![]() |
خادم الحرمين لـ المواطنين: يسرني ما يسركم... ويؤلمني مايؤلمكم وإن شاء الله الأيام الم
قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال استقباله في جدة أمس الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين والعلماء ومواطنين للسلام عليه لمناسبة مرور 4 أعوام على توليه الحكم: يا إخوان... ما عندي لكم إلا الشكر، وأتمنى لكم التوفيق، وما أنا إلا فرد منكم وإليكم، يسرني ما يسركم ويؤلمني ما يؤلمكم. هذا من الرب عز وجل أن وفقني وأديت بعض ما يخطر على بالي، وإن شاء الله الأيام المقبلة فيها الخير وفيها البركة».
وأضاف: «أتمنى لكم التوفيق، وأتمنى لكل الشعب السعودي الصحة والعافية والهناء». وألقى عبدالمقصود خوجة كلمة قال فيها مخاطباً خادم الحرمين: «بنهاية السنة الرابعة، ومشارف السنة الخامسة من سنوات النور في ظل قيادتكم الحكيمة تأتي هذه الكلمات: معكم وقفنا على أعتاب مرحلة جديدة في علاقة ولي الأمر بالرعية، لم تبدأ فقط يوم نفضتم الغبار عن عشة في شميسي الرياض، أو يوم أبكتكم كلمات طفلة يتيمة أذلتها الإعاقة، فحبستم الفقر بصندوق الإحسان وهزمتم الإعاقة بحملات الصحة والوعي، وبنيتم صروحاً للعلم في صحراء غير ذي زرع، فنبتت واحة ثول الجامعية، وأرسيتم قاعدتها التعليمية يفد إليها طلاب العلم من الداخل والخارج. لكن العلاقة نبعت هناك في طفولة لم تعرف الوهن، غرستم قوافي الأصالة، وعروبة الانتماء، وواقع التضحية، فحددتم منهج العمل من خلال أجندة لا تعرف تمييزاً لفظياً أو روحياً أو لونياً، لأن معاييركم واضحة، ميزانها العدالة وأساسها الإيمان والمحبة الصادقة والإخلاص في القول والعمل. هكذا توجت كلماتكم لقاء الإخاء الإسلامي «لا تتحقق الوحدة بالمتفجرات ولا أنهار الدماء كما يزعم المارقون والضالون». ووأدتم هناك في الكويت التخاصم بشفافية المصالحة، فعزلتم الضغينة في بحر الخلاقات، وردمتم هوة التجاذبات، وأرسيتم بالمصافحة دعائم العفو عند المقدرة. وأدتم كل الخلاقات وكنتم أكبر من ذلك وإدراككم قيمة المكان وعظمة الزمان، ففي شهر الله المحرم استحلفتم القادة بالله ثم باسم الشهداء والنساء وباسم الدم المسفوح، أن ينأوا عن الخلافات، وأن يرتفعوا عن الخصامات، ويسموا على الذات، لتتحقق مصالحة ورفعة بلا انتكاسات. علمتمونا أن السلام مبادرة لا ترهق الطاولة، لكنها لا تتحمل التطويل ولا المساومة. وشرحتم لنا أن الطرح العربي أصيل، لكنه خريطة طريق لا تحب المقامرة. هناك خاطبتم قلوباً عربية طالما تذكرت صهيل خيول الناصر صلاح الدين، علمتمونا متى نطأطئ السلاح، ومتى نرفع غصن الزيتون، بلا جرح للكرامة ونزف للكبرياء. وأهديتمونا لغة لا تعرف الانكسار، وسبقاً لا تحسبه المواصفات والعواصف من جنوب أو شمال، فبقيت هاماتنا مرفوعة، وأجسادنا في الأرض مزروعة، لا تخشى يوم الكر ولا تعرف ساعة الفر. وسلّحتم المرأة بالعلم والبحوث لمحاربة الجهل، وأهديتموها ذخيرة العفة والكرامة، حتى قهرت أصنام الخوف، فشاهدها العالم في ثوب الطبيبة والعالمة والمهندسة والخبيرة، وها هي تنضم لكوكبة الذين بدأتم بهم عهداً للإصلاحات لمواكبة العالم الأول. ولم تعرفوا للتقنية باباً إلاّ طرقتموه، وخاطبتموه، حتى النانو لم تتناسوه، فأسستم له منارة واستقدمتم له جدارة. هدفكم في الحياة خدمة لا تقدم إلاّ بشرف العمل، وشرف لا ترويه إلاّ خدمة الحرمين الشريفين، وبين الشرف والعمل شيدتم بأيديكم (فنارة) إرشاد للتائهين في بحر لجي ، من استدل بها نجى ومن حاد عنها زاغ ، قلتم أنه (لا سبيل لنجاة ونهضة للأمة الإسلامية إلاّ بطهر الروح والعقل من فساد الفكر المنادي للتكفير وسفك الدماء وتدمير المجتمعات). اليوم إن أفضنا قولاً فمن طلعتكم، وإن تناسينا فضلاً فالعفو من شيمتكم.وإن كانت الدنيا ساعة فإن حق ولايتكم علينا السمح والطاعة، فمن مات بلا عهد خاب وإن أدرك الضوء أصاب. م.....................ش |
الساعة الآن 11:09 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir