الموضوع: نقاش
عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
جديد
رقم العضوية : 6928
تاريخ التسجيل : 24 09 2009
الدولة : أنثى
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 11 [+]
آخر تواجد : 07 - 01 - 10 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : معربة الجدين is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي نقاش

كُتب : [ 22 - 10 - 09 - 08:45 PM ]

يقول جون لوك ( الأفكار الجديدة هي موضع شك دائماً .. وتتم مقاومتها غالباً .. لسبب أنها لم تصبح شائعة بعد ) . هذه المقولة تكاد تنطبق على كل المجتمعات باختلاف الدين والعادات والتقاليد فيها لأنها غريزة بشرية وليست اجتماعية تتفرد بها مجتمعات عن غيرها ، والمجتمع السعودي من ضمن هذه المجتمعات ولكن نحن نفرق عنهم بكوننا متزمتيّ الرفض متعصبيّ عدم القبول ، حتى لو كانت هذه الفكرة من ضروريات المجتمع ومطبّقة بالدول التي تحيط بنا والتي نتشابه معها في التراث والعادات والتقاليد والأهم في الدين ...

فمنذ قيام الدولة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدا لعزيز يرحمه الله ، كان الرفض سِمَة لمجتمعنا فرفض الراديو وأشياء كثيرة لا أحب الخوض فيها ، وفي عهد الملك فيصل يرحمه الله رفض تعليم البنات ودخولهن المدارس ، وتسلسلت النظرة الرفضية لمجتمعنا بتسلسل وتواتر الأفكار , والمبرر واحد: أنها هذه الأفكار دخيلة على مجتمعنا وستسبب له الذبول الفضولي وتجعله يتخلى عن فضوليته وقيمه وأخلاقه التي ينعم بها ..!

سأتكلم عن واحدة من الأفكار التي رفضت بالمجتمع وهي تعليم البنات والتي قوبلت من قِبَل المجتمع بنظرة رفضية فاقت التصورات ، وتعدت مسألة الرفض أو القبول بل وصلت لدرجة وكأنها فكرة انحرافية هادمة للمجتمع ومحطمة للأساسات الرصينة التي ينعم فيها المجتمع ، وتجمهر الناس وأولياء الأمور لرفضها والوقوف على عدم قيام هذه الفكرة الصنميّة الأهداف ولولا أن للفيصل حكمة ورجاحة عقل ونظرة ثاقبة وقتها لأصبحت بناتنا إلى يومك يعانين من الجهل العظيم ، فضرب بيد من حديد وإرضاء أولياء الأمور وتعصّبهم ، ولم يلغي الفكرة بل سوّق لها بشكل مرضِي للطرفين ففتح المدارس وقال: من يريد أن يتعلم فهذه المدارس ومن لا يريد فليس هناك إجبار على دخول نساء من لا يرغب المدارس ، وبهذا بدأت الفكرة بالانتشار والتوسّع والتعميم حتى وصلت أقاصي البلاد وهجرها مع مرور الزمن ...

لماذا تُرفض الأفكار التي من شأنها تطوير المجتمع وجعله في مصافّ المجتمعات المتقدمة ؟؟ لا أتكلم عن كل الأفكار فهناك أفكار كثيرة تخالف فطرتنا التي فطرنا عليها ومقاصدها واضحة المعالم هل الرفض هو تجريدي الأسباب ؟؟ وهل الرفض لمجرد الرفض أو لكي نقول أننا نملك رأي عام ؟؟ رغم تسلسل التاريخ واختلاف الأفكار منذ قيام الدولة وكذلك تغيّر الكثير من المقاصد الأفكارية وضرورة وجودها ، فإن المبرر لا يتغير ولا يتبدل وكأنه شامخ بوجه الأفكار أو كأنه يعاني القِدَم والماضيية والرافضين يرجعوننا لزمن الجاهلية الأولى حيث الأصنام والجهل والظلال ، ولكن الفرق بين الجاهلية الماضيين والجاهلية الحالية أن الجاهلية القديمة كانت أصنامهم مرئية مكانية ، أما الآن فأصنام مخفيه عقلية ...!

عندما تصبح الفكرة التي حوربت بالبداية قد راجت وأصبحت معممة وأصبحت واقعية وتستخدم من قبل الناس بالمجتمع يصبح هوس بالمجتمع بالحصول عليها فالأغلبية العظمى تسارع لكي تحصل عليها قبل غيرها ، وتجد أكثرهم حرصاً عليها هم من كانوا أكثرهم رفضاً لها ..!
هل هذا نوع من التوبة الاجتماعية المبطنة من قبل الرافضين القابلين الجدد ؟؟ أم أنه استشعار بضرورة هذه الفكرة التي أصبحت واقعيه ومعممة ؟؟ هذا هو التناقض الذي يسري بدم الإنسان فالرافض للفكرة أصبح قابل لها دون أن يطرأ عليه جديد ولم تتغير أفكاره إلا بكون الفكرة أصبحت واقعية فهل أرغمته واقعية الفكرة على كسر شموخ رفضه ..؟


ولكن السيناريو الرفضي يتكرر مع كل فكرة جديدة رفض ثم هوس بالقبول وكأن : مع توالي الأفكار وتواترها المؤمن يلدغ من جحره في كل مرة تأتي فكرة جديدة وليس مرتين ...!



منقوووول بتصرف...

آراؤكم؟؟؟



رد مع اقتباس