عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )
عضو ماسي
رقم العضوية : 1234
تاريخ التسجيل : 15 12 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : الرياض
عدد المشاركات : 2,606 [+]
آخر تواجد : 14 - 05 - 16 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : وائل الميزاني is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي رد : ظاهرة التفحيـــــط

كُتب : [ 17 - 02 - 08 - 01:06 AM ]

ـ الفراغ :
شباب .. يتسكعون في الأحياء .. ويجوبون الشوارع بلا مهمة .. وبلا هدف .. هذا هو حال كثير من المفحطين .. أكثرهم من أهل البطالة العاطلين عن العمل ..والآخرون ممن لم يستثمروا أوقاتهم الفائضة فيما ينفعهم .

4 ـ تقليد ومحاكاة رفقة السوء :
وهذا أمر بارز في حياة المراهقين .. حيث إن كثيراً من السلوكيات الخاطئة ، إنما يكتسبها المراهق من طبقة الأقران .
لعلك تلاحظ في بعض الشلل أو تجمعات الشباب شاباً له شعبية كبيرة بين هذه الشلة .
إما بسبب امتلاكه قدراتٍ معينة .. أو اتصافه بالمرح والدعابة .. أو غيرِ ذلك .. فيتأثر أفراد الشلة بهذا الشاب تأثراً كبيراً .. في سلوكهم .. وتصرفاتهم .. وألفاظهم .. بل وحتى كلماتِ المِزاح ومصطلحاتِ الشباب .. تجد أنهم سرعان ما يحفظونها من فم هذا الشاب .. وتنتشر بينهم .
ومن هنا نقول : كثير من الشباب دخل عالم التفحيط تقليداً ومحاكاة لمن حوله من رفاقه .
وأشير هنا إلى قضية التحدي الذي يقع بين الشباب .
فهذا أحد الشباب يقول : كنت أسير بسرعة مائة وتسعين كيلو متر .. فتحداني أحد الشباب أن أفحط بهذه السرعة ( منتهى الجنون) .. يقول : قبلت التحدي ، ومع أول محاولة انكسر العكس وانقلبت السيارة .. وبعد الحادث ، لم أستطع الخروج لأن الحديد قد التف علي بسبب الصدمة .. أمضيت لحظاتٍ مخيفة داخل السيارة.. كنت أنتظر احتراقَ السيارة أوانفجارَها في أية لحظة .. حتى حضر رجال الأمن ، فقصوا الحديد وأخرجوني .. ولكن مع كل أسف .. توفي أحد الشباب الذين كانوا معي .
ومن الطريف (في التقليد والمحاكاة) أن أحد المفحطين كان يركب مع عامل بنجلاديشي يعمل عندهم .. فقال الشاب للعامل أنا اليوم إن شاء الله أعلمك التفحيط .. قال : كيف تفحيط ؟ .. قال : لف بالسيارة يمين ، لف يمين . لف يسار . والسيارة تروح وتجي . وبعد أول شوط .. كانت الدورية في وجه العامل المسكين فتم القبض عليه وإيقافه في قضية رسمية مسجلة في مرور الرياض قضية تفحيط .

5 ـ ضعف رقابة الأسرة .. وغفلة كثير من الآباء عن أبنائهم .
فبعض الآباء ينتهي دوره بشراء السيارة لولده .. فلا يكلف نفسه متابعةَ سلوك الولد .. ومنعَه من السيارة إذا أساء استخدامها .
ومن جانب آخر .. يقوم بعض الآباء بشراء سيارة لولده الصغير الذي لا يعي خطورة التفحيط .. بعضهم يقود السيارة وعمره عشر سنوات أو أقل ..حتى إنه يخيل إليك أن السيارة تمشي بدون سائق . فإذا اقتربت من السيارة وجدت هذا الصغير جعل تحته مخدة أو مخدتين وتعلق بالدركسون .
إن هذا الطفل .. سرعان ما يقلد غيره من المفحطين .. ويسيء استخدام السيارة .

6 ـ بعض ما يعرض في وسائل الإعلام والاتصال والألعاب الإلكترونية :
يتأثر كثير من الشباب بأفلام المطاردات والعنف التي تعرض في بعض القنوات .. فيحاول الشاب تقليدَ الحركات التي يشاهدها في الفيلم .
كما ينتشر بين الشباب أفلام فيديو لمشاهد تفحيطٍ مسجلةٍ من شوارعنا عبر الكاميرات .. وهذه الأفلام ، قد يشاهدها الشاب في باديء الأمر لمجرد التسلية .. لكنها سرعان ما تثير في نفسه الرغبة في التفحيط .
في دار الملاحظة لفت نظرَنا وجودُ طفل صغير.. سألناه ما قضيتك ؟ .. قال : تفحيط .. تفحيط!! وهل تعرف قيادة السيارة أصلاً حتى تقوم بالتفحيط ؟
فرفع إبهامه وضم أصابعه .. يعني علامة الجودة .. قال : تبغى عقدة ، استفهام ، سفتي ، وبدأ يعدد الحركات .
قلنا : كيف تعلمت هذه الحركات ؟ قال : كنت أشاهد أفلام المطاردات .. ثم أخرج بالسيارة ، وأطبق الحركة حتى أجيدَها .
وعلى شبكة الإنترنت وقفت مع كل أسف على مواقع سيئة .. تشجع التفحيط وتعرض حركاتِه ومشاهدَه للشباب .. مما يسبب تعلقَهم بهذه الظاهرة .
ومما ينبه إليه أيضاً ما تتضمنه بعض الألعاب الإليكترونية مثل ( البلاي ستيشن ) من إثارة ، وتعليم للعنف والسرقة والتفحيط .. حتى غدا بعض أطفالنا يتنافسون في التفحيط عبر هذه الألعاب ، فاليوم يفحطون عبر الشاشات ، وغداً يفحطون عبر الساحات .

7 ـ الغنى والترف :
كثير من الشباب لا يَقْدِر هذه النعمةَ .. أعني السيارة .. قدرَها .. ولا سيما إذا كان قد حصل عليها بسهولة دون كد أو نصب .. فلو تحطمت السيارة أو احترقت .. لكان أمراً عادياً ..لأن الوالد حفظه الله .. سيشتري له من الغد سيارة أخرى (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى).

8 ـ العلاقات الشاذة .. ومحاولة بعض الشباب لفتَ انتباه الأحداث والمردان .. واستدراجَهم لعلاقات حب شاذة .. أو لفعل الفاحشة والعياذ بالله ..
ومن خلال لقاءاتنا مع المفحطين .. تبين أن هذا السبب كان وراء قيام بعضهم بالتفحيط .
ولهذا يكثر التفحيط عند المـدارس .. وفي تجمـعات الشباب .
التقينا بأحدهم بعد أن قبض عليه هو وصاحبه .. ولما أفرج عن صاحبه جلس وحده في التوقيف وهو يبكي لفراقه ، والله المستعان .
وحتى لا نتحدث من فراغ .. أو أتهم بالمبالغة .. اسمحوا لي أن أذكر بعض عبارات المفحطين الذين التقينا بهم .
فهذا أحدهم عمره واحد وعشرون عاماً موقوف بمرور الرياض ، سألناه لماذا تفحط ؟ فقال : من أجل الحلوين .
وآخـر يقول : علشان الوجيه الحلوة .
وآخر يقول : لأن هناك بعض المردان فيهم الجمال.. فنتعرف عليهم عن طريق التفحيط .
وآخر عمره خمسة وعشرون عاماً يقول : بسبب إنسان أحبه .. وعندما أراه أقوم بالتفحيط .
وآخر يقول : لأنها هواية لي وللي أهواه .
وآخر عمره تسعة عشر عاماً يقول : لأن الوليف أو الحبيب فاك مع التفحيط .
وهذا عمره عشرون عاماً يقول : افحط لعيون خلي .. ثم يقول :
أفحط على شانه وانقلب وأموت واكتب على اللوحات لعيونك خلي
الله المستعان يا شباب .. اتقوا ربكم يا شباب .. كيف يليق بالشاب أن يقيمَ علاقة شاذة .. ويتعلقَ برجل مثله .. فليحذر أخواني الشباب .. وليجاهدوا أنفسهم على الإقلاع عن هذه العلاقة المحرمة . فالتعلق بالصور .. النساء أو المردان.. مرضٌ في القلب .. وهو تعلق بغير الله .. وعذاب في الدنيا والآخرة .

العنصر الخامس : العلاج :
ما هي أهم الحلول للتصدي لهذه الظاهرة ؟
هذه الظاهرة التي أقلقت المسؤولين والمربين والأسر .. جديرة بالاهتمام وتظافر الجهود من المجتمع بأكمله للقضاء عليها .
ولعلي أذكر ببعض الأمور التي يمكن القيام بها لعلاج هذه الظاهرة :

أولاً : لابد من رفع الوعي بين الشباب .. والتذكير بأضرار هذه الظاهرة .
فنخاطب المفحط أولاً ونقول :
أيها الشاب .. إلى متى وأنت تغامر بروحك وأرواح الآخرين .
ألم تر أو تسمع ببعض المفحطين الذين فقدوا حياتهم ، وأفضوا إلى ربهم بسبب هذا الفعل ؟
ألم تسمع نداء ربك ، وهو ينهاك عن قتل نفسك ؟ (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً) أيسرك أن تلقى الله وقد قتلت نفسك بهذا الفعل .. الانتحار .. طريق النار .. كما قال عليه السلام في المتفق عليه عن أبي هريرة ( من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) .
وهذا وعيد شديد .. نسال الله أن يحسن لنا ولك الختام .
فهل يسرك أن تلقى الله بهذه الخاتمة السيئة ؟ .
في بعض حوادث التفحيط يموت الشباب على ترك الصلاة .. يموتون على المعصية .. يموتون على الأغاني المحرمة .
فهذا شاب عمره واحد وعشرون عاماً موقوف في المرور ، يقول : كان معي أربعة من الشباب .. بدأت بالتفحيط وأنا أسير بسرعة مائة وثمانين كيلو متر .. كان أحد الشباب يرقص على الأغاني في المرتبة الخلفية .. ويشجعني بصوته المرتفع : ( دز البنزين ، دز البنزين ) .. وفي لحظة واحدة ، انحرفت السيارة فارتطمت بحاجز ترابي على جانب الطريق .. صرخ الصديق الذي كان يرقص صرخة قوية ، ثم انقطع صوته .. سكن كل شيء في السيارة إلا صوت الأغاني .. رفعت رأسي .. التفتُّ إلى الراكب الذي بجواري فإذا به يبكي ويداه مكسورتان .
أما الراكب الأوسط الذي في الخلف فقد ارتطم وجهه بدعسة الفرامل في الأمام .. رفعت وجهه ، وأخرجته من السيارة ، قلت له : اذكر الله .. قل لا إله إلا الله .. فلم يرد علي ، وكانت الدماء تخرج من فمه ، وروحه تكاد أن تخرج .
ثم رجعت إلى أحد المصابين في السيارة ، فسألته عن حاله ، فكان يصيح ويقول بغير شعور : عقّد .. عقّد .. كمل التفحيط ..
ونقل أحد الشباب إلى المستشفى وهو يغني .. ثم اتصلت بالمستشفى بالجوال ، فقالوا : ها هو في الإسعاف ، لا يزال يغني بغير شعور ، نسأل الله حسن الخاتمة .
أغمي علي بسبب ما شاهدت .. ثم استيقظت بعد حضور رجال الأمن والإسعاف .. شاهدت سيارتي وهي تحترق .. فتوجهت إلى القبلة .. وصليت ركعتين لله .. الذي نجاني من الموت .
أيها المفحط .. إن دماءَ المسلمين غاليةٌ عند الله .. فكيف تكون رخيصةً عندك .. ألم تسمع قول الحبيب عليه الصلاة والسلام كما عند ابن ماجه بسند صحيح : ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ).
كم من نفس قتلتها .. وكم من أسرة حصدتها .. وكم من امرأة أرملتها .. وكم من طفلة يتمتها .
كم من بريء أصبح مشلولاً على الفراش لا يتحرك منه إلا رأسه أو عيناه .. يدعو عليك بأن ينتقم الله منك .. وكم من أم مكلومة تدعو عليك بأن يحرمك الله الجنة كما حرمتها ولدها .
في شارع ابن الجوزي بحي العريجاء بالرياض .. عجوز مسكينة تمشي مع ابنتها في طريقهما إلى المنزل .. وبعد عبورهما الشارع .. يقبل أحد الشباب وهو يفحط بسيارته.. فتزحف السيارة لتحصِد المرأة وابنتها .. ثم يهرب الشاب تاركاً ضحيتيه أمام الناس .. فزع الناس .. ونقلوا الضحيتين إلى المستشفى .. لتموتَ الأم .. وترقدَ البنتُ في العناية المركزة بسبب إصابة شديدة بالرأس .. ثم يقبض بحمد الله على هذا المفحط من قبل الدوريات الأمنية .
أخي .. أين خوفك من الله .. أين شهامتك ونخوتك .. ما هو شعورك لو كانت هذه المسكينة لا قدر الله أمَك .
هل غرك حلم الله عليك .. أم استخففت بنظره إليك .. أهذا شكر نعمته عليك .
أنسيت أخوة لك على تراب الأقصى ..ينامون على الجوع والأحزان .. ويستيقظون على أزير المدافع والطائرات .. وأنت ترفل بالأمن والعافية .
ومن العجيب .. ما يقوم به بعض المفحطين من لُبس الشماغ الفلسطيني .. فيتلثم المفحط بهذا الشماغ .. ويرفع أصبعيه .. علامة النصر .. وهو يقوم بالتفحيط .
قابلنا بعضهم بعد أن أوقف في المرور ، وهذه الشماغ لا تزال على رأسه ، سألناه ، فقال بكل جرأة : حتى أذكر الشباب الضايع القدس .
سبحان الله .. القدس أهكذا تحرر القدس ؟
أيسلمُ منك إخوانُ القردة والخنازير .. وتقتلُ إخوانك في الطرقات .. ثم تقول القدس ؟
أين أنت يا بطل .. أين أنت يا بطلَ البطالة من أبطال القدس .. أطفال ، سطروا التاريخ بدمائهم . أين شجاعتك وبطولتك .. من شجاعتهم وبطولاتهم .. أين اهتماماتك الدنيئة من اهتماماتهم .
أين أنت من فارس عودة .. فارس .. أحد أبطال الانتفاضة .. عمره أربعة عشر عاماً .. يخرج يومياً مع أصحابه لمواجهة العدوان اليهودي .. يأبى إلا أن يكون في المقدمة أمام الرصاص والدبابات .. تقول أمه في لقاء معها : كنت أقول له يا فارس ، يا ولدي ، لا تكن في الصفوف الأمامية لأنك صغير .. فيقول : لا أقابل اليهود إلا وجهاً لوجه .
لقد رأينا فارساً في مشهد من مشاهد الموت .. يقف أمام دبابة يهودية مدججة بالأسلحة الثقيلة .. وفوهة المدفع تتحرك صوب رأس الصغير .. فما الذي حدث ؟
وقف فارس كالجبل .. جبل في يديه حجر .. ورمى الدبابة بالحجر .. وأتبعه بحجر .. فبهت الذي كفر .. وتقهقر واندحر .. فصارت الدبابة الثقيلة تهرب إلى الوراء .. والبطل الصغير يتقدم إليها ، ويرميها بالحجارة .. لله درك يا بطل .. وأعز الله الأمة بأمثالك ، لا بأمثال المفحطين .
وفي مشهد آخر .. يظهر فارس في الصورة وهو يرمي الجنود اليهود بالحجارة .. ثم يلاحقه جندي يهودي يحتضن رشاشه .. يلتفت فارس فيرى الجندي يصوب رشاشه نحو ظهره .
فيتوقف فارس ويستدير إلى الوراء ، وإذا به يقف أمام الجندي المسلح وجهاً لوجه ، ثم يتوقف المشهد قليلاً .. يتوقف المشهد ، لتنقلب الموازين .. فيأخذ فارس حجراً ويرمي به الكلب اليهودي فيولي بسلاحه هارباً .. ويتبعه فارس بأحجار أخرى ، والجندي يركض من الخوف .. فلا نامت أعين الجبناء .
وبعد أيام .. وفي موقف من مواقف الشهادة .. يطلق قناص يهودي مجرم طلقاتٍ ناريةً آثمة على هذا البطل الصغير .. لينتقل إلى ركب الشهداء .
وفي أحد المشاهد تظهر أم فارس ، وقلبها يكاد أن يحترق لولا أن ربط الله عليه .. تقول وهي تحتضن ملابس ولدها : أحرق الله اليهود كما أحرقوا قلبي على فارس .
وتفجع مدرسته .. ويظهر رفاقه الصغار في الصورة وهم يبكون على فراقه بكاءً شديداً ، كما يظهر كرسيه في الفصل بعد أن فقد البطل الذي ترجل عن جواده .
فهل يستوي هذا البطل ، وأهلُ الاهتمامات البطالة ؟ كــلا.

ثانياً : – في العلاج - التفحيط ظاهرة جماهيرية في الغالب .. فالشباب المتجمهرون المتفرجون .. عليهم جزء من المسؤولية والإثم فيما يحدث من المآسي بسبب التفحيط .
أخي الشاب .. إنك بتجمهرك تغري المفحط بالاستمرارِ في التفحيط من جهة .. وتعرض نفسك للتلف من جهة أخرى .
فهذا أحد المفحطين الموقوفين يقول (بعبارته) : أنا إذا رأيت الجمهور أتهيض ولا أصبر .
وأعرف أماً أصيبت بمأساة مفجعة ، استمع إلى مشاعرها وهي تقول : رجع ولدي عبد الله بعد الامتحان إلى المنزل .. ثم وضع دروسه وخرج مع زملائه .. لكني لم أكن مطمئنة في تلك الساعة .
توجه عبد الله ورفاقه إلى أحد شوارع التفحيط .. وبينما هم يتفرجون على جانب الطريق .. انحرفت سيارة أحد المفحطين ، لتسحق الشباب على الأرض .. وكان عبد الله أول الضحايا .
أخي الشاب .. إنك غالٍ على نفسك .. غالٍ على أمك وأبيك .. غالٍ علينا جميعاً .. فلا تغامر بروحك بحضورك في ساحات الموت .

ثالثاً : على الآباء دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة .. في حسنِ تربيتهم .. ومراقبتِهم سلوك أبنائهم .. وعدمِ تمكين الصغار منهم من قيادة السيارة ، فإن كثيراً من الآباء يشتري الموت لأبنائه وهو لا يشعر .

رابعاً : على الجهات الأمنية دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة .. فوصيتي إليهم بذل المزيد من الجهود المباركة .. وتكثيف التواجد في الساحات والاجتماعات ..وعدم التساهل أو المجاملة في تطبيق العقوبات .. وهناك جهود مشكورة يقوم بها الإخوة في المرور والدوريات الأمنية والشرطة لضبط المفحطين وتطبيق العقوبة عليهم .. وهم في الواقع يمرون بمواقف عصيبة بسبب التجمعات والفوضى التي يحدثها الشباب بسبب هذه الظاهرة .
وأنا والله لا أقف هذا الموقف للدفاع عنهم على كل حال .. فهم بشر .. ليسوا بمعصومين وعملهم عرضة للنقص أو الخطأ ، كغيرهم من الموظفين .. لكنهم في الجملة يقومون بأعمال جليلة من أجل سلامتنا وسلامة أبنائنا وأسرنا .. فلا بد أن تقف معهم صفاًُ واحداً .. ونتعاون معهم في الإبلاغ عن المفحطين وضبطهم .
في أحد أحياء مكة على سبيل المثال كان يجتمع الكثير من المفحطين .. فقامت شرطة مكة بوضع خطة محكمة تم من خلالها محاصرةُ الموقع والقبضُ على ستة عشر شاباً يقومون بالتفحيط .. وتم تسليمهم لمرور العاصمة المقدسة .

خامساً : نناشد القائمين على الإعلام في بلاد الإسلام أن يتقوا الله في أبنائنا .. وأن يقوهم شر هذه الأفلام .. التي تعلم العنف والإجرام .. وأن يكون للبرامج الإذاعية والتلفزيونية والصحافة دور فعال في التصدي لهذه الظاهرة .
كما أذكر الآباء والمربين بخطورة هذه القنوات على سلوك أبناءنا ، فاتقوا الله ولا تخربوا بيوتكم بأيديكم .
ثم لا بد من حجب المواقع السيئة على شبكة الانترنت والتي تغري الشباب بممارسة هذه الظاهرة .

سادساً : ولمدارسنا دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة .. برفع الوعي بين أبنائنا .. ومتابعة وتقويم السلوكيات التي تصدر ممن يقومون بهذه الظاهرة .. والتعاون مع الجهات المختصة للقضاء عليها .

