![]() |
جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه
الأخوة الأعزاء
أحببت أن أورد لكم سيرة هذا الصحابي الجليل جعفر بن ابي طالب والملقب بجعفر الطيار ، لما فيها من الحكم والمواقف التي يتفطر لهل قلب كل مؤمن . ( لقد رأيت جعفراً في الجنة له جناحان مضرجان بالدماء وهو مصبوغ القوادم ) حديث شريف كان في بتي عبد مناف خمسة رجال يشبهون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أن ضعاف البصر يخلطون بينهم وبين رسول الله وهم : أبو سفيان بن الحارث بن عبدا لمطلب وخو ابن عم الرسول من الرضاعة وقثم بن العباس بن عبدا لمطلب وهو ابن عم النبي والسائب بن عبيد بن يزيد بن هاشم جد الإمام الشافعي رضي الله عنه والحسن بن على سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أشد الخمسة شبهاً بالنبي وجعفر بن أبي طالب وهو اخو أمير المؤمنين على بن أبي طالب اسلم جعفر بن أبي طالب وزوجته أسماء بنت عميس على يد الصديق أبو بكر رضي الله عنه وعندما أشتد بهم الأذى من المشركين في مكة أستأذن جعفر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهاجر هو ونفر معه غلى الحبشة فإذن لهم . وعندما قدموا للحبشة نعموا بالأمن والراحة وعبادة الله دون أن يتعرض لهم احد لكن ذلك الأمر لم يعجب قريش وأرسلت رجلان منهم هما عمرو بن العاص وعبدا لله بن أبي ربيعة لكي يسترجعوا المهاجرين ويعودوا بهم إلى الإطهاد والتعذيب في مكة وقدموا لنجاشي وبطارقته الهدايا حتى يستميلوا قلوبهم وقالوا للنجاشي انه قد دخل في أرضك غمان من سفهائنا صبئوا عن دين إبائهم وفرقوا كلمة قومهم ففارقوا ديننا ولم يدخلوا في دينكم وقد بعثنا إليك لتردهم إلينا ، فقال له البطارقة طمعاً في الهدايا صدقا أيها الملك فردهم إليهم ، فغضب النجاشي غضب شديد وقال لا والله لا أسلمهم لأحد حتى ادعوهم وأسألهم عن ما نسب إليهم ، فإن كانوا كما يقولون أسلمتهم لهم وأن كانوا على غير ذلك حميتهم وأحسنت جوارهم ما جاوروني . ثم أرسل النجاشي في طلب المهاجرين ، فاتفقوا على أن يتحدث عنهم للملك النجاشي جعفر بن طالب ، وكان نعم من تحدث وقال فقد شرح للنجاشي أمرهم والإسلام في بعضة أسطر لا تتجاوز دقيقتين من الكلام أمام ملك من أعظم ملوك الدنيا آنذاك . قال جعفر بن طالب ( أيها الملك ، كنا قوماً أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الرحم ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف وبقينا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسول منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله ، لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وقد أمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم وحقن الدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مل اليتيم وقذف المحصنات وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً وأن نقيم الصلاة ونؤتي الزكاة ونصوم رمضان فصدقناه واتبعناه وأمنا به ، فحللنا ما احل لنا وحرمنا ما حرم علينا فما كان من قومنا أيها الملك إلا إن عدوا علينا، فعذبونا أشد العذاب ليفتنونا عن ديننا ويردونا إلى عبادة الأوثان فلما ظلمونا وقهرونا وضيقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا إلى بلادك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا ألا تظلم عندك. فالتفت النجاشي وقال هل معك شيء مما جاء به نبيكم ، قال نعم فقراء عليه ( كهيعص ذكر رحمة ربك عبده زكريا --- ) أول سورة مريم ، فبكى النجاشي حتى أخضلت لحيته وهنا قال النجاشي أن هذا الذي جاء به نبيكم والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ، ثم التفت إلى عمر بن العاص وصاحبه وقال لهما انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما أبداً. مكث جعفر بن أبي طالب وزوجته والمهاجرين في الحبشة عشر سنين وعاد جعفر إلى المدينة يوم فتح خيبر ففرح الرسول فرحاً شديداً وقال عليه الصلاة السلام ( ما أدري بأيهما أنا أشد فرحاَ ، أبفتح خيبر أم بقدوم جعفر ) أستشهد جعفر رضي الله عن في غزوت مؤتة عندما حمل الراية بعد زيد بن الحارثة وكان جيش الروم عدده 100 ألف والمسلمين ثلاثة ألاف ، وقد حمل الراية جعفر وأوغل في صفوف الروم وهو ينشد يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها والروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها علي إذا لاقيتها ضرابها وعندما قطعت يده اليمنى أخذ الراية بيساره فقطعت أيضا ، فأخذ الراية بصدره وعضديه فما لبث أن أصابته ثالثه شطرته شطرين ، وأخذ الراية بعده عبدا لله بن رواحه فقتل ولحق بصاحبه جعفر . بلغ الرسول علية الصلاة والسلام مصرع قواده الثلاثة زيد بن الحارثة وجعفر وعبدا لله بن رواحه ، فحزن حزن شديد عليهم وقال لزوجت جعفر أسماء بنت عميس وأولادها لقد استشهدوا هذا اليوم ومضى وهو يكفكف دموعه علية الصلاة والسلام وقال ( اللهم اخلف جعفر في ولده ، اللهم اخلف جعفر في أهله ثم قال لقد رأيت جعفراَ في الجنة ، له جناحان مضرجان بالدماء وهومصبوغ القوادم ) وتكمله لمعرمة مؤته ، فقد أخذ الرايه من بعد الثلاثه الذين أستشهدوا السيف البتار سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه وكاد المسلمين أن يقضى عليهم جميعاً في تلك المعركه ، لكن حنكت خالد العسكريه جعلته يسحب الجيش لكي يحافظ على المسلمين ، ثم قام بعدها بوضع خطه محكمه فغير ميسرة الجيش ووضعهم في الميمنه وجعل الميسر في يمين الجيش وعندما التقاء الجيشان ظنوا الروم أن المسلمين قد اتاهم مدد كبير من المدينه المنوره فخارت قواهم وارتجفت أقدامهم وأنقظوا عليهم المسلميين وقتلوا منهم عدد كبير جداً ، وحافظ سيف الله المسول بشجاعته ودهائه العسكري على جيش المسلمين وهيبتهم . |
الساعة الآن 08:15 AM. |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir