كانت ليلة البارحة ليلة لن تنساها أحياء شرق الرياض ولن ينساها سكانها من صافرات للدفاع المدني إلى أزير الطائرات , ليلة كنا في عنق الزجاجة من سيارات تهشمت إلى طرقات أغلقت وأكوام الطين الزاحفة على بعض الحواري الصغيرة .
أحياء أهملت وتصاريف خدعنا بها ومشاريع لازلنا نسمع عنها وفي الواقع لانرى سوى وعود كاذبة , تلك الأحياء المتواضعة والتي ركنت طيلة 6 ساعات وأكثر تحت تهديد السيول الجارفة وتحت وطئ ضربات حبات البرد القاسية , أحياء نادى الأهالي بالاستغاثة ..أغيثونا.. فالحصار قد أشتد..
رأيت بأم عيني وكيف علق ذلك المسن بين أمواج تلك البحيرة الشاسعة والمركبات يتلاعب بها الموج يمنه ويسره وهو يأشر بيده هل من مغيث..!!
كلما هب أحد الشجعان للمساعدة حتى ويصبح حاله كحال المسن وينادي كم نادى من سبقه من الضحايا..!!
رأيت كيفما المياه اجتاحت منزلي من أعلى السطوح فلما هممت بالخروج أرى البرك والسيول تجوب الاحواش والشوراع ..!!
أين المصير..
أين النفير..
فالمصير على الله..
والتوكل عليه هو حسبه..
أصبحنا داخل جزيرة تغطيها البحيرات من كل اتجاه فعند الشواطئ التي صنعتها الإمطار لانرى سوى الأمواج ..!!
عجبي..
ثم عجبي..
هل هي فواتير يسددها الشعب نيابة عن المفسدين..!!
أم هي حظوظ تواجدنا في المكان الخطأ..!!
سمعنا عن المساعدات فلا نرى سوى طائرة تحلق فوقنا ثم تذهب تحت صراخنا وعويلنا..!!
سمعنا عن التعليمات ولم نرى سوى مقبرة مائية بأنتظارنا..!!
لازلت أكتب وسأكتب..!!
فالمقال لم ينشأ إلا وأنا تحت حصار تلك البحار وبتلك الجزيرة المنسية..