عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
عضو
رقم العضوية : 684
تاريخ التسجيل : 04 10 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 73 [+]
آخر تواجد : 29 - 05 - 08 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مشهب الديحاني is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي اطلالة خاطفة على الظلم

كُتب : [ 02 - 04 - 08 - 10:50 AM ]

إطلالة خاطفة على الظلم


مهما حاولنا الغوص في أعماق تلك الجريمة المروّعة والتعرّف علي متاهاتها وتبعاتها وشؤمها علي الظالم في الدنيا والآخرة - فإننا لن نستطيع الوصول إلى قاع تلك الظلمة لنري نتائجها الواضحة علي ذلك الظالم إلا بالاستعانة بكلام الله عز وجل والاطلاع علي قول الوحي الإلهي المنزل علي رسول أمة الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام *
فلو اطلعنا علي الأدلة من القرآن والسنة النبوية الصحيحة لوجدنا أن الظلم ثلاث أنواع :
أولا // : ظلم الإنسان لربه عز وجل بكفره وشركه // وهذا الظلم ليس له مغفرة إذا لم يتب
الإنسان قبل موته *
قال تعالى " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء " سورة النساء
قال تعالى " والكافرون هم الظالمون" سورة البقرة
وقال تعالى " إن الشرك لظلم عظيم " سورة لقمان
وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الشرك :
هو أن تجعل لله ندّا وهو خلقك * متفق عليه *
والنّد هو النظير والمثيل ، فكل من دعا غير الله عز وجل أو استغاث به أو ذبح له أو نذر له أو صرف له شيء من العبادة فقد أتخذه ندا لله ، سواء كان رسولا أو رجل صالح حيّا كان أو ميّتا أو جن أو شجر أو حيوان أو كواكب ... إلى آخره من تلك الظلمات *
ثانيا // : ظلم الإنسان بينه وبين الآخرين من الناس – والحيوان - والطير // وخطورة هذا الظلم أنه مبني علي المطالبة من قبل المظلومين *
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له
ولا متاع ، قال : إن المفلس من أمتي - من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا وسب هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دماء هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار * رواه مسلم *
أما عن ظلم الطيور : فقد روى القضاعي في مسند الشهاب " بحديث حسن " عن النبي صلي الله عليه وسلم : أن من قتل طائرا ولم يأكله فانه يخاصمه عند الله يوم القيامة ، فيقول يا رب هذا قتلني ولم يأكلني *
أما عن ظلم الحيوان : فقد روى الأمام البخاري رحمه الله أن النبي صلي الله عليه وسلم قال : دخلت امرأة النار في هرّة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض *
ثالثا // : الظلم بين الإنسان ونفسه // كأن يقصّر الإنسان في أداء العبادات والواجبات التي أمره الله بها ، أو أن يغترف المعاصي والآثام التي نهي الله عنها وليس لها أي حقوق تجاه البشر ، كشرب الخمر أو سماع المحرمات أو أكل لحم الخنزير وغيرها كثير *
أقول فان هذا الظلم الذي بين الإنسان ونفسه - فانه مبني علي المسامحة من العزيز الغفار فان تاب توبة نصوحة وتحققت شروط التوبة فان الله سيغفر له ذنوبه ويبدلها حسنات *
أما الظالم للبشر – فيجب عليه التوبة النصوحة الخالصة التي لا شك أن الله سيتقبّلها ، ولكن تظل ناقصة بسبب مطالبة المظلومين لحقوقهم تجاه الظالم ، وهذا هو العدل الذي كتبه الله علي نفسه ، فإما أن يتخلّصوا من المظالم ويرجعوها إلى أصحابها ويطلبوا العفو منهم من مال وعرض وغيبة ونميمة وشهادة الزور والقتل وغيرها ، أو أن ميزان الحسنات والسيّئات سينتظرهم يوم الحساب الأكبر *
اللهم باعد بيننا وبين الظلم والظلمات كما باعدت بين المشرق والمغرب


مشهب الديحاني
========

رد مع اقتباس