لا أبالغ حينما أقول أن أغلب المسلمين الذين يعيشون عل هذه المعمورة يعلمون فضل صيام يوم عرفه لغير الحاج ، وأن الله تعالي وهو أكرم الكرماء الذي لا نظير لكرمه قد أعطانا مغفرة للسنة الماضية والسنة المستقبلة لمن صامه ، كما ورد في الأحاديث الصحيحة التي أخبرنا بها سيّد البشر محمد عليه الصلاة والسلام .
وقد يقول قائل ما دام المسلمون يعلمون بفضل هذا اليوم فلم أعادة تلك المواضيع أو ذلك الموضوع مرّات عديدة وفي كل مناسبة وفي جميع وسائل الإعلام والصحافة والمنتديات وغيرها .
أقول أن الجواب بسيط جدا وله عدّة أسباب ، فيكفي شرفا أن يقوم عباد الله في الأرض بإظهار الشكر والمنّة لخالقهم ومولاهم بأن أجزل عليهم العطايا التي لا حدود لها من المغفرة والرحمة في الدنيا والآخرة وأن الخير كل الخير أن يردّدوا ويعيدوا ويسمعوا بعضهم بعضا ويتذكّروا تلك النعم وهذا من باب الشكر الذي يحبّه الله (( لئن شكرتم لأزيدنّكم )) * سورة ابراهيم *
وأيضا الدال علي الخير كفاعله , وذلك للتّذكير لشحذ الهمم وترك الكسل والتسويف وحث المسلم لأهل بيته وأبناءه وأرحامه وعمّاله بل وحتى الخدم في البيوت .
إذا ... الذي يجب أن يفهمه ويستفيد منه كل مسلم من صيام يوم عرفة ، هو من باب الاستحباب أن بيّت النيّة خالصة لله ويقول في نفسه سوف أصوم إنشاء الله يوم عرفة في كل سنة ما دامت الحياة تنبض في عروقي ، ولو تخيلنا المغفرة للسنة الماضية والسنة المستقبلة وبمداومة صيام يوم عرفة كل سنة لوجدنا أن جميع أيام الله هي مغفرة لعباده الموحدين *
وبما أن الموضوع عن الصيام أقول : فما بال الذي يستزيد في الخير ويصوم يوم عاشوراء وصيام ستة من شوال وصيام الاثنين والخميس وغيرها * أنا علي يقين أننا لو علمنا ماذا خبأ الله لعباده المخلصين الصائمين من أجور ورحمات جزاء بما قاموا به من صيام لسقطنا بجباهنا دون أن نشعر علي الأرض ساجدين شاكرين نبكي وقد انهمرت دموعنا علي الثرى ونقول ما أعظم رحماتك لعبادك يا أكرم الأكرمين .