مجرمون لكن كرماء
 

----(((( مجرمون لكن كرماء )))---

لقد تمادى قلمي وحرّض أناملي اليمنى لألتقطه وأضع رأسه علي تلك الورقة

البيضاء مرغما ليقول لي : لابد أن تصف لنا تلك الجريمة البشعة النتنه التي

يتلطّخ بأوحالها الجبناء كل يوم وليلة ، لقد اعتادوا علي افتراس الضحايا

والفتك بها دون هوادة ، حتى ملأت أسنانهم القذرة بتلك اللحوم البشرية

الميّتة وهم يضحكون بنشوة وبعهر منقطع النظير وبأعلى أصواتهم الصاخبة

افتخارا لما ارتكبوه من فضائع ، لقد وصفهم جبّار السماوات والأرض بأبشع

وصف عرفته البشرية إنهم المغتابون الذين يأكلون لحوم إخوانهم الميّتة فلم

يكرهوها ولم يأنفوا تلك اللحوم يوما من الأيام ، لأنها سرت في دماءهم

فأدمنوا عليها ولم يستطيعوا الفكاك منها .

ولكن ... لنكن منصفين ونهنئ الضحايا ونقول لهم إن تلك الشرذمة من

المجرمين من أكلة اللحوم وأعوانهم ومحرضيهم (( هم من أكرم الكرماء ))

لأنهم أهدوا جميع حسناتهم للضحايا والتقموا سيّئاتهم .

هل رأيتم ! إنهم يضحّون بأنفسهم ويرمون أجسادهم النجسة بالهاوية

لينقذوا عباد الله الغافلين من ركام السّيئات.

ألم أقل لكم أنهم مجرمون ولكن كرماء.

عذرا أيها الأحباب تصفّحوا كتاب الله وليقرأ كل واحد منكم أحاديث الرسول

صلي الله عليه وسلم وكيف تم إطراء تلك الجريمة وكيف وصفها ، ومواقفه

صلي الله عليه وسلم مع الصحابة وزوجاته وكيف حذرهم من الوقوع في

حبائل تلك الجريمة وما هو شؤم تلك الآفة علي صاحبها ، لتقولوا بعد ذلك

رحم الله ذلك العبد لله الذي أطلّ علينا في ذلك اليوم ولم يعطي وصفا كاملا

لتلك الجريمة الشنعاء *