 غير متواجد حالياً
|
رقم المشاركة : ( 8 )
|
|
رقم العضوية : 6387 |
تاريخ التسجيل : 29 06 2009 |
الدولة : ذكر |
العمر : |
الجنس : |
مكان الإقامة : |
عدد المشاركات : 251 [+] |
آخر تواجد : 06 - 09 - 15 [+] |
عدد النقاط : 10 |
قوة الترشيح :
|
|
|
رد: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانً
كُتب : [ 04 - 11 - 09
- 01:11 AM ]
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا } {الإسراء/23-25}
سنحلق في اجواء هذه الآية الشريفة :
{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا .} - الإسراء : 24
قال العلامة الطباطبائي في تفسيره لهذه الآية الشريفة : " قوله تعالى: "و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" خفض الجناح كناية عن المبالغة في التواضع و الخضوع قولا و فعلا مأخوذ من خفض فرخ الطائر جناحه ليستعطف أمه لتغذيته، و لذا قيده بالذل فهو دأب أفراخ الطيور إذا أرادت الغذاء من أمهاتها، فالمعنى واجههما في معاشرتك و محاورتك مواجهة يلوج منها تواضعك و خضوعك لهما و تذللك قبالهما رحمة بهما. هذا إن كان الذل بمعنى المسكنة و إن كان بمعنى المطاوعة فهو مأخوذ من خفض الطائر جناحه ليجمع تحته أفراخه رحمة بها و حفظا لها.
و قوله: { و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } أي اذكر تربيتهما لك صغيرا فادع الله سبحانه أن يرحمهما كما رحماك و ربياك صغيرا. " (1)
ماهو الجانب البلاغي في هذه الآية الشريفة؟
{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ }
في هذا المقطع صورة فنية رائعة تنبض بالحركة حيث أعطت صورة محسوسة للذل, تجلى فيه فن الاستعارة المكنية بكل وضوح, فقد أنشأت الآية علاقة تصويرية بين إلانة الجانب وخفض الجناح, دلالة على فرط الرحمة والعطف على الوالدين.
قال الطبرسي في المجمع :
" أي وبالغ في التواضع والخضوع لهما قولا وفعلا وبرا بهما وشفقة عليهما والمراد بالذل هاهنا اللين والتواضع دون الهوان من خفض الطائر جناحه إذا ضم فرخه إليه فكأنه سبحانه قال ضم أبويك إلى نفسك كما كانا يفعلان بك و أنت صغير, وإذا وصفت العرب إنسانا بالسهولة وترك الإباء قالوا : هو خافض الجناح " (2)
و قال الزمخشري : فإن قلت : ما معنى قوله : جناح الذل. قلت : فيه وجهان :
أحدهما : أن يكون المعنى : واخفض لهما جناحك, كما قال تعالى : { واخفض جناحك للمؤمنين } فأضافه إلى الذل , كما أضيف حاتم إلى الجود على معنى : واخفض لهما جناحك الذليل, أو الذلول.
والثاني ك أن تجعل لذله أو لذله لهما جناحا خفيضا , كما جعل لبيد للشمال يدا وللقرة زماما , مبالغة في التذلل, والتواضع لهما. " (3)
يقصد الزمخشري قول لبيد :
وغداة ريح قد كشفت وقرة
إذ أصبحت بيد الشمال زمامها
وقال القفال : في تقريره وجهان :
أحدهما : إن الطائر إذا ضم فرخه إليه للتربية خفض له جناحه فخفض الجناح كناية عن حسن التدبير, وكأنه قيل للولد : اكفل والديك بأن تضمهما إلى نفسك كما فعلا ذلك بك حال صغرك.
الثاني : أن الطائر إذا اراد الطيران والارتفاع نشر جناحه وإذا ترك الطيران وترك الارتفاع خفض جناحه, فصار خفض الجناح كناية عن فعل التواضع من هذا الوجه. ( 4)
و روي ان ابا تمام لم نظم قوله :
لا تسقني ماء الملام فغنني
صب قد استعذبت ماء بكائيا
جاءه رجل بقصعة و وقال له : اعطني شيئا من ماء الملام, فقال له : حتى تأتيني بريشة من جناح الذل. ( 5)
---
هوامش
(1) الميزان المجلد 13
(2) مجمع البيان للطبرسي, الجزء 6
(3) الكشاف للزمخشري, المجلد 3
(4) التفسير الكبير للرازي, الجزء 20
(5) تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي, المجلد 6.
ولا زلنا نسبح في بلاغة :
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا } {الإسراء/23-25}
__________________
اللّهُمَّ اجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ عافيةٍ وَبَلاء، وَاجْعَلْني مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في كُلِّ مَثْوىً وَمُنْقَلَبٍ. اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْياي مَحْياُهْم وَمَماتي مَماتَهُمْ، وَاجعَلْني مَعَهُمْ في المَواطِنِ كُلِّها وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ.
|
|
|
|
|