأى منكم من هو مقبل على الدعوة الى الله فليطبع له هذا الموضوع ويعطيه أياه كي يعرفه بالطريقة السليمة الى الدعوة وكسب الناس بدلا من تنفيرهم... ونتعلم من سنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه في كيفية كسب قلوب الناس وهو المعلم رقم 1 ... أخوك ابن مصاول |
رد : كيف تكسب الناس
جزاك الله خيـــــــــــــرررر على هــــــــــــذا النصحيهـ
|
رد : كيف تكسب الناس
أخوي : ابن سنيّن
تسلم يمينك علي نقل هذا الموضوع المهم والكبير . فمن اصعب المهمات علي بني البشر هو كسب قلوب الآخرين والحفاظ علي تلك العلاقة الانسانية الراقية ، وأنا في رأيي أن مهمة كسب القلوب تحتاج الي صبر والي مثابرة وتضحيات واخلاص ، وأن يبتغي الأنسان من ربه الأجر والمثوبة لكي يعينه الله علي هذا الأمر ويستمر علي هذا المنوال الأخلاقي العظيم . وفي المقابل - ما أسهل هدم تلك العلاقة التي استغرغت فترة من الزمن والتي لا تكلّف الاّ لحظات ليتم هدمها كلّها ، ليدير بعد ذلك كل رجل ظهره عن الآخر وتتم المفارقة . وفي بعض الأحيان تكون المفارقة الى الأبد . |
رد : كيف تكسب الناس
يعطـيك العافيه اخوي ابن سنيّن
|
الساعة الآن 11:13 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir