عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )
إداري سابق
رقم العضوية : 491
تاريخ التسجيل : 01 09 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : القصيـــــم
عدد المشاركات : 3,406 [+]
آخر تواجد : 02 - 10 - 11 [+]
عدد النقاط : 14
قوة الترشيح : راس الضلع is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي رد : إحساسي بأقلامهم

كُتب : [ 10 - 11 - 07 - 03:13 AM ]

هل كمال التأليف في نقصان النص؟ هذا السؤال يجرنا إلى تساؤل حول مصداقية النص وهل هو نابع من الذات الكاتبة فحسب؟ وهل هو محكوم بمسبق ذهني نمطي جاهز؟ وهل النموذج يمثل السياق الحاسم في المعادلة الكتابية؟ وما هو التأليف؟ وهل يتلقى القارئ النص بوصفه حالة واحدة بذائقة موحدة؟

عندما كتب “رولان بارت” مقاله الذي ملأ الدنيا وشغل الناس تحت عنوان “موت المؤلف” كان مأخوذا بنظرية التلقي الجمالية.. تلك النظرية التي مهّد لها سابقوه وأصّلها هو في معرض متابعته لتعددية التلقي مما يرفع من مكانة القارئ ويجعله صنواً للكاتب أو مؤلفاً يقتفي أثر المؤلف فيما يلغيه عن طريق الهضم والاستيعاب والتداعيات.

الى ذلك رأى رولان بارت أن المؤلف فيما يكتب انما يستعيد ذاته عاكسا عوالمه السيكولوجية والنفسية منصاعاً لزمن الابداع الذي يأتيه فيضاً مخطوفاً بالكلام واللغة، بل أيضا بالمساحة البيضاء التي يكتب فيها، حيث تتحول تقاطعات البياض بالسواد إلى معادل بصري يرتقي إلى مستوى الدلالة.

تنطلق الفكرة الجوهرية القائلة بموت المؤلف من أن هذا المؤلف ينصاع لقوانين الكتابة ونواميسها الروحية مما يجعله سارداً محايداً حتى وهو يتوهّم انه يعبر عن قناعاته!.. ولا يمكن الامساك بمثل هذه الفكرة المتضبّبة الغائمة الا اذا استوعبنا المشروع الانقلابي الذي أراده رولان بارت في نظره لفلسفة القراءة والكتابة معاً.. فالقارئ الجديد عليه أن يتخلّص من عبء التماهي التام مع الكاتب المؤلف، لأن ذلك الكاتب المؤلف ليس ساردا لذاته بل لحقائق تفرضها شروط الكتابة وأبعادها.. كما أن على المؤلف أن يتنازل عن مركزيته الواهمة وهو يفترض انه البطل الأوحد في النص.

بكلمات أخرى، يريد صاحب الفكرة سحب البساط من فكرة النجم الكاتب الذي يعيد تدوير معطيات الحياة وتفاصيلها كما، ويرى رولان بارت عوضاً عن ذلك الاستعاضة عنها بسلطة النص.. ذلك أن الكتابة ليست شهادة على ما كان أو عملية اثبات وتسجيل وتوثيق لشواهد، بل حالة موصولة بالمستقبل، متجاوزة للانا الساردة ومُشتركة في كتابة النص المقروء.

هذا الاستنتاج نجد له توازيا في العديد من المؤلفات القديمة التي تحدثت عن اللمعات والبوارق وومضات الفكرة الجديدة المدهشة التي تتجاوز حدود الزمان والمكان وتقبع في مكان ما خارج الزمن الفيزيائي وفوق ادراك وارادة صاحب النص بالمعاني العقلية والمسبقات الذهنية.

رولان بارت وأمثاله من منظري النص الجديد استفادوا من علم جمال الشكل بحثا عن مضامين جديدة.. ولقد استبطنوا ما كان، مُؤكدين تالياً وثالثا على أن فلسفة الكتابة تتموضع في عمق التاريخ الانساني ولا تحيد عن هذه الديمومة.

في النهايه اشكرك اخي على طرح هذا الموضوع الذي هو اكثر من رائع



سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس