في هذه الاجواء شديدة الحرارة لابد للانسان من ان يبحث عن تغيير جو

لذلك فقد قررت انا ورفيق دربي ابو محمد ان نذهب في رحلة

الى احد المناطق الباردة في وطننا الكبير

وبالفعل توكلنا على الله وذهبنا الى هناك

حيث الجو الجميل والمناظر الخلابة والامطار

استأجرنا في احد الاحياء الهادئه لنستريح من عناء السفر

عندما حان وقت صلاة العصر ذهبنا الى احد المساجد القريبة

أدينا الصلاة ومن ثم رجعنا نتبادل اطراف الحديث

وفجاءة ... بينما نحن نسير بجوار احد المنازل

واذا بطفل لم يبلغ بعد السابعة من العمر

ينطلق الينا مسرعا .. وينادي .. بابا .. بابا ..بابا

توقفنا مدهوشين من المنظر حيث كان الطفل ينادي وهو يبكي

ويتجه ناحية ابو محمد وعندما اقترب توقف قليلا ثم

اخذ يبكي بحرقه ... وين بابا ... انت لست ابي !!!

بينما سمعنا احدهم ينادي من خلفنا ...

احمد ... احمد .. تعال هذا رجل غريب .. ليس والدك

ونادى علينا وكان شابا في منتصف العمر ..

وسلم علينا وسألناه ... ما هي حكاية هذا الطفل ...

فقال لقد مر بموقف لايمكن ان يتحمله الكبار فما بالك بطفل !!

لقد خرج والده قبل شهرين لاداء الصلاة وقد تعود ان يقف

على الباب لتوديعه .. وصادف ان اثنان من الشباب كانوا

يتطاردون على سيارتيهما فاصطدم الاول بوالده ..

ودهسه الآخر .. وهربا مسرعين !!

فتعرض هذا الطفل لصدمه نفسيه لازال يعاني منها !!

ويوجد شبيه كبير بين والده وبين ابو محمد ...

وبالفعل كان موقفاً صعبا ومؤلماً .. لذلك قررنا ان

وكان منظر هذا الطفل لايفارقنا طيلة سفرنا

وعندما حان وقت العوده

واثناء عودتنا وقبل ان ندخل احد المحافظاااات

شاهدنا ذلك المنظر المؤلم

وعندما سألنا احد رجال الدفاع المدني عن هذا الحادث

قال لقد لقد مات فيه الاب والام واطفالهم الاربعه !!

ومرة آخرى يتكرر المنظر اما منا في طريق عودتنا

فقد قتلت عائلة آخرى في حادث اكثر فضاعة من سابقه !!

هنا تسألت : الحوادث المرورية :

كم يتمت من الاطفال ؟؟

وكم رملت من النساء ؟؟

وكم قتلت من الرجال والنساء ؟؟

متى تنتهي هذه الحرب ومن الذي اشعلها ؟؟

.. تحياتي للجميع وتمنياتي لكم بالسلامه ..