![]() |
شعب الايمان
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شرح حديث شعب الإيمان بقلم فضيلة الشيخ عبد المحسن بن عبد الله الزامل الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد : فقد ثبت في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ و َسِتُّونَ شُعْبَةً , وَ الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ ) و عند مسلم : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ و َسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَ سِتُّونَ - شُعْبَةً , فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَ أَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ , وَ الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ ) و عنده في رواية : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ و َسَبْعُونَ شُعْبَةً ) - الشــــرح - فهذا الحديث العظيم فيه بيان خصال الإيمان و أنها بضع و سبعون أو بضع و ستون شعبة , و البضع : من الثلاث إلى التسع . و هذه الشعب جمعت رأس الإيمان حيث أعلاه التوحيد : ( قول لا إله إلا الله ) - و هذه الكلمة هي باب الإسلام - , إلى آخر خصال الإيمان حيث أدناها إماطة الأذى عن الطريق . و قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ و َسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَ سِتُّونَ شُعْبَةً ) المراد بذلك : أن خصال الإيمان لا تخرج عن هذا العدد , و أنها متفاوتة , فيدخل فيها أعمال القلوب و أعمال الجوارح و أعمال اللسان , و عنها يتفرع شعب أخرى من أعمال البدن : كالنفع المتعدي من الصدقة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الدعوة إلى الله سبحانه و تعالى . وقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) و في لفظ آخر عند أحمد : ( أَرْفَعُهَا وَ أَعْلَاهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) و هي لا تكون أعلى الشعب و أرفعها إلا إذا أقرّ بها بإخلاص و صدق و يقين , قد اطمأن قلبه بها و أنست نفسه إليها . و هذه الكلمة : هي كلمة التوحيد و أعلى خصال الإيمان , بها علو الإيمان و أهله , و لهذا حينما يقاتل الكفار لتكون كلمة الله هي العليا , يُدعون إلى الكلمة العليا و هي : ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) , و لذا لا يكون مقاتلاً لأجل أن تكون كلمة الله هي العليا حتى يُخلص في قوله لهذه الكلمة . فالمراد بـ ( قَوْل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) أي : القول المواطيء للقلب , و ما أكثر من يتلفظ بها اليوم , لكنه لا يعمل بمقتضاها , و الناس حيال هذه الكلمة متفاوتون : فمنهم من ينطق بها و هو زنديق كالمنافقين في عهد النبي محمد صلى الله عليه و سلم و منهم من ينطق بها و هو صديق , و هذا هو الذي جاءت الأخبار بالثناء على قائلها بأن يكون صادقاً و مخلصاً في قوله بها . و منهم من ينطق بها و هو بين بين , أي يقولها قولاً لكنها لا تحجزه عن المعاصي و لا تحمله على الصبر و الرضا و الشكر و مقامات الإيمان العليا ؛ لأن الكلمة و إن قالها بلسانه و هي عليا و فضلى , لكنه لم يعلو قلبه بها , فلم تزكو نفسه و لم يزكو عمله و لهذا كلما علت هذه الكلمة في القلب عظمت محارم الله في نفسه , و لهذا جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم : ( لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ , أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ ) , و هذا هو المراد من قولها : أن تكون بالإخلاص و الصدق ؛ حتى يعمل و يؤدي الواجبات بيقين و يجتنب المحارم بيقين , فلا يجنبها عادة , و العبد يؤجر في عمله كله , حتى التروك إذا اجتنبها بصدق و يقين , و علم بما له من الأجر العظيم باجتنابها , فيستحضر ما في هذه المعاصي و الذنوب من العقاب و العذاب , فيجتنبها إجلالاً لله عز و جل و إعظاماً لأمره بأداءه و نهيهه باجتنابه . و لمّا كان القوم تختلف مقاماتهم في هذه الكلمة , و أن أفضلهم من قالها بصدق و يقين , كانت أعمالهم تختلف بحسبها في قلوبهم , و لهذا يصلي الشخصان و يصوم المكلفان و يحجان و يتصدقان و هكذا من سائر أعمال البر , فتجد أحدهم عمله كله في الدرجات العلى , و الآخر في أدنى الدرجات , و ربما كان جهد الأول و سعيه أقل من الآخر , لكنه عمل بيقين و صدق خوفاً من الله و رجاء ما عند الله سبحانه و تعالى , و أما الآخر فليس عنده ذلك التصديق و اليقين الذي عند الأول , فكان بين عمليهما كما بين السماء و الأرض . و هذه الشعبة العظيمة تمحق الكفر و تزيله و تحرقه , فضد هذه الشعبة الكفر بالله عز و جل , فكما أن الإيمان شعب فالكفر كذلك , و شعب الإيمان الطاعات , و شعب الكفر المعاصي و البدع التي هي بريده و الوسيلة و الطريق إليه , و لهذا كانت هذه الكلمة هي : الفيصل بين الإسلام و الكفر , و بين أهل الجنة و النار و عليها قام سوق الجنة و النار , و عليها انقسم الخلق إلى شقي و سعيد , و بها تفتح الجنة . و هذه الكلمة العظيمة من قالها استحق أخوة الإيمان و إن كان من أبعد الناس , و من أباها استحق العداوة و إن كان أقرب الناس , لأن ذاك علا بإيمانه على كل شيء فكان أقرب من كل قريب . و كلمة التوحيد فيها نفي و إثبات , فلا إله معبود بحق إلا الله سبحانه و تعالى و هذا هو الإثبات , و النفي لجميع الآلهة المعبودة سوى الله عز وجل , و أنها باطلة . ثم انظر كيف ذكر النبي محمد صلى الله عليه و سلم في أعلا الشعب كلمة لا يمكن أن ينوب أحدٌ عن أحد بها و لا تقبل الحوالة و لا الوكالة , بل لا يصلح أن يقولها إلا كل شخص عن نفسه , و هو الذي يؤمن بها و يوحد الله بها سبحانه و تعالى , و هي عمل لازم للعبد . ثم ذكر النبي محمد صلى الله عليه و سلم عملاً يسيراً لكنه نفع متعدي و هو : ( إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ ) و هذا يبين عظمة هذا الدين و هذه الشريعة , كيف جعلت إزالة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان التي من فرط فيها فقد نقص إيمانه ؛ لأنه لم يستكمل الشعب , و هذا يبين أن من استكمل الشعب استكمل الإيمان لحيازته لأعلا الشعب إلى أن وصل إلى أدناها . و من شعب الإيمان التي ذكرها النبي محمد صلى الله عليه و سلم في الحديث : ( الحياء ) و هو خلق جميل يبعث على ترك رذائل الأخلاق و الأعمال , فتنكسر النفس على الإقدام عليها ؛ لأن فيها دناءة تنافي الحياء , و هذا هو الحياء الشرعي الممدوح صاحبه , و قيل في معناه : أنه خلق يتولد من رؤية نعم الله رؤية التقصير في شكرها فينتج عنهما خلق الحياء . و هذا الحياء الموصوف خيرٌ كلُّه أو كلّه خير كما ثبت في الصحيحين من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما , و في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم مرَّ على رجلٍ و هو يُعاتبُ أخاهُ في الحياء يقولُ : إنكَ لتستحيي - حتى كأنَّهُ يقولُ : قد أضرَّ بكَ - فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( دَعْهُ , فإن الحياءَ مِنَ الإيمانِ ) , و لا يدخل في مسمى الحياء الشرعي الاستحياء في طلب العلم بعدم السؤال و المشاركة بالبحث فيه , و كذا الاستحياء من الناس بعدم إنكار منكر , فإن هذا ضعف و خورٌ و جُبن عن تحصيل الخير . ثم بين هاتين الشعبتين شعب عظيمة , و أعظم الشعب بعد ( قَوْل لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) أركان الإسلام التي بعد الشهادتين , و تحتها شعب و فروع عظيمة , و النبي محمد صلى الله عليه و سلم لم يذكرها و لم يحدها , و لكن ذكرها على سبيل العدد ؛ حتى يجتهد المسلم في تحصيلها , و يجدَّ في سائر طرق الخير , و لهذا قال الله تعالى : ( وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [ سورة الحج : الآية 77 ] فينبغي للمسلم أن يسارع و يسابق في الخيرات , و العبد إذا اجتهد في خصلة من خصال الخير