عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )

.
صوت الموازين
رقم العضوية : 716
تاريخ التسجيل : 11 10 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 822 [+]
آخر تواجد : 11 - 10 - 18 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : وراق الموازين is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي إمام أردني يخير المصلين بين مسلسل "باب الحارة" والتراويح

كُتب : [ 15 - 10 - 07 - 09:49 PM ]


دبي - العربية.نت

وسط الهوس الجماعي الذي سيطر على الشارع الاردني لمشاهدة مسلسل "باب الحارة"، خير إمام مسجد في حي شعبي شرقي العاصمة عمان، المصلين خلال التراويح في آخر ليلة من شهر رمضان، بين الصلاة أو مغادرة المسجد لحضور المسلسل، فيما أصدر إمام مسجد فتوى حرم فيها مشاهدة المسلسل في ليلة القدر.

ووقف امام المسجد في أحد الأزقة الشعبية شرقي العاصمة الأردنية عمان امام المايكروفون متحديا قبل صلاة التراويح وفي الليلة الأخيرة لشهر رمضان المصلين قائلا: في العادة أنهي صلاة التراويح في الساعة التاسعة ليلا لكن الليلة تحديدا سأنهيها قبل العاشرة بقليل.


وبطبيعة الحال لم يفهم المصلون مباشرة الهدف من مداخلة الشيخ واسمه محمد صالح لكن الرجل وقبل الانصراف لصلاة التراويح ختم بالعبارة التالية والتقط المصلون الرسالة حيث قال: ..لذلك سأطيل عليكم الليلة والحريص علي حضور باب الحارة أكثر من الصلاة يمكنه المغادرة قبل ان أبدأ، بحسب تقرير نشرته صحيفة "القدس العربي" الاثنين 15-10-2007.

وفي منطقة القويسمة وسط العاصمة عمان وقف امام مسجد الخلفاء بين المصلين ليلة القدر قائلا للمصلين: اسمعوا مني الفتوي التالية وأنا أتحمل مسؤوليتها .. حضور باب الحارة في هذه الليلة المباركة والانصراف عن القرآن الكريم بسببها يعني الوقوع في الحرام والاثم .

هذان الموقفان عبارة عن مقطع عرضي بسيط لنقمة رجال الدين والمساجد في الأردن علي المسلسل السوري باب الحارة وهو عمل تلفزيوني درامي سلب ألباب الناس في الأردن وسحرهم وأدخل الجميع بدون استثناء في حالة هوس درامية غير معهودة رغم ان الأردنيين عموما معروفون بحبهم للدراما خلال الشهر الفضيل.

وأحداث ورموز وشخوص باب الحارة سيطرت علي عقول الجميع بين الأردنيين ابتداء من الأطفال وانتهاء بالعجائز والنساء. ويمكن القول ببساطة بان أحداث هذا المسلسل المكررة علي الأغلب والتي لا تعكس شيئا محددا كانت القاسم المشترك الأساسي لأحاديث الأردنيين ليلا نهارا وفي كل المجالس والبيوت والاجتماعات.

ونشر الكثير من المعلقين آراء واجتهادات حاولوا خلالها التوصل الي تصورات محددة حول سبب تسمر الأردنيين حول الشاشة وملاحقتهم للقنوات الفضائية التي تبث مسلسل باب الحارة الذي سبقته حملة للدعاية علي قناة ام.بي.سي كان عنوانها باب الحارة لم يغلق بعد .

وحتي في أوساط السياسيين كانت أحداث باب الحارة أهم من أي أحداث أخرى. وفي صفوف لجنة العلماء في التيارات الاســـــلامية خـــــرج من يقول ان هذا المسلسل وغيره من برامـــــج الدراما التلفزيونية شكل من أشكال اشغال الأمة بسفاسف الأمور وصرفها عن دينها. وحــــتي في المساجد كان مسلسل باب الحارة المنافس المركزي والأساسي لموجات الوقار الديني التي تجتاح الناس تلقائيا في الشهر الفضيل.

ويقول أحمد علام وهو باحث في مجال الاخراج المسرحي ان اللعبة الذكية في هذا المسلسل وهي لعبة اخراجية بامتياز حققت ما لا تحققه البرامج الانتاجية التلفزيونية بالعادة في جمهور صعب ومزاجه حاد كالجمهور الأردني، فهذا العمل لم يحظي فقط بمعدلات متابعة كبيرة بل تابعه الجميع وبدون استثناء ودخل حياة الناس اليومية طوال شهر رمضان المبارك رغم ان قصصه عادية ومحكية .

وقد هوجم مسلسل باب الحارة في أكثر من موقع ديني بسبب سيطرته علي أذهان الناس. عمليا وفي سياق قراءة ترصد تفاعلات الأردنيين علي مواقع البرامج قام بها المخرج علام فقد تبين ان باب الحارة بالنسبة للأردنيين هزم بجدارة مسلسل الملك فاروق الذي ينفذه ايضا طاقم اخراج سوري ويقوم بدور البطولة فيه ممثل سوري شاب. كما تجاوز باب الحارة ايضا مسلسل سلطان الغرام المصري والدراما المميزة التي تحاكي حادثا حقيقيا باِشراف الفنانة المصرية يسرا حول ثلاث طبيبات يتم اغتصابهن في أحد شوارع القاهرة.

والغريب ان المشاهد الأردني كان يحرص علي مشاهدة مسلسل باب الحارة عدة مرات في الليلة الواحدة عبر ملاحقته في الفضائيات المتخصصة (بالسطو) علي البرامج واعادة بثها. وبسبب هذا المسلسل حصريا علم الشعب الأردني بوجود فضائية (ليبية) وشاهدها عدة مرات، علما بان الأردنيين كانوا لا يتابعون فضائيتهم أصلا.

ونشرت حلقات المسلسل علي شبكات الانترنت وأعيد بثها صوتا عبر محطات اذاعة رقمية ووضعت علي مدونات شخصية وتحولت الشخصيات المركزية مثل أبو عصام والعقيد أبو شهاب وسناء (خانوم) الي شخصيات أسطورية يقلدها الأطفال وحتي المدرسات في المدارس كما يقول الشاب احمد القيسي، الذي يعتقد بان عبقرية هذا العمل تكمن في اهتمامه الكبير بتفاصيل (الطعام) الشامي الشهير، مشيرا الي انه شخصيا لم يشته في حياته (الصفيحة الشامية) للدرجة التي اشتهاها فيها عندما كان نجل ابو عصام في المسلسل يعدها ويأكلها.

ويردد الأطفال الأغاني الحماسية التي يرددها أبطال العمل ويقلدون مشية مميزة لنجومه. كما تبادل الكبار في الأردن وبكثافة خلال العيد رسالة الكترونية تحاكي رموز المسلسل متمنية للمرسل اليه التمتع بحكمة الزعيم وشجاعة العقيد ابو شهاب وصبر أبو عصام والحماية من حقد فوزية وفريال وغدر صطيف وأبو النار .. وجميعهم من رموز هذا العمل الذي تابعه الشارع الأردني كما لم يفعل من قبل.

الوراق

رد مع اقتباس