منتديات الموازين الرسميه - الحماية الالهية والمكافئات السخيّة

الحماية الإلهية
والمكافئات السخيّة

يفزع العبد من نومه ويذكر الله ويتوضأ ثم يصلّي الفجر في جماعة ، فلا يبول الشيطان في أذنه (( فهو في ذمّة الله )) يحفظه ويرعاه فيغدوا ذلك اليوم ويعود آمن وضامن رعاية الله له , ينزوي عن الناس برهة ويقرأ آية الكرسي وسورة الفلق وسورة الناس بتفكّر وخشوع ويقين فيكتب الله له في ذلك اليوم حماية أكيدة من شياطين الإنس والجن والحسد والعين ، لا يترك دعاء سيّد الاستغفار صباحا ومساء ، ولو مات في ذلك اليوم فهو من أهل الجنّة , سورة الملك علي لسانه كل يوم يقرؤها لينجوا من عذاب القبر , يصوم يوما واحدا في سبيل الله فيباعد الله بينه وبين النار سبعين خريفا ....... ماذا بعد .... هل أتوقّف .... أتدرون لو استرسلت بسرد تلك المكافئات والحماية الإلهية التي وردت في القرآن والسنة النبوية الصحيحة فلن أنتهي بسردها نهارا وسوف أستمر إلي أن يأتي الليل ويحلّ الظلام ولن أنتهي .
إن البلاء الحقيقي الذي يكابده بني الإنسان هي النفس البشرية الأمّارة بالسوء والكسل ، فهي ميّالة للراحة وتتفنن في خلق الأعذار والتسويف ولا تحث علي المبادرة والمثابرة ولو طاوعها علي الدوام لأوردته الموارد ولهلك بجوار أبواب الرحمات وعينه تنظر إلي تلك الأبواب ولا يستطيع فتحها ليلج في خيراتها ، وذلك بسبب أمراض التسويف والتأجيل والتكاسل التي التصقت وتشبّثت بذلك الجسد حتى أنشلّ فأصبح لا حراك له إلي أن يأتيه الفناء المحتوم*
إن الله أرسل الرسل وختم الرسالات بنبينا محمد صلي الله عليه وسلم ليدعوا وليبلّغ أمة الإسلام عن أفضل وأكمل شريعة عرفها الإنسان , إنها الرحمة المهداة ، إنها الشريعة السهلة السمحاء ، إنها الشريعة الواضحة الميسّرة ، إنها شريعة الله في الأرض الخاتمة لكل الأديان ، فالله يغدق علي عباده في الدنيا والآخرة بالهدايا والكنوز العظيمة والرحمات في كل وقت وكل لحظة (( جزاء بما عملوا )) * أتدرون ماهي الأعمال التي يعملها المسلم لكي ينال هذا الفضل العظيم ؟ فقبل الجواب علي هذا التساؤل قد يبادر في الأذهان تلك الأعمال التعبّدية الشّاقة التي لا يبلغها إلا الزّهاد وأصحاب الهمم العالية ، إنها باختصار شديد : (( أعمال بسيطة بأوقات قليلة من عمر الإنسان )) والتي لا تكلف شيئا ولا تحتاج إلي مال أو إلي واسطة أو إلي موافقة من أحد ، فهي أعمال يمكن أدائها في أي وقت ودون أن يمنعك أي مخلوق * فقط أعزم علي الأمر وأصفع تلك النفس الكسولة لترغمها بعد ذلك علي المسير لتكون أنت القائد لها لتصل إلي بر الأمان بأذن الله .