سابعاً : لابد من احتواء أوقات الشباب .. وامتصاص طاقاتهم في النشاطات النافعة ، أو البرامج الترفيهية البريئة .. عبر المراكز والمخيمات والملاعب وغيرها .

العنصر السادس : عقوبات التفحيط :
التفحيط معصية محرمة ..ومخالَفة للأنظمة .. يعرض الإنسان بها نفسه للعقوبة في الدنيا والآخرة.
أما العقوبة النظامية فقد تضمن القرار الوزاري الصادر من مقام وزارة الداخلية برقم 1607 في 28 / 3 / 1422 هـ تقريرَ عقوبة التفحيط على النحو التالي :
1ـ في المرة الأولى : التوقيفُ لمدة خمسة أيام والغرامةُ بحدها الأوسط وحجزُ المركبة لمدة شهر .
2 ـ في المرة الثانية:التوقيفُ لمدة عشرة أيام والغرامةُ بحدها الأعلى وحجزُ المركبة لمدة شهرين.
3 ـ في المرة الثالثة : تحجز السيارة ، ويربط المخالف بالكفالة ، ويرفع عنه لأمير المنطقة لتقرير ما يجب بحقه شرعاً ، مع المطالبة بمصادرة السيارة .

أما العقوبة الأخروية فهي أشد وأعظم ، فإن الله تعالى توعد من آذى عباده المؤمنين .. حيث قال سبحانه : ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً ) .
ويقول عليه الصلاة والسلام كما عند الطبراني وحسنه الألباني : " من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم "

أخي الحبيب .. أسألك بالله .. إذا وجبت عليك اللعنة .. وطردت من رحمة الله .. فمن الذي ينجيك من عذاب الله .

العنصر السابع : حوار بين مفحط ورجل مرور :
هذه أبيات لطيفة تحكي حوارً طريفاً بين أحد المفحطين ، وأحد رجال المرور .

ولنبدأ بالمفحط .. فهذا المفحط يقول لرجل المرور :

دعني أفحط ما الشباب ببـاقي *** واكـتب مخـالفـة على الأوراق
يا أيها الجندي دعني ،كف عن *** جلدي وعن حبسي وطول لحـاقي
إني خبـيـر مـاهر متفـنن ٌ *** فاسأل ـ رعاك الله ـ كل رفـاقي
واسأل دروب الحي عن سيارتي *** تنـبيـك عن نـوعيـة السـواق

رد عليه رجل المرور ، فقال :

يا ذا المفحط هـاك من أعماق *** سـيلَ الـوعيد بغيبة الإشفاق
قسماً ـ وإنك عـالم ـ أني لها *** أن سوف يقرن ، راحتيك وثاقي
يـا أيهـا المسـكين إن إرادتي *** لم تستكن ـ يوماً ـ إلى الإرهاق
بالحزم لا بـتـوددي وتخـاذلي *** سترى الطريـق وفاضل الأخلاق

وهذه أبيات .. طلب مني أحد الإخوة إلقاءَها على مسامعكم .. أهديها لمحبي الشعر الشعبي .
(يقول الشاعر) :

لا تحسب التفحيط يا جاهل فنون *** مع جدعت الموتر يمين ويساره
كـم واحد باسبـابه اليوم محزون *** وكم واحد راحت حياته خساره
وكم واحد خلف لاطفال يدعون *** باسمـه وهـو عنهم بعيدٍ مزاره
هـذا يبي دفـتر وهذي تبي لون *** وزوجـه ترمّل بعـد موته بداره
وكم من بري حاله اليوم وشلون *** اتبـدلت عـقب الحـلا بالمراره
باسباب جـهَّل للمواتر يسوقون *** لا رخصة بيده ولا ايضا استماره
واطفال همَّل في الشوارع يدورون *** ومـع صغر سنه باليمين الزقاره
واليا سألته ليه تفحيط وجنون *** جالـك جوابه ذاك فن ومهاره

وإلى لقاء آخر بإذن الله تعالى ، والله ولي التوفيق .

النقيب سامي بن خالد الحمود
عضو إدارة الشؤن الدينية في الأمن العام حالياً ..
ومكافحة المخدرات سابقاً

رد مع اقتباس