كل ساقط يجد له لاقط

ربما يجد المرء نفسه حائرا كيف يتعامل مع الجهلاء والحمقى والمغفلين *
ولربّما يجد السكوت عنهم هو الأسلم ، وعدم الالتفات إليهم لما يحملونه من طوام وخزعبلاتهم هو الأفضل ، فهي لا شك ينكرها ويأنفها حتى الأطفال ذوي الفطرة السليمة العفيفة النظيفة *
ولكن حينما يستمر قطار الحمقي والمقفلين بالسير نحو التمادي بالجهل والعناد والتمسّك بالباطل الذي تمارسه الكاتبة " نادين البدير" في جريدة الرأي الكويتية * والتي تعتبر كل فضيلة وكل حشمة وكل شيء يجمع عليه الشرفاء والعقلاء أمرا شاذا بالنسبة لها ولفكرها الأخرق ، وفي نفس الوقت تطالب باحترام رأيها كإنسانة تحمل فكر وتحمل ثقافة عصر وقناعة علمية *
أقول : فان السكوت عن هذه الحالة يخشى أن تكتب علينا بعدم إنكار المنكر ، عندها لن نتغافل عن تلك السخافات ، ويجب فضحها والتحذير منها وتبيان مساؤها إبراء للذمة ، وخاصة في تلك المقالات الأخيرة التي تكتبها هذه الأيام ،
وآخر تلك المقالات بتاريخ اليوم 26أبريل 2008للميلاد *

بعنوان : "" أرقص لأفكّر ""

قرأت المقال جيدا ورايته تافها بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى *
وقد جال فكري بخواطر بعيدة في الأزمنة الغابرة ، وتذكّرت الماضي السحيق وسقط القوم الذي كان يعيش في العصر الجاهلي بين المزابل وأكوام الجهل ودون هدف أخروي يشغل بالهم ويقطّع نياط قلوبهم *
ويبدوا أن تدفّق المزابل بجميع أنواعها والتي يخلّفها بني الإنسان ويرميها على سطح الأرض الفاني لن تنتهي إفرازاتها والى هذا العصر والى يوم القيامة ، مادامت تلك العقول الخربة تنتج تلك المزابل وتخرجها من تلفّظ تلك الأفواه لتجد لها أوعية كثيرة تتقبّلها وتحتضنها بكل غباء وبكل سذاجة *
إنها عقول خربة ... فهي تسرح وتمرح بشهواتها كالبهائم .. تأكل - تشرب - وتنام ... دون أن يكون الهدف الإلهي من وجودهم هو نصب عينيهم *
ولكن الحقائق التي عرفها العقلاء منذ الأزل تقول : أن كثيرا من البشر الذين يعيشون علي هامش الحياة ويسلكون طريق الأنعام دون هدف شرعي الهي ربّاني - سوف يستوعبون ذلك الخطأ وذلك الغباء وتلك السذاجة التي كانوا عليها ولكن بعد ماذا ؟ ... بعد أن يحطّم الموت صروح الحياة التي كانوا يعيشونها بين تلك الأوحال الآسنة ثم يأتي أجلهم المحتوم ويضحك عليهم بعد ذلك شياطين الجن ، ويعتبر بهم شياطين الأنس*
عندها سوف يلعنون في قبورهم كل حرية وكل تطوّر وكل تحضّر وكل ثقافة كانوا ينادون بها قبل هلاكهم !!!
أتدرون ماهي الثقافة والتحضّر والتطوّر والحرية التي ينادون بها ؟
أنها الحريّة التي ليس لها حدود والتي لا تخضع للشرع ولا للعادات ولا للتقاليد ولا للقيم ولا للعفّة ولا للكرامة *
أتدرون ما هي الثقافة التي ينادون بها ؟
أنها ثقافة العداء والاستخفاف والعناد لكل شرع منزّل من سابع سماوات *
أتدرون ما هو التحضّر والتطوّر الذي ينادون به ؟
أنه ليس التطوّر الحضاري الذي يعلوا بعلوم الطب والاختراع والصناعة والمعرفة والزراعة ....
أنه السفور والاختلاط والأنس والرقص والجنون والاستمتاع والاستهبال بين الجنسين *
هذه لمحة بسيطة ومختصرة لكل ساقط .... ولكن مع الأسف يوجد له لاقط *

مشهب الديحاني
========