هو صاحب فكرة الاختراع ، أو شخصٌ يساهم في فكرة الاختراع.
لاحظ هنا أن المخترعين في عالم البشر قليلون ، على سبيل المثال : هنالك بعض الشركات لديها آلاف المهندسين للعمل على مشاريعها ، بينما ليس لديها سوى مخترعين اثنينِ أو ثلاثة .
يعتقدُ كثيرٌ من الناس أنّ المخترع قد أتى من كوكبٍ آخر ، أو أنّهُ عبقري صاحب قدرات عقلية هائلة، أو أنه يعاني من طفرة جينية جعلته يعتزل الناس ،ولا يهتم بمظهره ..الخ .
كل تلك بالطبع هي اعتقادات غير صحيحة ، فالفرقُ بين المخترع وغيره هو أن المخترع صاحب فكرة أصرّ على تنفيذها ، أو صاحب رؤية أصرّ على السير وفقاً لها .

لا يستطيع المخترع أن يترك الأشياء كما هي إلا أن يقوم بتطويرها، كما أن المخترع لا يمكن أن يدع مشكلة دون أن يفكر بطريقة مبتكرة بحلها ، في داخل المخترع رغبةٌ قوية لتطوير كل شيء .
بينما يفكر الناس في المشكلات بسلبية ، نجد المخترع يغوص في أعماق الحلول بإيجابية .

:

أنت مخترع ، وهذا يعني أنك يجب أن تكون قادراً على معرفة مكان المشكلة ، و رؤيتها من جميع الجوانب ، كما يجب عليك أن تعرف الفرق بين حلّ وآخر ، وبينما يرى الآخرون أن بعض الحلول متشابهة ، قد يرى المخترع أن هنالك فرقاً جوهرياً ربما يغير كل شيء .
هذه المهارة التي وُصفت لك في الأعلى لا تأتي إلا بالتدرب .
إضافةً إلى هذا : تذكّر أنّ المسلمُ مدعوٌ لكي يدقق الملاحظة في الكون الذي أبدع الله - تبارك وتعالى – صنعه ، ويتأمل الفروق بين الأشياء ، قال الله تعالى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت *وإلى السماء كيف رفعت *وإلى الجبال كيف نصبت *وإلى الأرض كيف سطحت) ، (أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء ).


من المؤكد أن الشخص حينما يريد أن يخترع اختراعاً متعلقاً بمجال ما ، فإنه قد يحتاجُ إلى بعض المعلومات الضرورية في هذا المجال لكي يتمكن من إنجاز اختراعه ، لكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الشخص متخصصاً في هذا المجال .
مثال على ذلك : شخصٌ يريد أن يخترعَ غواصةً لتغوصَ في أعماق البحار وتقوم ببعض المهمات ، فلابد لهذا الشخص أن يكون ملمّاً ببعض المعلومات في :
1.الهندسة الميكانيكية .
2.فيزياء السوائل .
3.أسس تصميم الغواصات العالمية .

ليس من المتيسر دائماً أن يقوم المخترع بتنفيذ اختراعه فوراً ، بل إن معظم الاختراعات تقتضي أن يكون المخترع قادراً على تصورها ، و أن يكون قادراً على تخيل مئات الحلول المبتكرة لمشكلة واحدة دون أن يخسر قرشاً واحداً .
المخترع يجب أن يكون ذا خيال واسع ، لكي يستطيع أن يفكر بحرية دون أن تقيده الإمكانيات المادية المحدودة.


لا مفرّ من المحاولات الفاشلة ، و من النادر في تاريخ الاختراعات أن ينجح مخترع في إنجاز اختراعه من المرة الأولى .
حتى تكون مخترعاً ناجحاً يجب أن لا تعرف اليأس.
من العجيب في عالم الاختراع : أنّ أنجح المخترعين هم أكثرهم تكراراً للفشل !


يوسف السحار.. (صانع) الخشب ..
كان يوسفُ يمتلك مصنعا صغيرا للأثاث الخشبي..
وفي يوم من الأيام..لم يكن قادرا على أن ينتج أي شيء.. الأخشاب المستوردة قد نفدت ..
وحار يوسُف ماذا يفعل ، هل يمكن أن يصنع أثاثاً دون خشب ؟
ثمّ عدل يوسف سؤاله إلى صيغة تبدو مجنونة للبعض :
كيف يمكن أن نصنع أثاثا خشبيا من غير خشب؟
ولأن اليأس كلمة لا توجد في قاموس يوسف السحار ، فقد قرر التحدي وحلّ هذا السؤال المعجز : (أثاثٌ خشبي من غير خشب )، قرر يوسف أن يعمل ليله و نهاره حتى يحل تلك المشكلة للأبد!
وبعد سبع سنوات من العمل المتواصل ,خسر مصنعه ، وخسر أمواله, ولكنّه كسب التحدّي ، لقد أستطاع أن يصنع المستحيل !.
لقد تمكن يوسف السحّار من تحويل مخلفات البلاستيك والورق- وحتى إطارات السيارات - إلى مادة كيميائية تشابه الخشب في كل شيء بل وتتفوق عليه بأنها غير قابله للاشتعال!
اليوم ، كل من يرى هذا الاختراع يقول بأن هذا كان مستحيلاً .. غير أنّ قصّة يوسف تقول ببساطة : ( ولكن المستحيل هو ما حصل ! ).
يوسف السحار مخترع (الخشب الصناعي السعودي) يحلم بأن يأتي اليوم الذي نصدر فيه ذلك (الخشب) إلى العالم وينتهي زمن الاستيراد من المجلة العلمية