منتديات الموازين الرسميه - الفرق بين اللقاء الأول واللقاء الأخير

الفرق بين اللقاء الأول واللقاء الأخير

بما أن فراق الأحباب والأصحاب أمرا لازما سوف يقع علي الجميع سواء طال بنا الزمن أو قصر ، أمّا بسبب الموت أو بسبب آخر أثناء الحياة ، وبما أن الفراق آت لا محاله وأن الكثير منّا ممّن لم تصله سهام المنيّة سوف يعاني من آلام الفراق للأصحاب الذين وصلتهم تلك السهام ويتذكّر تلك الأيام الخوالي السعيدة التي قضاها معهم ، وبما أن النفس البشرية تتمنّ دوام عشرة الأحبّة والأصحاب دون فراق والى أبد الآباد ، أقول : فليكن كذلك ولنستعد جميعا ، ولكن لابد أولا من العمل ببذل أسباب النجاة في الآخرة لكي يتغمّدنا الله برحمته ونلتقي بأحبّتنا مرّة أخرى !! نعم .. هناك في جنات النعيم* وعلي الرغم من أنّ لقاء الدنيا هو اللقاء (( الأول )) للأحبّة والأصدقاء وأن الاجتماع بهم والتحادث والجلوس معهم يعتبر لقاء ممتع وفيه من الراحة والاستقرار النفسي والسعادة والهناء إلا أن هذا اللقاء لا يستمر علي نفس الوتيرة ومعرّض للابتعاد والانقطاع وذلك بحكم طبيعة الإنسان التي قدّرها الله له بحكمته في هذه الدنيا الزائلة ، فإنها تعتبر ناقصة بكل المقاييس ، فالمرض والهموم والمصائب والمشاكل وظروف المعيشة والتفرّق لضمان لقمة العيش وحاجات الأهل والأسرة والى أن تأتى ساعة النهاية فإنها تكفي لأن تجعل فراق الأحبة أمر محتوم .
ولو تجاوزنا الحديث عن يوم الحساب الذي قال الله تعالى فيه (( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه )) سورة عبس /// إلا أن في النهاية سوف يلتقي الأحبة المسلمون المتقون الصالحون الموحّدون في جنّات النعيم بعد تطهير النفوس من أي غلّ وهذا هو اللقاء الثاني . إن اللقاء (( الثاني )) هو اللقاء الأبدي السرمدي ، وهو اللقاء العظيم الذي لا يقاس أبدا باللقاء الأول ، فهو لقاء ((( المتقين ))) الذي لا موت فيه يفرّق الأحباب والأصحاب ، ولا مرض فيه ولا معاناة ولا مشاغل ولا هموم ولا مكدّرات ، انه نعيم مقيم وصحة وجمال وشباب دائم ، وبشرى وسعادة لا تنتهي مع مرور الأحقاب والأزمان ، وقد أزال الله الملل من نفوس أهل الجنة لتستمر سعادتهم مع أهليهم وأزواجهم وأصدقائهم *
قال الله تعالى : <<< إنّ المتقين في جنات وعيون (45) ادخلوها بسلام آمنين (46) ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانا علي سرر متقابلين (47) لا يمسّهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين (48) >>> "سورة الحجر"
أن السبيل الوحيد لضمان اللقاء الدائم بالأحبة هي التقوى الخالصة في الدنيا والخالية من أي شرك ورياء ونفاق لكي يتغمّدنا الله برحمته ونفوز بجنان الخلود .
اللهم أجعل كل نفس مؤمنة تشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله قولا وعملا تلتقي بأحبابها وأصدقائها وأرحامها في جنتك التي وعدتهم فانك لا تخلف الميعاد *

<< مشهب الديحاني >>