مقال الكاتب المبدع :- صالح الطريقي عن سيطرة الاعلام وقضايا الرشوة
كُتب : [ 17 - 02 - 10
- 06:39 PM ]
 |
|
 |
|
صالح ابراهيم الطريقي
الحقيقة التي يبحث عنها الرئيس ونائبه..!
كنت وما زلت أكن احتراما كبيرا لشركة الأبحاث والنشر، فهي وللأمانة التاريخية أشبه بجامعة تعلمت فيها ولمدة 17 عاما كل ما يتعلق بالإعلام والنشر والتوزيع والإعلان والتسويق، وكانت وما زالت يدير صحفها رواد في الإعلام، ومع هذا ولإنها إمبرطورية، كان من الطبيعي أن يكون هناك أشخاص لديهم توجهات خاصة، تختلف عن توجهات البعض حول رؤيتهم للإعلام، وليس بالضرورة أن يكون توجه أحدهما أمرا سيئا بقدر ما هو يختلف مع توجه الآخر، أقول هذا لأنني ضد فكرة أن تتهم من يختلف معك بالرؤية والرأي هو لا أخلاقي.
كذلك كنت دائما مع حفظ أسرار المكان بعد رحيلك، ما لم يخرج شخص يدفعه شخص ليتهمك بأنك "لم تقل الحقيقة"، فيحاول تقديم الأمر بمنظور مختلف عما رأيته أنت، فيقول: "إننا سمحنا له بالكتابة في عدة صحف وهو مرتبط معنا"، والقضية هنا ليست سماحا، بقدر ما هي تخلص من شخص ينقد المؤسسة الرياضية، فيما رئيس تحريرها عضو في نفس المؤسسة الرياضية، ولست أدري كيف يمكن أن يكون الشخص عضوا في مؤسسة رياضية، ورئيسا للتحرير مهمته الأولى نقد ومراقبة وتصحيح مسار المؤسسة الرياضية؟
أما ما قاله رئيس التحرير الأستاذ سعد المهدي على لسان نائبه أن الأمر وصل إلى حد الخيار بين الجريدة وقناة أبوظبي، فهذه ليست حقيقة، لأن الحقيقة أن الرئيس وافق قبل أن أوقع مع القناة، ثم وفي ما بعد حاول البعض إبعادي من القناة عن طريق القناة نفسها، لكن مديرها الأستاذ محمد نجيب كان يسألهم دائما: "أين أساء ضيفنا، ونحن على استعداد لمحاسبته، لأننا لا نقبل بخروج شخص على قناتنا يشوه سمعة الأشخاص"، وكان دائما لا يأتيه الدليل.
وربما ذهب أولئك الأشخاص بعد أن فقدوا الأمل، ليحاول مع العضو الرئيس، لأفاجأ بخطاب إنذار نهائي بعدم الخروج على القناة، بعد عودتي من أبوظبي.
وحين حاولت الاستفسار ولماذا غير رأيه بعد أن وافق، كانت الإجابة وبلا تحريف: "أنا حر غيرت رأي"، فقدمت له الاستقالة ومضيت بهدوء وبلا مشاكل، حتى أولئك الزملاء الذين ودوا أن يقيموا حفل وداع لي بعد 17 عاما في شركة الأبحاث والنشر، وقف الرئيس ونائبه ضدها، لأسباب ربما مرتبطة بالعمل وربما بأمور أخرى.
هذه الاستقالة كانت لا بد منها، ليس بسبب مزاج رئيس التحرير، وتغييره لرأيه فقط، بقدر ما هي اختلاف في الرؤى بين الرئيس وسكرتير التحرير، هذا الاختلاف كان كثيرا ما يوصل الأمر للتصادم، أقوى تصادم حدث كان بسبب رئيس ناد.
حين طلب مني رئيس التحرير عن طريق نائبه الذهاب لإجراء حوار مع رئيس النادي، وأنه اشترط أن أكون أنا من يحاوره، وكالعادة لا بد أن ألتقي بمن سأحاوره، وأقدم له المحاور، وأنني أرى الإثارة هي أن تخرج الحقائق للقارئ ليستطيع الحكم على أية قضية، ويعرف من هو على صواب ومن هو على خطأ، وقبل عودتي للجريدة، قدم لي الرئيس مظروفا طالبا ألا أفهمه بشكل خاطئ.
في الطريق وبعد أن فضضت المظروف وجدت بداخله 50 ألف ريال، توقعت أن الرئيس وأنا سننظر للأمر من نفس الزاوية، وأن رئيس النادي أساء للصحيفة والشركة، وأنه لا بد من رد اعتبار الجريدة بأي طريقة، لكن رئيس التحرير كانت له رؤية مخالفة، فهو طلب مني عدم إساءة الظن، وأفسرها رشوة فيما هي هدية.
حاولت أن أقرب وجهات النظر، وأنه لا تربطني صلة قرابة بهذا الشخص لنتبادل الهدايا، وأنه يستهدف الجريدة بحكم عملي بها وليس شخصي، لكنني لم استطع.
اقترحت عليه أن نقدم المبلغ لجمعية خيرية باسم رئيس النادي، وأن ينشر الخبر في الجريدة، لتصل الرسالة له وأن موظفي الجريدة لا يقبلون الهدايا.
هذا الاقتراح لم يرق له أيضا، واعتبر الأمر قضية شخصية بين رئيس النادي وبيني، وأن الجريدة لن تنشر الخبر، وبعد المفاهمة مع مدير تحرير جريدة الاقتصادية خلف ملفي، نشر خبر تبرع رئيس النادي لجمعية "إنسان" وشكر مدير الجمعية لتبرع الرئيس بذاك المبلغ.
وهكذا مضت الأمور نخرج من اختلاف في وجهة نظر لندخل من جديد في اختلاف، وحين وجدت مكانا جديدا أتفق معه في وجهة النظر ورؤيتنا للإعلام كرقيب وناقد ومصحح لمسار المؤسسات، كان من الطبيعي أن أقدم استقالتي بعد كل الضغوطات، وأمضي بعيدا عن هذه الأجواء.
وهذه هي الحقيقة كما أراها أنا والتي بحث عنها رئيس التحرير عن طريق نائبه، أقول هذا لإن نائب الرئيس يراه أصدقاؤه أشبه بالماء الذي يمكن أن تسكبه في أي وعاء، لهذا هو متسق مع أي رئيس تحرير مهما كانت توجهات رئيس التحرير ولا يتحرك إلا بأمره، فيما أعداء نائب الرئيس يرونه متقلبا ومتلونا.
=======
جريدة سوبر الامارتية
الجمعة 12 فبراير 2010
http://www.super.ae/ |
|
 |
|
 |
|