المشكله أننا الآن في عالم ليست للصراحة فيه وجود عالم المصالح .. من فيه مصلحة صديق وحبيب ومن ليست عنده لايلزم معرفته .
الصراحة شئ جميل وأعتقد أنه الآن كنا نسمع بهذه الكلمة سابقا أما الأن فليست لها وجود نحن بحاجة إلى وقفة مع أنفسنا نصارحها أولا ثم ننطلق إلى عالمنا
إن أكبر ميزة امتاز بها الإسلام عن بقية الشرائع السماوية هي الوضوح بكل شيء، فلا يوجد في الإسلام شيء غامضوإذا كان الوضوح هو الصفة الملازمة للإسلام، فكذلك يجب أن يكون الوضوح والمصارحة هي الصفة الملازمة للأسرة التي هي نواة المجتمع المسلم.. وإن كثيراً من الناس يبنون حياتهم على الغموض فتفاجأ الزوجة أو يفاجأ الزوج بأمور لم تكن بالحسبان، وبالتالي تحصل المشاكل. ولقد أعطانا القرآن الكريم مثلاً راقياً جداً في المصارحة، وهذا المثال الرائع قد نمر عليه في القرآن الكريم دون أن نقف على دلالته وعلى أهميته، ولاسيما في هذه الحياة الصعبة .. وذلك في قصة موسى عليه السلام مع إحدى ابنتي الرجل الصالح عندما قالت هذه الفتاة: ((يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ))، فما كان جواب الأب إلا أنه قال: ((قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ)). إن هذا مثال واضح عن الصراحة والمصارحة، فالفتاة لم تخف إعجابها بموسى عليه السلام، والأب فهم من هذه المصارحة أن الفتاة أعجبت بموسى بأمانته وقوته. ولم تكن المصارحة حرجا على الطرفين ما دامت مضبوطة بضوابط الإسلام العامة. إنها أعلى درجات المصارحة، وعندما يضرب الإسلام أعلى الدرجات في المصارحة فيعني هذا أن أدنى الدرجات أولى بذلك إن الزمن أفرز هذه الأخطاء الاجتماعية الكبيرة في حياتنا نتيجة عدم المصارحة والوضوح في البيوت؛ وبالتالي أفرزت هذه المآسي التي ترونها.. إن للمصارحة في البيت فوائد عديدة، منها:
1- الجرأة والقدرة على الحوار: فكم من شاب نشأ وصار في مصاف الرجال وهو لا يستطيع أن يتكلم ولا يعرف كيف يتكلم، فالمصارحة تجعل الشاب يميل إلى الجرأة والدفاع عن فكرته وما يريد.
2- القدرة على تمييز الخطأ من الصواب: فبالمصارحة تطرح الأمور على بساط البحث، وبالتالي يميز الخطأ من الصواب.
3- زيادة الثقة بين الآباء والأبناء.
4- زيادة الترابط الأسري.