ستة أعوام أمضاها مسن معوق في العقد الثامن يهيم في الأودية المنتشرة بين الطائف والمدينة المنورة هربا من تهديدات اثنين من أبنائه بقتله إن لم يتنازل لهما عن منزله بإحدى قرى شمال الطائف عقب تعرضه لحادث مروري جعله معاقا.
وتحت ظل شجرة كبيرة في أحد الأودية التي تخترق الطائف يعيش المسن «س. ع» منذ أكثر من ستة شهور هو وابنه «ع» الذي فضل أن يرافقه طوال تلك الأعوام لرعايته: «النمل يكاد يأكلني هنا لكن ابني البار دائما ما يصحو آخر الليل وينظف جسمي منه».
«ع» الذي عجز عن مقاومة أخويه حكى قصتهما: « تعرض والدي قبل نحو ستة أعوام لحادث مروري فأسرع أخواي إلى بيع أغنامه التي لا تتجاوز 20 رأسا ثم اختفيا بعد ذلك ولم يعودا إلا بعد أن علما بخروجه من المستشفى وعدم قدرته على الحركة بعد أن قرر الأطباء بتر إحدى قدميه من مفصل الركبة حيث طلبا منه الخروج من المنزل لبيعه وإلا فسيقتلانه فحاولت تهدئتهما لكن دون جدوى».
وأضاف «أحسست بالخوف على والدي فنقلته إلى سيارتنا الوانيت ووضعت فيها بعض ما يسهل نقله من فرش ومتاع ثم توجهت به إلى المدينة المنورة بعد أن أبلغنا الشرطة بما حدث، لكننا فوجئنا بمطاردتهما لنا طالبين من والدي التنازل شرعا عن المنزل، لتبدأ سلسلة من المطاردات الطويلة، فلم نجد مكانا نختبئ منهما فيه سوى السكن في سيارتنا وتحت الأشجار».
وذكر «ع» أنهما لم يكونا يملكان نقودا وهو ما عرضهما لكثير من المواقف الحرجة خاصة فيما يتعلق بتدبير الطعام لدرجة أنه اضطر في مرة إلى أكل لحم حيوان ميت عثر عليه في الصحراء بعد أن كاد الجوع يفتك بهما: «والدي رفض أن يأكل منه شيئا وقال إن الموت أهون عليه من أكله».
المسن تدخل في الحديث وقال إن ابنه أكل لحم الميتة مكرها حتى يستعيد بعض قوته ليجلب له الطعام ويقدر على خدمته وهذا من بره به. ولفت إلى أن أحد المحسنين وجههما بالذهاب إلى الضمان الاجتماعي الذي قرر لهما 900 ريال شهريا ومنها يشتريان بعض الطعام والوقود لسيارتهما.
وأضاف أن ابنه ظهرت به قروح في صدره وأجزاء من جسده بعد أكله لحم الميتة بأسبوعين ولا يجد علاجا لها سوى الكي لكنها لا تزال تؤلمه حتى الآن.
المسن طالب بتدخل حقوق الإنسان لمعاينة وضعهما وتقديم المساعدات اللازمة والتحقيق مع ابنيه اللذين هدداه بالقتل وشرداه من منزله هو وابنه

منقول