منتديات الموازين الرسميه

منتديات الموازين الرسميه (http://www.almouazeen.com/index.php)
-   المنتدى الاسلامي (http://www.almouazeen.com/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الحق لا يُعرف بالكثرة (http://www.almouazeen.com/showthread.php?t=1070)

أبن ســنيّن 10 - 08 - 07 11:16 PM

الحق لا يُعرف بالكثرة
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بسم الله الرحمن الرحيم

الحق لا يُعرف بالكثرة ولا بالرجال، ولكن بالأدلة والآثار


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه

من المصائب العظام، والطوام الجسام، انقلاب الموازين، واختلال المفاهيم، وقلة الفقه في الدين، ويزداد الأمر سوءاً إذا صحب ذلك بغرور، واستكبار، وتعالٍ، واستظهار بقوة وسلطان.

مما عمت به البلوى في هذا العصر، واشتدت به الكربى على أهل العلم، ما غلب على الأفهام، وطبع في الأذهان، وشاب عليه الكهول، وشب عليه الغلمان، أن الحق يعرف بالكثرة، على الرغم من قوله تعالى : { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }1، وقوله : { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ }2، وقوله : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ }3، وقوله : { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ }4، وقال فرعون عن موسى وقومه : { إِنَّ هَؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ. وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ }5.

ورضي الله عن ابن مسعود حين قال : ( الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك )، وقد تكون الجماعة في مخالفة الجماعة، أي الكثرة.

ولذات السبب أطلق البعض على الأشاعرة في الماضي أهل السنة، لكثرتهم وانتشارهم، وفي ذلك تجاوز، في عهد صلاح الدين الأيوبي وما بعده، والسنة لا تعرف بالكثرة، وإنما باتباع الدليل وموافقة ما كان عليه السلف، ومخالفة العقيدة الأشعرية للعقيدة السنية أوضح من أن يدلل عليها.

وازداد هذا الفهم تعقيداً عندما تعلق كثير من المسلمين بالنظام الديمقراطي الذي قلدوا فيه الكفار، حتى أضحى عند البعض ديناً يوالون عليه ويعادون، فقد أشربوا حب هذا النظام اللاديني، ولم يسلم من هذا الفهم السقيم والمرض الخبيث الخطير حتى الجماعات الإسلامية، إذ أصبحت تعتد به، وتفصل عن طريقه حتى في الفتاوى الشرعية والأحكام الفقهية، فما رأته الأغلبية أياً كان نوعه فهو الحق وهو الصواب، ومن خالفه فكأنما خالف صريح الكتاب، أوصحيح السنة، أوما أجمعت عليه الأمة، بل أشد، إذ لا يعبأ البعض بمخالفة السنة الصحيحة، ولا يتردد في رد الآثار إذا خالفت الهوى واصطدمت مع الإجماع الشعبي، الذي عد مصدراً أساساً للدستور مع الأعراف والتقاليد جاهلية كانت أم بدعية.

ونتج عن هذا الفهم المغلوط والاعتقاد المعكوس خلل كبير وفساد خطير، وكان سبباً للتفرق، والتشرذم، والاختلاف، وأصبح المتمسك بالكتاب، والسنة، والإجماع هو المنبوذ المنفرد، والذي يكون على ما عليه العامة مهما كانت مخالفته للأصول هو المرضي عنه والمرجى للقيادة، والتدريس، والفتوى، والاستشارة.

من مخالفات الديمقراطية للإسلام ومناقضتها لما جاء به رسوله تسويتها بين المسلم والكافر، والذكر والأنثى، والعالم والجاهل، والبر والفاجر، فأهل الحل والعقد في شرعها سواء مع الفسقة من الفنانين، والممثلين، والمرابين التعساء، والعلماء فيها حقوقهم دون حقوق الجهلاء، والعقلاء فيها لا فرق بينهم وبين السفهاء، وشرعة رب السماء مساوية إن لم تكن دون زبالة أذهان المشرعين للقوانين الوضعية التعساء.

وظهرت بدعة الخط العام للجماعة، فمن قبله قبل، ومن رفضه رفض وركل، بل ربما عد البعض هذا الخط موافقاً ومطابقاً للخط الذي خطه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "أوله عندكم وآخره في الجنة"، فأخذ يوالي ويعادي من أجله، ويحب ويبغض، ويقبل ويرد بسببه، لموافقته للهوى.

