عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
جديد
رقم العضوية : 7284
تاريخ التسجيل : 28 10 2009
الدولة : أنثى
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : عند آمي
عدد المشاركات : 35 [+]
آخر تواجد : 07 - 12 - 09 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : نسيم الصبايا is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي ماهي الرجوله ..؟؟

كُتب : [ 30 - 10 - 09 - 08:49 AM ]

بسم الله الرحمن الرحيم ,,

ماهــــي الرجوله ..؟؟

قال أحد العلماء رحمهم الله :

قال تعالى: مّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ [الأحزاب: 23]، وقال تعالى: رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصلاةِ وَإِيتَاء الزكاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ [النور: 37].
مادة: (رجل) تدل بأصل وضعها في اللغة على طائفة كبيرة من المعاني، غير الذكورة المقابلة للأنوثة في بني الإنسان، تقول العرب في المفاضلة بين الاثنين وتفوُّق أحدهما على صاحبه: أرجل الرجلين، وللدلالة على القدرة على التصدي للأحداث: رجل الساعة، وفي ختام المباهاة بالشرف والثناء تقول: هو من رجالات قومه.
وعند ورودها في القرآن تضيف مع دلالتها على النوع معاني أخرى تسمو بالنوع إلى السمو والامتياز. استعمل القرآن (رجالاً) وصفًا للمصطفَيْن الأخيار فقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِى إِلَيْهِمْ [يوسف: 109]، والوصف بالرجولة في بعض المواطن تعريفٌ مقصودٌ يُوحي بمقومات هذه الصفة من جرأة على الحق ومناصرة للقائمين عليه، قال تعالى: وَجَاء رَجُلٌ مّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يامُوسَى إِنَّ الْمَلاَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنّى لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ [القصص: 20]، وقال سبحانه: وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مّنْ ءالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّىَ اللَّهُ [غافر: 28] وقد كان النبي يتطلع إلى الرجولة التي تناصره وتعتز بها دعوته، ويسألها ربه فيقول: ((اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب))، قال الراوي وكان أحبهما إليه عمر. أخرجه الترمذي(1)[1].
يتطلع إلى معالم الرجولة التي تؤثر في نشر الدعوة وإعزاز الإسلام. كان إسلام عمر حدثًا كبيرًا، وُجدت رجولته في اللحظة الأولى من إسلامه، فبعد أن كان المسلمون لا يجرؤون على الجهر بدينهم جهروا به، قال ابن مسعود : (ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر) أخرجه البخاري(2)[2].
لم تكن رجولة عمر في قوة بدنه، ولا في فروسيته، ففي قريش من هو أقوى منه، ولكن رجولته كانت في إيمانه القوي، ونفسه الكبيرة التي تبعث على التقدير والإكبار. هاجر الصحابة خفية، أما عمر فقد تقلد سيفه ومضى إلى الكعبة فطاف وصلى في المقام، وأعلن هجرته على الملأ وقال لهم: (من أراد أن تثكله أمه ويُيتِّم ولدَه ويُرمل زوجته فليتبعني وراء هذا الوادي)(3)[3]، فما تبعه منهم أحد. يضع عمر البرامج لتعليم الرجولة فيقول: (علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل، وروُّوهم ما يُجَمِّل من الشِّعر)(4)[4].
الرجولة مطلب يسعى للتجمل بخصائصها أصحاب الهمم، ويسمو بمعانيها الرجال الجادون، وهي صفة أساسية، فالناس إذا فقدوا أخلاق الرجولة صاروا أشباه الرجال، غثاءً كغثاء السيل. الرجولة تُرسَّخ بعقيدة قوية، وتهذَّب بتربية صحيحة، وتنمَّى بقدوة حسنة. ميزان الرجولة عند عامة الناس هو ميزان مادي فقط، فمن كان جميل المظهر مكتمل القوى كثير المال فهو الرجل الطيب. ولكن ميزان الرجال في شريعة الإسلام من كانت أعماله فاضلة، وأخلاقه حسنة، مرَّ رجل على رسول الله فقال: ((ما تقولون في هذا؟)) قالوا: حري إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يشفَّع، وإن قال أن يُستمع، قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين فقال: ((ما تقولون في هذا؟)) قالوا: حري إن خطب أن لا يُنكح، وإن شفع ألا يشفَّع، وإن قال أن لا يستمع، فقال رسول الله : ((هذا خير من ملء الأرض مثل هذا)) أخرجه البخاري(5)[5].
الرجال ـ عباد الله ـ لا يقاسون بضخامة أجسادهم، وبهاء صورهم، فعن علي بن أبي طالب قال: أمر النبي ابن مسعود، فصعد على شجرة، أمره أن يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود حين صعد الشجرة، فضحكوا من حموشة ساقيه، فقال رسول الله : ((ما تضحكون؟! لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد)) أخرجه أحمد(6)[6].
الرجولة الحقة رأيٌ سديد، وكلمة طيبة، ومروءة وشهامة، وتعاون وتضامن، الرجولة تحمل المسئولية في الذب عن التوحيد والنصح في الله، قال تعالى: وَجَاء رَجُلٌ مّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يامُوسَى إِنَّ الْمَلأ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنّى لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ [القصص: 20].
الرجولة قوة في القول، وصدع بالحق، وتحذير من المخالفة من أمر الله مع حرص وفطنة، قال تعالى: وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مّنْ ءالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبّىَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُمْ بِالْبَيّنَاتِ مِن رَّبّكُمْ [غافر: 28]. الرجولة صمود أمام الملهيات، واستعلاء على المغريات حذرًا من يوم عصيب، قال تعالى: رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصلاةِ وَإِيتَاء الزكاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ [النور: 37].
الرجل الحق يصدق في عهده، ويفي بوعده، ويثبت على الطريق، قال تعالى: مّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً [الأحزاب: 23]. ليس من الرجال الذين نعنيهم أولئك الذين يعبُّون من الشهوات، أو الغارقون في الملذات، الذين قعدوا عن معاني الغايات، وأعرضوا عن خالق الأرض والسموات، وليسوا أولئك الذين ضخمت أجسادهم وقد خلت من قول الحكمة ألسنتهم، وسداد الرأي عقولهم، هؤلاء الرجال أشباه رجال لا ننشدهم، بل نبغي الذين عناهم القرآن في قوله: الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً

__________________
((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [التوبة - 128]

جعلني الله وإياكم ممن يؤدي حقه على أكمل وجه ,,

وتقبلو تحياتي آختكم ومحبتكم نسيم الصبايا ..


التعديل الأخير تم بواسطة الرمح ; 31 - 10 - 09 الساعة 05:56 AM
رد مع اقتباس