لمحات من حياته بختصار :
1- تشير معظم المصادر الى تولية شؤون الامارة في الحريق مدة يسيرة ثم تركها .. الا ان هذا الامر لا تؤيده مصادر تواريخ نجد كما انها لا تنفيه ايضا .. ولكن لا يبدوا من شعره انه كان مهتما بشؤون الامارة .. فجل قصائده تدور على الغزل في شبابه والتوبة في شيخوخته وبعض الرثاء والمراسلات .. ولايوجد قصيدة مدح سوى واحده في الشيخ وطبان الدويش شيخ مطير
2- تلقى محسن تعليما جيدا وكانت له مشاغبات معروفة مع معلميه ويتضح من شعره مدى اطلاعه الواسع على الشعر العربي القديم وعلى شعر المعلقات وشعر المتنبي وامرؤ القيس
3- كان وسيما حلو اللسان معجبا بذاته واثقا من نفسه ومن قدرته على الاستحواذ على قلوب الجميلات وصار بذلك مضربا للامثال في هذا المجال
4- يروى ان رجلا غيورا خاف على بنته من ان يراها محسن او ان تراه وتعجب به فاخذها وخبأها في مغارة اسفل بئر بعيد عن البلدة ووضع عندها امرأة عجوز تقوم على امرها ..
وبينما كانت العجوز تمشط شعرها قالت البنت متحسرة :
اصفر معصفر ليت محسن يشوفه = توه على حد الغرض مابعد لمس !!
وقبل ان تكمل بيتها كان محسن قد مر من عند المغارة وسمعها وهي تنشد البيت فرد عليها وقال :
مزيت من ريقة وهزيت عوده = وصلتها غصبٍ ومنّه هله دمس
5- كان شعر الهزاني يشتهر بالمغامرات الحسية وليالي الوصال والخلوات بالمحبوبات والتجاوز للحدود والاعراف وللاخلاق والدين احيانا !! .. الا ان الكثير يؤكد ان هذا لا يعدوا كونه خيال شاعر ليس له في الواقع مكان ..
ويدللون على هذه النقطة بقصة ان رجلا غريبا دخل الحريق بالليل ودخل الى المسجد ورأى رجلا يتهجد ويبكي على اكثر ما يكون الانسان من العبادة .. فسال عنه فعلم انه محسن الهزاني !! .. فقال له الست انت اللذي تقول كذا وكذا وكذا !!
فقال محسن يعلم الله اني لم افعل مما قلت شئ يحاسبني الله عليه .. انما هو خيال الشعراء يقولون مالا يفعلون
وتجاوزاته للدين تتضح (غفر الله له) في قصيدة حج الحجيج حين قارن بين مناسك الحج ووصال محبوبته في احدى الليالي مثل قوله فيها :
حج الحجيج وكلهم له يلبون = وانا بدار مورد الخد لبيت !!
فالى جو لاركان بيته يطوفون = والتجّوا الحجاج بموادع البيت
وادعت من دارت حجاجه كما النون=وابكي وباطراف الجدايل تلويت
فالىت جو الكعبة بنصحٍ يحبون= لانجال وارد ضافي القرن حبيت
احرمت يوم الفوز البي لمزيون=صافي البياض وغفر وغفر ماكان زليت !!
والقصيدة طويلة نسال الله له المغفرة والرحمة ولعل ان يكفرها ما قاله من شعر في التوبة والانابة والابتهال الى الله
6- كما يروى انه منع ابنه من شعر الغزل ومنعه من النظر الى النساء والفتيات منذ صغره خوفا من ان يقع في ما قع فيه ابوه حتى انه لم يكن يعرف اشكال الفتيات وجمالهن .. وان ابنه دخل مرة على امه وهي تمشط احدى فتيات جيرانها فسأل امه (ماهذا !!) فقالت له (هذا الذيب) !!
فرد الطفل منشدا :
الذيب ماله قذلةٍ هلهلية = ولا له ثمان مفلجاتٍ معاذيب
والذيب ما يمشط بالعنبرية = لا واهني من مرقده في حشا الذيب !!
ولكن القصة فيها مبالغة وقد تكون مصطنعة
شعر محسن الهزاني :
1- محسن يعد من شعراء الطبقة الاولى من شعراء النبطية
2- يتميز في شعره الغزلي بأنه يجعل نفسة الطرف الاقوى دائما في الحب وان الجميع يتسابق على حبه وخطفة وهو الذي تصله رسائل الشوق وان الطرف الاخر هو الذي يتألم على فراقة ليس كما هو سائد
3- ذكر الاوصاف الحسية والبعد كثيرا عن العذرية في الغالب وذكر المحاسن الجسدية للمحبوبة وقدرته الشعرية تجعله يذكر هذا كله باسلوب رقيق بعيدأ عن التصريح والفجاجة والاباحية
4- كثيرا ما لا يكتفي بذكر محبوبة واحده في قصيدة الا قوت في بعض الاحيان .. بل يذكر غالبا محبوبتين بدوية وحظرية !! .. بل في احدى القصائد ذكر وصاله مع خمس محبوبات في وقت واحد !! ثم اختار منهن فائزة بحبه !! محاكيا في ذلك مغامرة امرؤ القيس مع عنيزة وصويحباتها وهذه علامة على اطلاعه على شعر امرؤ القيس ويدل عليه ايضا ذكره (كجلمود صخر حطه السيل من علِ) في مرثيته بالرعوجي
5- اسناده كثيرا في قصائده الى اشخاص كثر منهم سرداح بن هزاع وحسن بن هزاع وسعد المليحي السبيعي ومهنا العناقي وسليمان عفالق وعبد رنية واشخاص لا يعرفون مثل محمد وزيد وعلي
6- كان اول من عرف بالتصريح في غزلياته خلاف لبقية الشعراء فالغالب فيهم البعد عن الغزل الا فيما ندر ولك يعرف احد بكثرة الغزل قبله من شعراء النبطية اذا كان الغزل غرضا ثانويا غير سائدا وكان هو اول من جعله غرضا اوليا وصار الناس من بعده يكثرون من الغزل وشفع له في ذلك مركزة الاجتماعي في بلدته ومركزة المالي .. بالاضافة الى جرءته وذكاءه واعتداده بذاته وثقته بنفسه .
