http://kaheel7.com/ar/images/stories/hajj-2010-12.jpg








بسم الله الرحمن الرحيم ...


الحمدلله وكفى , والصلاة والسلام على النبي المصطفى , محمد ابن عبدالله عليه وعلى آله وصحبة أتم الصلوات وأبلغ التسليم ...

ثم الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات , وبشُكره تتبارك الأعُطيات ,
كتب لنا الوقوف هذا العام على صعيد عرفات ,
ثم النفرة لمزدلفة ثم رمي الجمرات ,
و تمم علينا بفضلٍ منه ورحمة حجتنا ويسّر لنا أداء فرضنا ..
ثم ها نحن نشكره و نسأله تبارك و تعالى القبول الحسن لنا و لغيرنا من المسلمين و المسلمات ..




و لـ إستشعاري بعِظم مثل هذه الهبة الربانية الجليلة ,
وإمتناني للمولى عز وجل بأن تفضّل بها علينا هذا العام وكتبها لنا
فإني في هذا المتصفح سأكتب تباعاً , وعلى فقرات منفردة
مذكرات بسيطة وملاحظات صغيرة
إستشفيتها من الأجواء الروحانية والإيمانية الجميلة أثناء تواجدنا في المشاعر المقدسة وأدائنا لفريضة الحج .. وإتمام أركان ديننا الحنيف علينا ..

وأسأل الله العلي القدير أن يلهمني وإياكم الصواب في كل أعمالنا , ويجنبنا الخطأ والزلل ..


تابع ,,

( 1 )







http://totallycoolpix.com/wp-content...a/mecca_37.jpg



http://totallycoolpix.com/wp-content...a/mecca_26.jpg









http://totallycoolpix.com/wp-content...a/mecca_23.jpg



http://www.tt5.com/files/2010/11/201...j-photos-2.jpg











صدق الله عز وجل حين قال :


" وأذِّنْ في النّاسِ بالحْجِ يأتُوكَ رِجالاً وعلى كُلِ ضامِرٍ يأتينَ مِن كُل فجٍ عَميقْ "

في الحج فقط يجتمع البشر شباباً و شيّاباً من كل حدبٍ وصوب , وبكل شكلٍ ولون ,
يجمعهم ربٌ واحد ,
ودينٌ واحد ,
وهدفٌ واحد ,
وطقوس واحده,
وعبادات واحده , في زمنٍ ومكان واحد ..


في الحج فقط يمكن أن تتخيل أنك أمام مشهد حقيقي من مشاهد يوم القيامة ,
يوم الزحف العظيم , يوم يشيبُ له الوِلدان , وتضعُ كلُ ذاتِ حملٍ حملها ..
فعندما ترى الجموع تحتشد وتجتمع و تفيض من الطرقات والجسور تتجه جميعاً لمكانٍ واحد خاصة عند " الجمرات "
لهدفٍ واحد وهو " رمي جمرات اليوم الأخير بالتحديد "
وفي وقت واحد وهو بعد زوال الشمس وقبل غروبها من يوم الثاني عشر ليخرُج من أراد التعجل من منى ..
وكانت تلك الجمرة ورميها وإردحام الحجيج وقتها من أصعب المواقف التي حصلت لنا في الحج ..
ففي عز الظهر تمتلئ المساحات في منى
و لا تكاد ترى قدميك من تحتك , فالحشود عظيمة , والأعداد هائلة والتدافع لا يرحم ,
و الموقف عصيب جداً .. يُثير دمعة المؤمن و يحفزُة للتأمل والتفكر في حاله وحال الآخر ..
وفي تلك الأثناء سألت نفسي هذا السؤال /
الآن نحن سنرمي الجمرات ونخرج بإذن الله تعالى وننقلب لأهلنا وذوينا مسرورين ..
لكن ماذا عن يوم الحشر الحقيقي !!
ماذا قدمنا له .؟
كيف سنقف فيه أمام رب السماوات والأرض تُثقلنا خطايانا وزللنا وتقصيرنا وهفواتنا !!
أسئلة كثيرة تسارعت في مخيلتي .. ودارت بي الخيالات لآفاقٍ بعيده ..
إطمئنيت بعدها وهدأت روحي عندما تذكرت انه لايزال هناك متسع من الوقت ..
ولابد من إستغلاله لتعويض تقصيرنا . وملئ ميزان أعمالنا بالصالحات ...
فـ الآخرة قريبة .. " و سنراها عين اليقين " ..

