بسم الله الرحمن الرحيم
كانت رحلتنا إلى شعيب الطيري في سيارتين ونحن أربعة أشخاص ، وكان الصيد متوفر اً في ذلك اليوم إلى حد لا بأس به ، وكان مجموع الصيد 17 قميرية ، وعدد لا بأس به من الدخل ، علماً بأن الجو لم يكن على مايرام ففيه من العوالق شأن أيام أبريل .
وعندما حان وقت الغداء اخترنا طلحة كبيرة ذات ظلال جميل ، وعلى طرف هذا الغدير :
سوينا القهوة والشاهي واللي علينا بالخير ، وطلبت من الشباب إنهم ينتفون الصيد على بال ما أقطع البصل والطماطم .. إلخ مما تتطلبه الكبسة اللي أنتم خابرين ، وهذولا هم الشباب ينتفون تحت الشجرة المقابلة لمكاننا :
قمت بتجهيز المتطلبات السابقة ووضعتها في القدر ، وبعد تغسيل وتنظيف الصيد وضعتها في القدر ثم وضعت الماء الحار عليها كالمعتاد .
معطيات يجب أخذها في الاعتبار :
العزبة بكاملها ليست عزبتي .
اعتدت وعلى مدى سنواااات استخدام قدر ضغط (سب) ستيل مقاس 8 لتر و 14 لتر .
القدر المستخدم في هذه الرحلة ألمنيوم مقاس 15 أو 14 لتر .
القدر ليس فرنسياً أو ألمانياً .. اعذروني عن ذكر الاسم .
لست مستجداً على الطبخ في مثل هذه القدور .
تأكدت من أن الغطاء في مكانه الصحيح قبل وبعد الشد .
لم أتأكد من بلف الأمان .. نقطة سلبية .
الموجود في القدر من صيد وماء وغيره يقارب 3/4 القدر أو أقل قليلاً .
النار كعادتي أرفع الدافور حتى دوران البلف ثم أقصر على النار بحيث يدور البلف بارتياح .
بعد بداية دوران البلف قمت بإنقاص قوة الدافور وتأكدت أن البلف يدور على أقل من مهله ... حسب إخواننا المصريين ، وجلسنا أنا واثنين من أفراد الرحلة نكمل القهوة والشاهي قريب من الدافور ، وهالريحة اللي يالله من فضلك ، وبعد مرور 15 إلى 20 دقيقة سمعنا صوت طقطقة غريبة ولكنها بسيطة عند الدافور واعتقدنا أن الهواء يحرك الذرا ، ولكني قمت أتأكد ولم أجد شيئاً ، فعدت مرة أخرى لمجلسنا ، وفي هذه اللحظة بالذات ...
شعرنا باهتزاز قوي في أجسامنا مع صوت انفجار هائل وكلنا وضعنا أيدينا على رؤوسنا لا شعورياً اتقاءً للمجهول الذي لا نعلم ماهو ، نزل بعدها علينا المرق المتطاير عالياً في السماء وهو على شكل رذاذ بارد .. حقيقة لا نعلم مالذي انفجر هل هو الدافور أم القدر ولكن وجود الطماطم والفلفل على الأرض بدون مياه
عرفنا أن قدرنا إنفجر
تحمدنا الله على السلامة وقمنا نشوف وش اللي صار :
القدر كان خالي من أي شيء .
القدر كان نظيفاً حتى قاعته وكأنه منظف بشكل عجيب .
القدر كان ناشفاً جداً .
وين راح اللي في القدر ؟
وين الغطاء ؟
جوانب القدر سليمة .
نبدأ بالغطاء : من كرم الله سبحانه وتعالى أن الغطاء طار إلى الأعلى بشكل عمودي !! تصور لو خرج الغطاء بسرعته الرهيبة على جنب وجاء علينا ؟؟
بعد إنطلاق الغطاء ضرب بأحد أغصان الشجرة الذي يرتفع لما يقارب الثلاثة أمتار وكسر الغصن .. قوي وسقط الغصن على طرف الفرشة ، وهذي صورة الغصن الذي اصطدم به الغطاء
أما الغطاء فقد انحرف بعد اصطدامه بالغصن وسقط على بعد ما لا يقل عن عشرة أمتار عن جلستنا حتى أننا أخذنا وقتاً نبحث عنه .
محتويات القدر : الدخل ما لهن أثر .. وين راحن ؟؟ الله أعلم . أما القميري .. هههههه الله يدفع البلا .. اللي ضرب بالشجرة سقط متفرقاً على الأرض في كل مكان واحدة ، واللي تعلق بالشجرة .. واللي ما ندري وين هو هذي واحدة من المتعلقات بالشجرة ..
المهم جمعنا اللي قدرنا عليه .. وهذي هي الحصيلة :
طبعاً كملنا طبخنا بقدر آخر ، وجلسنا نحلل سبب إنفجار القدر ، واكتشفنا إن أحد المقابض التي يمسك بها العمود الرئيسي قد انزاح إلى الخارج يمكن علشان إنه ألمنيوم الذي يتصف باللين مقابل الستيل .. انظر الصورة التالية :
قام صاحب القدر ورماه في الغدير اللي جنبنا هو وغطاه وحلف إنه يبدل عزبته كلها ومثل ما قال المثل :
ذل فلوسك ولا تذل نفسك
منقول