بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعده
أقبل شهر رمضان شهر الجود والإنفاق شهر الرحمة والمواساة شهر الخير والعطاء ..شهر يتذكر الأغنياء فيه إخوانهم الفقراء
فيشفقون عليهم ويواسونهم بالمال والطعام والشراب لأنهم ذاقوا شدة الجوع والعطش كما ذاقهاهؤلاء وليس الخبر كالمعاينة
والجود والكرم والإنفاق باب عظيم من أبواب الخير قال تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ) البقرة 245
وقال تعالى (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) البقرة 261
ولئن كان ثواب الإنفاق يقع مضاعفا فهو في رمضان أشد تضعيفا لشرف الزمان وحاجة الناس وانشغالهم بالعبادة عن أعمالهم ومن هنا (كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل في كل ليلة من رمضان فيدارسه القران فلرسول صلى الله عليه وسلم أجود بالخبر من الريح المرسلة ) متفق عليه
فأين أهل الجود والإنفاق في هذا الشهر الفضيل ؟ أين أصحاب الهمم العالية والأيادي السخية الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ولا يخشون من ذي العرش إقلالا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن الله كريم يحب الكرماء جواد يحب الجودة ) صحيح الجامع
ومن صور الجود في رمضان تفطير الصائمين قال النبي صلى الله عليه وسلم (من فطر صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء) رواه أحمد والترمذي وهو في صحيح الجامع
ومن صور ذلك إدخال السرور على المسلمين وقضاء حوائجهم وسداد ديونهم قال النبي صلى الله عليه وسلم (أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا أو تقضي عنه دينا أو تطعمه خبزا ) رواه ابن أبي الدنيا وهو في صحيح الجامع
فيا أخي الحبيب ! تذكر أن هناك أناسا لايجدون تمرات يفطرون عليها ! تذكر أن هناك أناسا لايجدون مكانا يأويهم فيسكنون المقابر !والمزابل والخرابات !
أخي المسلم : وهناك حكم عظيمة تتعلق بالكرم والجود في رمضان ذكرها الإمام ابن رجب منها:
1: شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه
2: إعانة القائمين والصائمين والذاكرين على طاعاتهم
3: أن الجزاء من جنس العمل والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) متفق عليه
وشهر رمضان هو شهر بجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار وأولى الناس بذلك هم أهل الجود والكرم
4: الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة
5: الجمع بين الصيام والصدقة أبلغ في تكفير الخطايا
6: أن الصدقة تجبر الخلل الواقع في الصيام
فلا تحرم نفسك أخي الحبيب من هذه الفضائل ولا تقبض يدك عن الإنفاق في وجوه البر وطرق الخير والمعروف قال تعالى (ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم ) محمد 38