( 2 )







http://totallycoolpix.com/wp-content...a/mecca_29.jpg






" أرض التناقضات "

.
.
.



في الحج فقط تجتمع كل المتناقضات على أرضٍ واحده ,
وفي زمانٍ واحد ..
في الحج فقط يجتمع أبيضٌ وأسود ,
أفارقة طوال جداً , وآسيويون قصار جداً ..
جائعٌ و شبعان ,
فقيرٌ مفترش للطرقات وغني يسكن أرقى المخيمات ,
في الحج أيضاً تجتمع قدسية المكان وحرمته مع نقيضها وهو إهمال المكان وعدم نظافته بشكل غير معقول ولا لائق به كمشاعر إسلامية مقدسة ..

http://totallycoolpix.com/wp-content...a/mecca_30.jpg















في الحج إتفق الجميع بدون أن يتفقوا على شي واحد وهو الحب في الله ولله ,
و جمعتهم بدون سابق تخطيط منهم مشاعر الأخوة و روح التعاون والمودة وبذل العون والمساعدة للجميع ,
فالجميع هناك كان يفرح ويُسابق الآخرين لتقديم العون لمن يطلبه ,
والجميع هناك كان يحزن ويتألم لألم أي فرد في الجموع بدون سابق معرفه بينهما ,

والجميع هناك كان يبدو بشوشاً وسعيداً عندما يرى غيره سعيداً وبشوشاً ..
ومن ضمن من كانوا يتفانون في تقديم العون والمساعدة للجميع
هم أفراد ورجال الأمن السعودي وأعضاء الكشافة وأيضاً المُسعفين في سيارات الإسعاف بارك الله فيهم وبلغهم أهلهم وذويهم وهم في أحسن حال ..
فقد كانوا نعم المعينين ونعم الإخوة
رأيتهم بعيني يتفانون في خدمة الآخرين من ضيوف الرحمن ..
رأيتهم بعيني يرفعون من يسقُط ويشدّون من أزر من يَتعب ويبتسمون في وجه الجميع ,
كان الله في عونهم ووفقهم لما يحب ويرضى ..
وأصدق الدعوات لهم بالتوفيق و الخير و السداد ..

( 4 )





http://www.sidonianews.net/gfx/news/...0d06b23a35.jpg






في آخر يوم لحجاج بيت الله في منى والمشاعر المقدسة
أبت السماء إلا أن تجود بماءها على المسلمين بأمرٍ من الله العلي القدير
وتفضلاً منه ورزق لضيوفه وحجاج بيته ,
أكرمهم ربهم بكرمٍ رباني جليل فأمر سبحانه وتعالى السُحب فإجتمعت وتراكمت ثم أرعدت وأبرقت ثم أمرها رب السماوات والأرض أن إمطري ,
فإنفتحت أبواب السماء بكل سخاء , وأمطرت سيلاً عظيماً
غسل القلوب قبل الأبدان , وطهّر الأرواح و الوجدان ,
ليعود الجميع وقد إغتسلوا تماماً من ذنوبهم و خطاياهم
ليرجعوا بعد إذن ربهم كما ولدتهم أمهاتهم ..

اللهم تقبل منا ومنهم أجمعين يا حي يا قيوم ..
اللهم تقبل منا وإغفر خطايانا ..
وإغسلنا وإياهم من الذنوب والمعاصي ونقنا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ..
اللهم وإرزق من لم يحج من المسلمين بتيسير الحج وقبوله يا عزيز يا قدير ..



إنتهى ..