7- كان اول من ادخل الاوزان السامرية في الشعر
8- كان اول من ابتكر قصيدة القافيتن على الشعر النبطي فخرج بذلك عن القاعدة الهلالية في النظم على قافية واحدة فادخل بحر المسحوب ذو القافيتان اللازمتان .. واصبح شكلا من اشكال الشعر الذي يلتزم به غالب الشعراء الى اليوم
9- كان من اول من نظم على المروبع المعتمد على الجناس في الشعر الشعبي لكن اربعة شطور قافية
استغاثة محسن (دع لذيذ الكرى)
دع لذيذ الكـرى وانتبـه ثـم صـل=واستقم في الدجا وابتهل ثم قـل
يا مجيـب الدعـا ياعظيـم الجـلال=يا لطيـف بنـا دايـم لـم يـزل
واحـد مـاجـد قـابـض بـاسـط=حاكم عادل كـل مـا شـا فعـل
ظـاهـر بـاطـن حـافـظ رافــع=سامع عالـم مـا بحكمـه ميـل
ثـم بعـد لطفـك بنـا افعـل بـنـا=ما انـت يـا إلآهـي لـه أهـل
يا مجيـب الدعـا يـا متـم الرجـا=واسألك بالذى يـا إلآهـي نـزل
به على المصطفى مع شديد القـوى=أسألك بالذى دك صـوب الجبـل
الغنـا والرضـا والهـدى والتقـى=والعفو العفو ثـم حسـن العمـل
واسألـك غـاديـا مـاديـا كلـمـا=لج فيه الرعد حـل فينـا الوجـل
وادق صـادق غــادق ضاحـكـا=باكيا كلما ضحـك مزنـه هطـل
المحـث ألمـرث المحـن ألـمـرن=هاميـا ساميـا آنيـا متـصـل
به يحط الحصـا بالوطـا مـن عـلا=منحـو بالرفـا والغنـا بالشلـل
أسألـك بعـد ذا عـارض رايــح=كن طـق متنـي سحابـه طبـل
كن مننه إلـى مـا ارتـدم وارتكـم=فى مثانى السدا دامـرات الحلـل
ناشيا غاشيـا سـداه فـوق السهـا=كن مقدم سحابه يجرجـر عجـل
مدهـش مرهـش مرعـش منعـش=كن لمع برقه سيوف هنـد تسـل
دايـر حـايـر عــارض رايــح=كل من شاف برقه تخاطف جفـل
أدهـم مظـلـم مـوجـف مـركـم=جور مائه يعم الوعـر والسهـل
كلمـا اختفـق واصطفـق واندفـق=إستهل وانتهـل وانهمـل الهلـل
حينما استـوى وارتـوى واقتـوى=واستقل وانتقل إضمحـل المحـل
والفياظ اخصبت والرياض اعشبـت=والركايا ارعجت والمقل اسفهـل
والحزوم اربعت والجـوازى سعـت=والطيور أسجعت فوق زهر النفل
كن وصف اختلاف الزهر في الرياض=تخالـف فـرش زوالـى تـفـل
بعـد ذا علـهـا مـرهـش قـالـط=ربو شهر سقى راسيـات النخـل
راسيات المثانـى اطـوال الحظـور=مستطيل مقاديم الجريـد المظـل
حيثهـن الذخايـر إلـى مـا بـقـا=بالدهر ما يديـر الهديـر الجمـل
تغتنى به ارجـال بـوادى الحريـق=هم اقروم كرام إلـى جـا المحـل
هم جـزال العطايـا غـزار الجفـان=هم شلباب الضيف بليـل هشـل
يا مجيب الدعـاء يـا متـم الرجـا=إستجب دعوتـى إننـى مبتهـل
إمح سيأتـى واعـف عـن زلتـى=فاننـى ياإلاهـى محـل الـزلـل
فنـا الـذى بــك أمــد الـرجـا=فلا خاب مـن مـد فيـك الامـل
وانـت الـذى تهـدى إلنـن قـال=دع لذيذ الكرى وانتبه ثـم صـل
ثم ختمه صلاتـى علـى المصطفـى=عد ما انحا سحاب صدوق وهـل
منقووول
أبن مصاول