عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 6 )
عضو مشارك
رقم العضوية : 6387
تاريخ التسجيل : 29 06 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 251 [+]
آخر تواجد : 06 - 09 - 15 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : سهاج is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي رد: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانً

كُتب : [ 04 - 11 - 09 - 01:09 AM ]

{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا } {الإسراء/23-25}


هناك إشارات جمالية جديرة بالتأمل :

إِ{ مَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا }

هل هناك فائدة من ذكر " عندك "

ماذا لو جاء التعبير القرآني : " إِمَّا يَبْلُغَنَّ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا "

واقعا, مجيء " عندك " زادت من قوة المعنى المراد إيصاله لأنها أفادت معنى في كنفك ورعايتك, وتقدير المعنى القرآني : " إِمَّا يَبْلُغَنَّ في كنفك ورعايتك الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا ".

ونجد في هذه الآية تكرار الخطاب بصيغة المخاطَب لا الغائب, كما هو جلي في قوله : ربك , عندك, لا تقل, لا تنهر, قل, اخفض, وذلك لبيان أهمية الخطاب, وترسيخه في نفس المخاطَب.

ومن الإشارات الجميلة الإيحاءات التي حققتها هاتين الصورتين :

{ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا } و { كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }

مشهدان يتفقان في رسم شيء معين, وهي أن حالة الصغر وحالة الكبر تعتبران من حالات الضعف التي يمر بها الإنسان وتحتاج إلى رعاية, فكما قام الأبوان برعاية الأبناء في الصغر, فعلى الأبناء القيام برعاية الأباء في الكبر. فكما أن التربية للأطفال تحتاج على صبر, فكذلك رعاية الوالدين في الكبر, وذلك لما يعيشه الأبوان من عجز وضعف قد تصل ذروتها في بعضهم, حيث يحتاج إلى عناية شخصية كالتغذية والعناية الشخصية الخ....

نجد تكرير " قل " وذلك لتأكيد المعنى و تقريره وترسيخه في نفس المخاطَب :

{ وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا } { وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا }

ويعتبر هذا أحد موجبات الإطناب الذي يعتبر أحد فنون علم المعاني.

يوجد طباق سلب في قوله " فَلاَ تَقُل " و " وَقُل "

فائدة نحوية :

{ إِمَّا يَبْلُغَنَّ }

إما مركبة من " إن " الشرطية, و " ما " زائدة للتوكيد بدليل دخول نون التوكيد الثقيلة في الفعل.


ولا زلنا نسبح في بلاغة :

{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا } {الإسراء/23-25}

__________________
اللّهُمَّ اجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ عافيةٍ وَبَلاء، وَاجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ مَثْوىً وَمُنْقَلَبٍ. اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْياي مَحْياُهْم وَمَماتي مَماتَهُمْ، وَاجعَلْني مَعَهُمْ في المَواطِنِ كُلِّها وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ.


رد مع اقتباس