لا يقول يقيناً إن هذه هي الشعبة المرادة , بل يجتهد في جميع خصال الخير حتى يستكمل جميع الشعب , روى البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم : ( أَرْبَعُونَ خَصْلَةً أَعْلَاهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ , مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا رَجَاءَ ثَوَابِهَا وَ تَصْدِيقَ مَوْعِدِهَا إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ ) . قَالَ حَسَّانُ : فَعَدَدْنَا مَا دُونَ مَنِيحَةِ الْعَنْزِ مِنْ رَدِّ السَّلَامِ , وَ تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ , وَ إِمَاطَةِ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَ نَحْوِهِ , فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَبْلُغَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةً . و هذا يبين كثرة طرق الخير في هذه الشريعة و أنه لا حصر لها , فمهما اجتهد العبد و عمل لن يحصي طرق الخير كما قال صلى الله عليه و سلم في حديث ثوبان رضي الله عنه : ( اسْتَقِيمُوا وَ لَنْ تُحْصُوا , وَ اعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةُ , وَ لَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ ) , و هذا هو الواجب على المؤمن أن يجتهد في تحصيل خصال الخير لكنه لن يحصيها , و لهذا قال صلى الله عليه و سلم كما عند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : ( إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَ لَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ , فَسَدِّدُوا وَ قَارِبُوا وَ أَبْشِرُوا ) . فالمقصود أن النبي محمد صلى الله عليه و سلم ذكر هذه الشعب العظيمة , أنها كالأصول و تحتها فروع تتفرع منها , جاء ذكرها في الأخبار الواردة عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم , منها ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ : يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ , فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ , و َمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ , و َمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ , وَ مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ ) . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ , فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا ؟ قَالَ : ( نَعَمْ , وَ أَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ) , و كذلك ما جاء في غيرها من الأخبار , من الإصلاح بين المتخاصمين , و حمل المتاع للإنسان , و دلالة الضال و ما أشبه ذلك من خصال الخير و شعب الإيمان , فينبغي للمسلم أن يجتهد في تحصيلها خاصة في مثل هذا الوقت الذي تكون الضرورة في الاجتهاد في خصال الخير من الدعوة إلى الله عز و جل و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و النصيحة و الكلمة الطيبة و ما أشبه ذلك من أشد الضرورات , خصوصاً مع توفر الوسائل عبر الاتصالات الحديثة التي تسهل له و تعينه على تحصيلها , فلهذا جديرٌ بالمؤمن أن يجتهد في تحصيل هذه الشعب و خصال الخير أو ما تيسر منها ؛ حتى يحوز الخير و يحصل على الأجر العظيم , و الله عز و جل شاكر حليم عليم , فأسأل الله سبحانه و تعالى أن يعيننا على خصال الخير و أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل و في ما نأتي و نذر . و أسأل الله سبحانه بمنه و كرمه أن يجزي القائمين على موقع ( العقيدة و الحياة ) و على رأسهم المشرف عليه فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن عبد الرحمن القاضي خير الجزاء , على جهودهم في بيان العقيدة الصحيحة و كشف الشبهات الباطلة , و بيان ذلك بالأدلة الصحيحة , فضاعف الله أجرهم و أعظم ثوابهم , آمين إنه جواد كريم . و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين . روى الإمام البخاري بسنده عن أبي هريرة رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ قال : " الإيمان بضع و ستون شعبة ، و الحياء شعبة من الإيمان " و في رواية الإمام مسلم قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ " الإيمان بضع و سبعون أو بضع و ستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق ، و الحياء شعبة من الإيمان " . ألفاظ الحديث الشريف : * الإيمان : يقصد به ما يدخل صاحبه الجنة و يباعد صاحبه عن النار و هو تصديق بالقلب و إقرار باللسان و عمل بالأركان أي أنه قول و عمل و ليس تصديقًا فحسب أو تصديقًا و إقرارًا كما يدعي البعض . * بضع : عدد مبهم مقيد بما بين الثلاث إلى التسع كما جزم به القزاز و نقله عنه الإمام ابن حجر العسقلاني في كتاب فتح الباري . * شعبة : قطعة و المراد بها الجزء أو الخصلة . * الحياء : في اللغة : تغير و انكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به . و في الشرع : خلق يبعث على اجتناب القبيح و يمنع من التقصير بالحق و لهذا جاء في الحديث : " الحياء خير كله " * الإماطة : التنحية و الإبعاد و الإزالة . * الأذى : المقصود بالأذى كل ما يؤذي من حجر أو شجر أو شوك أو نار أو حاجز و نحوها . من فقه الحديث الشريف : 1 - الحديث دليل على أن الإيمان قول و عمل ، و ذلك لبيانه أن من شعب الإيمان أي من أجزائه التي يتكون منها ما يجمع بين القول : هو الإقرار بكلمة التوحيد " لا إله إلا الله " ، و العمل : هو إماطة الأذى عن الطريق ، و كذلك الحياء و الشعب الأخرى التي بين الشهادة و الإماطة . 2 - حكم الحياء : هو الخلق الذي يبعث صاحبه على اجتناب القبيح و يمنع صاحبه من التقصير من حق ذي الحق الواجب ، و ذلك لبيان الرسول محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ في الحديث الشريف أنه من شعب الإيمان و أجزائه ، و لما روي أيضًا عن سالم بن عبد الله عن أبيه " أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ مر على رجل من الأنصار – و هو يعظ أخاه في الحياء - فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ و َسَلَّمَ : دعه فإن الحياء من الإيمان " 3 - اختلف العلماء اختلافًا كبيرًا في بيان شعب الإيمان و حصرها و طالما لم يرد دليل يحددها و يعدها فالأمر في بيانها و حصرها خاضع للاجتهاد ، و بالتالي لا يقدح عدم معرفة حصرها في الإيمان . 4 - شعب الإيمان : مراتب بعضها أفضل من بعض ، و يدل على ذلك ما ذكر في رواية الإمام مسلم " أعلاها لا إله إلا الله ، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق " . قرأت عن شعب الإيمان و أعلم أنها بضع و سبعون شعبة أعلاها لا إله الا الله و أدناها إماطة الأذى عن الطريق و لكن لا أعلم ما هي بقية هذه الشعب ؟ الجواب هو : أن هذه الشعب تتفرع عن أعمال القلب و أعمال اللسان و أعمال البدن . فأعمال القلب فيها : المعتقدات و النيات , و تشتمل على أربع و عشرين خصلة و هي على النحو التالي : * الخصلة الأولى : الإيمان بالله : و يدخل فيه : الإيمان بذاته و صفاته و توحيده بأنه ليس كمثله شيء , و اعتقاد حدوث ما دونه . * الخصلة الثانية : الإيمان بملائكته و كتبه و رسله . * الخصلة الثالثة : الايمان بالقدر خيره و شره * الخصلة الرابعة : الإيمان باليوم الآخر : و يدخل فيه : المسألة في القبر و البعث و النشور و الحساب و الميزان و الصراط و الجنة و النار . * الخصلة الخامسة : محبة الله * الخصلة السادسة : الحب و البغض و يدخل فيه : محبة النبي محمد صلى الله عليه و سلم و اعتقاد تعظيمه و يدخل فيه الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه و سلم و اتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه و سلم . * الخصلة السابعة : الإخلاص و يدخل فيه : ترك الرياء . * الخصلة الثامنة : النفاق * الخصلة التاسعة : التوبة * الخصلة العاشرة : الخوف * الخصلة