...!!!!
كان الموت هو محرك الفلسفات قديمها وحديثها..
فمن تأمله قامت الثورات وتحركت الحركات... بينما اخترع الشعراء منه فن الرثاء وصاروا أقدر الناس على تصوير فجيعتهم بالفقد ومدها حتى أقصاها
وتبارى فحولهم في رثاء الأبناء والآباء والأصدقاء ووصلوا إلى الأطلال والمنازل والمدن
والرثاء التقليدي وجع عربي ذو امتياز خاص.... يمتلك به الشعراء قدرة خاصة على إشراك سامعهم وقارئهم في مآسيهم////
فقصيدة مالك بن الريب التي يتلهف فيها على صباح الغد فقط ويتعجب ممن يدفنونه ويطلب منهم الا يبتعد وقصيدة ابن زريق الذي يتشوق إلى قمره ببغداد طالعا من فلك الأزرار؛ تبكيان الحجر..ولا مثيل لهما في تصوير أوجاع الروح وندمها وخوفهاوكماذكرت انت قصائد متمم بن نويرة في أخيه مالك الذي لاتتخيل الدنيا بعده...
وقصيدة أفيون التغلبي الحكيمة الحزينة وأبي ذؤيب الهذلي في بنيه... وابن الرومي في ابنه والخنساء في أخيها.. لكن أولئك جميعا لم يمتلكوا غير هذه الأداة (الشعر) ولهذا كانت لائقة بهم.
ولكن هل ندرك الفرق بين الرثاء الجيد والنواح ؟؟؟