 غير متواجد حالياً
|
رقم المشاركة : ( 2 )
|
|
رقم العضوية : 6387 |
تاريخ التسجيل : 29 06 2009 |
الدولة : ذكر |
العمر : |
الجنس : |
مكان الإقامة : |
عدد المشاركات : 251 [+] |
آخر تواجد : 06 - 09 - 15 [+] |
عدد النقاط : 10 |
قوة الترشيح :
|
|
|
رد: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانً
كُتب : [ 04 - 11 - 09
- 12:53 AM ]
{ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا }
ماالمقصود بـ ( الكاف ) في ( كما ربياني )؟
الكاف للتشبيه - بمعنى مثل - والجار والمجرور صفة مصدر مقدر أي كرحمة تربيتهما لي أو مثل رحمتهما علي. فالتربية رحمة.
و قيل أن حرف الكاف للتعليل, فيكون التقدير : ارحمهما لتربيتهما لي وجزاء إحسانهما لي حالة الصغر.
نجد في المقطع { وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا } بيانا آسرا.
بعد أن أكد القرآن على تقديم الإنسان الرحمة لوالديه, جاء هذا البيان حاملا معه إضاءات بيانية تشع بالجمال, وفيها ربط بما تقدم, وإكمال لجوانبه.
جاء النداء الإلهي بألا يقتصر الإنسان على تقديم ضروب الرحمة الدنيوية لوالديه كما أوضحته المقاطع القرآنية المتقدمة, بل يتجاوزه إلى ماهو أعمق من ذلك من خلال طلب الإنسان من الله سبحانه وتعالى بأن يفيض بالرحمة الإلهية على والديه وذلك من خلال الدعاء لهما, ولم يقيد القرآن الكريم الدعاء بزمن, فالدعاء لهما مفتوح في حياتهما وبعد مماتهما. كما أن في هذا المقطع " كما ربياني صغير " تأكيد على فضل الوالدين ودورهما العظيم في التربية, وتذكير للإنسان بهذا الدور العظيم.
تأملوا روعة هذه الصورة الحسية الحركية التي ينقلنا القرآن إليها, فنحن أمام مشهد متحرك يتجلى فيه دور الأبوين وما يقومان به من مهام عظيمة لرعاية أبنائهم الصغار, بما فيه من تضحيات قدمها الأبوان ومصاعب تحملاها , و فيها رجوع إلى الوراء ليرى الإنسان مشهد الأم الحانية والأب العطوف وهما يقدمان رحيق حياتهما للأبناء.
فالبيان في " ارحمهما كما ربياني صغيرا " ليس جافا بل هو تصوير فني في قمة الروعة والجمال, جيء به ليستجيش وجدان الرحمة في قلوب الأبناء, كي يزيد من اهتمامهم بأبائهم وأمهاتهم عرفانا بما بذلوه لهم يوم أن كانوا صغارا, ويتجلى في " كما ربياني " مشهد الطفوله بكل أبعاده وذكرياته, وما يملؤه من مشاعر حب وحنان.
ونجد من خلال تتبع معاني هذه الآيات أن اختيار الألفاظ المعبرة عن المعاني المتتالية من الدقة بمكان عظيم, وأنه لا توجد ألفاظ زائدة, بل لكل مفردة موقعها الخاص الذي لا يستقيم المعنى إلا به, وندرك في هذا الخطاب قوة الخطاب الإلهي في التعبير, من خلال تأمل الجمال اللغوي والبلاغي في ارتباط الألفاظ ببعضها, وتناسق الجمل مع بعضها , و تسلسل المعاني المستوحاة من النص القرآني.
ولا زلنا نسبح في بحر الجمال اللغوي والبلاغي لهذه الآيات العظيمة :
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا } {الإسراء/23-25}
__________________
اللّهُمَّ اجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ عافيةٍ وَبَلاء، وَاجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ مَثْوىً وَمُنْقَلَبٍ. اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْياي مَحْياُهْم وَمَماتي مَماتَهُمْ، وَاجعَلْني مَعَهُمْ في المَواطِنِ كُلِّها وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ.
|
|
|
|
|