شاعر المليون والنزعة القبلية!
عبدالمحسن الضبعان
لا شك أن برنامج (شاعر المليون) يعيش نفس النجاح الجماهيري الذي عاشه قبل ثلاث سنوات برنامج آخر هو (ستار أكاديمي)، ولا شك انه حقق أرباحاً خيالية تجاوزت هذا المليون -الذي أسال لعاب الكثير من الشعراء وساقهم للمشاركة- فمصادر الدخل العظيمة كانت هي ذاتها التي مارسها أصحاب (ستار أكاديمي) من تصويت المشاهدين عبر الهاتف ورسائل ال SMS التي فاضت بها خزينة (المليون)!.
وأيضاً لا شك أن هذا البرنامج وقع في فخ كبير-ربما من غير قصد، وهذا ما أظنه فعلاً - حينما أصبح ساحة لإحياء روح القبيلة والنعرات النتنة والتفاخر والتكبر والخيلاء!، فبرنامج (ستار أكاديمي) الذي خبا نجمه الآن، مع مقدم موسمه الرابع، حيث لم نعد نسمع أو نرى في الإعلام من يمتدحه أو يشتمه، كان قد ظهر لنا -على الأقل- كبرنامج يوحد العرب ويجمعهم في مكان وسقف وخندق واحد، محققاً ما عجزت عنه كل القمم العربية!. لكنه برغم ذلك أعاد الروح التعصبية فغدا السعودي لا يصوّت إلا للسعودي وان لم يجد قام بالتصويت لأبناء عمومته في الخليج واللبناني لا يصوت إلا للبناني وان لم يجد صوّت لأبناء العمومة من الشام وكذلك المصري والجزائري والعراقي وهلم جرا. وما ينسحب على (ستار أكاديمي) ينسحب أيضاً على (شاعر المليون) الذي كان ظاهره إحياء الموروث الشعبي والشعر النبطي لكنه في الحقيقة قد أحيا الروح القبلية في أبشع صورها!. وهنا نحن نتساءل هل سنرى في القريب العاجل برنامجاً يحيي الروح الطائفية والمذهبية أيضاً؟ ربما، فزمننا هذا أغبر!.