عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 10 )
عضو
رقم العضوية : 8924
تاريخ التسجيل : 14 07 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 56 [+]
آخر تواجد : 24 - 07 - 15 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : المشاري is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي رد: الايغور ماالايغور

كُتب : [ 17 - 07 - 10 - 10:15 AM ]

وشرح لي الرجل واسمه "مصطفى مراد حضرت" ما هي التركستان، وأخبرني أن التركستان تقع في أقصى الشمال، وأنها قد انقسمت بفعل الاستعمار إلى تركستان شرقية وأخرى غربية، وأن الروس قد احتلوا تركستان الغربية وضموها إلى اتحاد الجمهوريات السوفيتي، وأن تركستان الشرقية قد احتلها الصينيون من قديم، وضموها إليهم وسموها سنكيانغ – أي الأرض الجديدة – وأن الشيوعية قد نشرت جناحيها على تركستان شرقها وغربها... وهكذا ضاعت بلاد إسلامية كانت من أعظم بلاد الله حضارة وتاريخا ومجدا... إنها الأندلس الثانية... عيب المسلمين أنهم لا يعرفون تاريخهم، ولا يدرون إلا القليل عن بلادهم...
هكذا كان يقول، ولحيته البيضاء ترتجف...
ثم التفت صوبي قائلا:
أتريد أن تشرب الشاي؟
لا مانع.. لكني أريد القصة من أولها...
قال وهو يتناول أقداح الشاي من فتى صغير، لعله حفيده:
"القصة تشكل مأساة طويلة.. الحجاج يأتون كل عام إلى مكة، ويؤدون المشاعر، ثم يعودون أدراجهم من حيث أتوا... هل فرض الحج على المسلمين لكي يأتوا ويعودوا؟؟؟
لا أظن ذلك،.. من مبلغ عني كل زائر لهذه الديار المقدسة قصة الشعب المسلم التعس الذي سقط بين قسوة المنجل والمطرقة؟ حسنا.. يمكننا أن نلتقي في المساء.. سأحضر لك بعض الكتب، سأحدثك عن قصتي الطويلة، أنا هنا.. وعيناي معلقتان بالأرض الخضراء بالجبل السماوي" جبل تيان شان"..
بجبال "بامير" الواقعة بين حدود باكستان وتركستان.. بالنساء اللاتي نزعن البراقع من فوق وجوههن.. بالشباب المعذب المخدر الذي يساق إلى معاهد العلم الجديدة هناك ليتعلم الإلحاد.. ويسقى الأكاذيب والترهات، حتى ينسى تاريخه وإسلامه.. بالمآذن والقباب.. بالجموع التي تزحف في أطراف سيبيريا يحرقها الهوان والعذاب واللعنات الظالمة... أنا من تركستان الشرقية... وإليك القصة من بدايتها..."
(1)

نحن الآن في عام 1930م، أعيش في مقاطعة (قومول) وكانت الصين قد احتلت هذه المقاطعة في نفس العام، وبعد الاحتلال أصبح القائد الصيني للمنطقة هو الحاكم بأمره، كل شيء يجري على هواه، والحسرة تملأ النفوس وتطل من العيون الحزينة، وأمير قومول المسكين يعيش في قصره لا يتمتع إلا بسلطة اسمية كنت أرى بعيني رأسي أفواج الصينيين تتدفق إلى الولاية.. أعني مقاطعة قومول.
وحكومتهم تمدهم بالأموال المنهوبة كي يشتروا الأرض، ويقيموا البيوت وينشئوا المتاجر، كان عمري إذ ذاك حوالي خمسة وعشرين عاما..حفظت القرآن في المسجد وتعلمت القراءة والكتابة باللغة العربية، وبلغة البلاد، وأنا أعرف الصينية أيضا.. نحن نجاور الصين، ويمكنني في الوقت نفسه أن أتحدث بلغة أهل منغوليا القريبة منا، والواقعة تحت سيطرة الروس..
هنا عاش جنكيزخان وأولاده..وهنا قصص كثيرة عن البطولات في كل فن ولون...
وفي يوم من الأيام أصدر القائد الصيني منشورا هز البلاد من أقصاها إلى أقصاها..
هذا المنشور يلزم أي تركستاني بأن يزوج ابنته من أي صيني يتقدم لطلب يدها، برغم اختلاف العقيدة
إن الاحتلال أمر مؤقت قد يزول في يوم من الأيام، والمعركة مع العدو كر وفر..أما أن يدوس العدو مشاعر الناس ويحتقر شرائعهم، ويسخر من دينهم فهذا أمر فوق الطاقة..

استدعى القائد الصيني أمير قومول المسكين ، وقال له :
- أيها الأمير . . لقد عزمت على مصاهرتك أنت بالذات . .
شحب وجه الأمير ، وارتعشت أنامله ، وقال بصوت واهن
أنت تعلم أيها القائد أن هذا مستحيل ".
قهقه القائد في سخرية :
أنا لا أعرف المستحيل أيها الأمير ".
هذا أمر الله . . "
" لا دخل للإله في شؤون القلوب . . لقد أحببتها . . "
" لقد درج الفاتحون على احترام عقيدة أهل البلاد المفتوحة . .
" هذه خرافات لا أومن بها
" هذا أبشع من الموت أيها القائد "
اكفهر وجه القائد وصرخ :
الأمر يخص الأميرة . . اذهب وأخبرها . . وأمامك بضع ساعات للتصرف.."
وخرج الأمير التركستاني ، لا يكاد يعي شيئاً مما حوله، إنها مهانة لا مهانة بعدها ، وبدا القصر لعينيه مقيتاً يوحي بالضيق والعذاب، كيف يقابل زوجته وأولاده ، لم تعد للحياة قيمة ، أيفر إلى الجبال يقتات الأعشاب، ويؤانس الوحوش، حتى لا يرى المأساة بعينيه ؟؟

رد مع اقتباس