ولهذا إن قال قائل قولاً مخالفاً لما ألفته الجماعة وارتضته العامة، أوأفتى فتوى مغايرة لما تهواه، أوجاء برأي معاكس للمعهود المعروف، أنكر عليه أشد الإنكار، وثرب عليه، وضيق عليه أيما تضييق، وإن دعا الحال حجِّم ومنع من الفتوى والتدريس، بدعوى الغلو والتشدد، وخوف الفتنة وشق الصف، والحرص على لمِّ الشمل، وما علم هؤلاء أنهم المتفلتون، وفي الفتنة ساقطون وهم لا يشعرون، وهكذا يزين الشيطان الباطل، ويلبس على الناس الحق، ويسعى للتهويش والتفريق، ويحسبون مع ذلك أنهم يحسنون صنعاً، ويقدمون معروفاً، ويرجون فلاحاً وصلاحاً، ونسوا أوتناسوا أن الفلاح كل الفلاح في الاعتصام بالكتاب، والسنة، والإجماع، وفي الثبات على ذلك، وفي اتهام الرأي دائماً وأبداً، وفي اتخاذ السلف الصالح قدوة وأسوة، فما لم يكن في ذاك اليوم ديناً فلن يكون اليوم ديناً، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

اللهم ألف بين القلوب، وبصِّر بالعيوب، واهد إلى المطلوب، وجنبنا التعصب، والهوى، والتقليد، والاستعلاء، وأذهب عنا الغل والبغضاء، وصلى الله وسلم على محمد القائل : (( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ))، قيل : ومن يأبى ذلك؟ قال : (( من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى ))، وعلى آله وأصحابه الأصفياء، والتابعين الأوفياء، ورضي الله عن علي حين قال : (( الحق لا يُعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله ))، والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً، ونسأله أن يعافينا مما بنا من أدواء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


& اميره في حبه & 11 - 08 - 07 09:26 AM

رد : الحق لا يُعرف بالكثرة
 
ابن سنين

يعطيك العافيه وجزاك الله خير

وجعله الله في ميزان حسناتك

تقبل مروري

اختك

اميره في حبه

أبن ســنيّن 19 - 08 - 07 05:40 PM

رد : الحق لا يُعرف بالكثرة
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ أختي الفاضلة " & اميره في حبه & " وجزاكِ الله خير الجزاء على مروركِ الكريم والدعاء

أبن مصاول 20 - 08 - 07 07:46 AM

رد : الحق لا يُعرف بالكثرة
 
الله يجزاك خير اخوي ابن سنيّن على هذا المقال الرائع...

ومداخلتي أريد ان قول فيها أن الحق لا يعرف بالكثرة وإلا لكان قلنا الآن بان القرآن مخلوق وليس منزل بعد ان دعى له الخليفة العباسي المأمون بعد ان تشرب عقيدة المعتزلة فأخذ يحقق مع اكبر علماء عصره وقد وافقوه بخلق القرآن مع ان اكثرهم علماء سنة كبار يقتدى بهم و قد رضخوا لما يقول بعد تهديدهم وترهيبهم وترغيبهم...

ولم يتصدى لها إلا صاحب القول المشهور مع المحبرة الى المقبرة ....

فلولا أبو عبدالله وعلى قلة الناس المؤيدين له ومن العلماء الذين صمدوا معه.....

تعرض للتعذيب على يدي المعتصم بعد وفاة المامون وأستمر التضييق عليه في عهد الواثق ولم تزول الغمة إلا في عصر المتوكل...

وقد خلعت يديه وحصل من العذاب ماحصل ولم يرضخ لإنحرافات المعتزله بتبريك من الخليفة وإتباع لمعتقدهم.....

فالحق لا يعرف الكثرة أبداً....(فتنة خلق القرآن....16 سنة)


اخوك ابن مصاول

ســتار 26 - 08 - 07 01:59 AM

رد : الحق لا يُعرف بالكثرة
 
http://nhgdksler.googlepages.com/gif

أبن ســنيّن 27 - 08 - 07 07:44 PM

رد : الحق لا يُعرف بالكثرة
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي العزيز " أبو ضيف الله " وجزاك الله خير الجزاء على مرورك الكريم والدعاء
وعلى تعقيبك الرائع والقيّم

أبن ســنيّن 27 - 08 - 07 07:47 PM

رد : الحق لا يُعرف بالكثرة
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي العزيز " ستار 2005 " وجزاك الله خير الجزاء على مرورك الكريم والدعاء

عبدالله الميزاني 28 - 08 - 07 12:21 AM

رد : الحق لا يُعرف بالكثرة
 
شكراً وبارك الله فيك في اختيارك للمواضيع الجيــــده
ويعطيك العافيـه


الساعة الآن 04:34 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
المجموعة العربية للاستضافة والتصميم


إن إدارة المنتديات غير مسؤولة عن أي من المواضيع المطروحة وانها تعبر عن رأي صاحبها