الحادية عشرة : الرجاء * الخصلة الثانية عشرة : الشكر * الخصلة الثالثة عشرة : الوفاء * الخصلة الرابعة عشرة : الصبر * الخصلة الخامسة عشرة : الرضا بالقضاء * الخصلة السادسة عشرة : التوكل * الخصلة السابعة عشرة : الرحمة * الخصلة الثامنة عشرة : التواضع * الخصلة التاسعة عشرة : توقير الكبير * الخصلة العشرون : رحمة الصغير * الخصلة الحادية و العشرون : ترك الكبر و العجب * الخصلة الثانية و العشرون : ترك الحسد * الخصلة الثالثة و العشرون : ترك الحقد * الخصلة الرابعة و العشرون : ترك الغضب أما أعمال اللسان فتشتمل على سبع خصال و هي على النحو التالي : * الخصلة الأولى : التلفظ بالتوحيد * الخصلة الثانية : تلاوة القرآن الكريم * الخصلة الثالثة : تعلم العلم * الخصلة الرابعة : تعليمه العلم * الخصلة الخامسة : الدعاء * الخصلة السادسة : الذكر : و يدخل فيه الاستغفار . * الخصلة السابعة : اجتناب اللغو أما أعمال البدن فتشتمل على ثمان و ثلاثين خصلة منها ما يختص بالأعيان و عددها خمس عشرة خصلة و هي على النحو التالي : * الخصلة الأولى : التطهير حسا و حكما و يدخل فيه اجتناب النجاسات . * الخصلة الثانية : ستر العورة * الخصلة الثالثة : اقامة الصلاة فرضا و نفلا * الخصلة الرابعة : تأدية الزكاة * الخصلة الخامسة : فك الرقاب * الخصلة السادسة : الجود و يدخل فيه إطعام الطعام و إكرام الضيف . * الخصلة السابعة : الصيام فرضا و نفلا * الخصلة الثامنة : الحج و العمرة * الخصلة التاسعة : الطواف * الخصلة العاشرة : الاعتكاف * الخصلة الحادية عشرة : التماس ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك * الخصلة الثانية عشرة : الفرار بالدين و يدخل فيه الهجرة من دار الشرك . * الخصلة الثالثة عشرة : الوفاء بالنذر * الخصلة الرابعة عشرة : التحري في الإيمان * الخصلة الخامسة عشرة : أداء الكفارات و منها ما يتعلق بالاتباع و عددها ست خصال و هي على النحو التالي : * الخصلة الأولى : التعفف بالنكاح * الخصلة الثانية : القيام بحقوق الأبناء * الخصلة الثالثة : بر الوالدين و يدخل فيه : اجتناب العقوق . * الخصلة الرابعة : تربية الأبناء و صلة الرحم * الخصلة الخامسة : طاعة السادة * الخصلة السادسة : الرفق بالعبيد و منها ما يتعلق بالعامة , و عددها سبع عشرة خصلة و هي على النحو التالي : * الخصلة الأولى : القيام بالإمرة مع العدل * الخصلة الثانية : متابعة الجماعة * الخصلة الثالثة : طاعة أولي الأمر * الخصلة الرابعة : الإصلاح بين الناس و يدخل فيه قتال الخوارج و البغاة . * الخصلة الخامسة : المعاونة على البر و يدخل فيه الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر . * الخصلة السادسة : إقامة حدود شرع الله * الخصلة السابعة : الجهاد و منه المرابطة . * الخصلة الثامنة : أداء الأمانة و منه أداء الخمس . * الخصلة التاسعة : القرض مع وفائه * الخصلة العاشرة : إكرام الجار * الخصلة الحادية عشرة : حسن المعاملة و يدخل فيه جمع المال من حله . * الخصلة الثانية عشرة : إنفاق المال في حقه و منه ترك التبذير و الإسراف . * الخصلة الثالثة عشرة : رد السلام * الخصلة الرابعة عشرة : تشميت العاطس * الخصلة الخامسة عشرة : كف الأذى عن الناس * الخصلة السادسة عشرة : اجتناب اللهو * الخصلة السابعة عشرة : إماطة الأذى عن الطريق فهذه تسع و ستون خصلة , و يمكن عدها تسعا و سبعين خصلة باعتبار إفراد ما ضم بعضه إلى بعض مما ذكر . و الله أعلم . و السلام ختام . منقول |
رد: شعب الايمان
جزاك الله خير ابا عبدالعزيز وجعل مانقلت في موازين حسناتك
|
رد: شعب الايمان
جزاكـ الله خيرا
|
رد: شعب الايمان
أشكرك أخي أبو سعود على المرور
|
رد: شعب الايمان
أشكرك ابن الموازين على المرور
|
رد: شعب الايمان
جزاك الله خيرآ
|
رد: شعب الايمان
أشكرك ابن فالح على المرور
|
الساعة الآن 09:49 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir