منتديات الموازين الرسميه - عرض مشاركة واحدة

غير متواجد حالياً

هذه أحدى قصص الأمير متعب بن جبرين الطريفة يرويها الباحث محمد الميموني :

اقتباس:

أبن جبرين ينقذ العتيبي

روى أبن بليهد في كتابة هذه القصة وهي كالآتي :
( ومن طرائف متعب بن جبرين ما حدثني به دعيبس الصفياني من عتيبة سنة 1345 للهجرة وعمره في ذلك الوقت قريب ثمانين سنة، قال : كنا قاطنين على ماءة ( دغيجة ) المعروفة قريب المويه، وكنت إذ ذاك أبن خمس عشرة سنة، فقال لي والدي : أن لنا غرضا عند أهل ( تنضبة ) الماءة الواقعة في وادي العقيق قريب عشيرة والمحدثة، وأني لا أقدر أن أترك إبلي خشية الأعداء، ولكن أنظر إلى هذا الجمل، فأني والله لا أعلم ناقة ولا جمل يردانه عن طريقه، فأركبه فأن رأيت أحدا فأنهزم به فأنك تنجو إن شاء الله، فقال : فأخذت مزداتي وزادي وركبته لما بزغ الفجر فقصدت أهل تنضبه تارة يسير سيرا عجلا وطورا يرقل أرقالا فلما اشتدت القيلولة إذا أنا قد قربت جبيل بسيان المتاخم لماءة المحدثة في ركبه، فقلت في نفسي : أرتاح قليلا ويرتاح جملي فأنخته في ظل دوحة ووضعت عنه زادي ومزداتي وقيدته فتركته يرعى في الشجر واضطجعت على جنبي، فما شعرت وأنا في النوم إلا بالأصوات المرتفعة، وإذا جيش يبلغ عدده مئة من المهارى النجب، وإذا السابقون من هؤلاء إلى جملي يجاوزون العشرين وهم مختلفون على هذا الجمل الواحد كل منهم يقول أنا السابق إليه وهو لي، فما شعرت إلا برجل يقول يا صاحب الجمل من أنت ؟ وما قبيلتك ؟
فقلت : من عتيبة، فقال : عليك اللعنة ماخوذ ومجحود !، أقبل إلي وخذ أمتعتك معك فجئت بها وكان هذا الشيخ متعب بن جبرين فلما أتيته بأمتعتي قال ضعها على جملك وأركبه وقف !، ثم التفت إلى هؤلاء فقال لهم : أيها المختلفون أني أريد أن أترك صاحب هذا الجمل حتى يصل إلى تلك الشجرة ونأمره يندفع في السير ثم أنتم تغيرون على أثره فمن لحقه فهو له فرضى الجميع بذلك، فالتفت إلي وقال : أندفع على جملك ! فأندفع الجيش على أثري فما مضى إلا قليلا ثم التفت فلم أرى من القوم إلا ثمانيا، ثم اندفعت أيضا والتفت فلم أرى إلا أربعا ثم اندفعت قليلا ثم التفت فلم أرى إلا أثنين فأنخت جملي وأخذت حثوات من التراب فرميت بها أمام وجوههم وركبت جملي فانطلقت إلى ماءة تنضبه فأنجاني الله منهم ووصلت قومي سالما ).

المرجع : أبن بليهد - صحيح الاخبار - الجزء الثاني.
تعليق :
1- عد أبن بليهد هذه القصة من طرائف الأمير متعب بن جبرين، فعلا هي طريفة وقد أنقذ بها العتيبي من قومه بشكل غير مباشر وهذا يدل على أخلاقه الكريمة وكذلك على دهائه.
2- العتيبي راوي القصة في عام 1345، وكان عمره وقتها ثمانين عام، وحصلت له القصة وعمره 15 عام، أنقص 80 عام من 1345 يصبح موايد راوي القصة 1265، وزيد عليها 15 سنة كان عمره وقت القصة، تصبح القصة حدثت في عام 1280 هجري وهو العام الذي قتل به تركي بن حميد، وهذا يدل على أن متعب بن جبرين حاضر مقتل تركي بن حميد ومن فرسان المعركة، إذ كان يتبعه في هذه السنة أكثر من مائة من الرماة النجباء.

منتديات مطير التاريخيه.

أبن مصاول