الموضوع: التيس المتحرر
عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
شخصية مهمه
رقم العضوية : 175
تاريخ التسجيل : 02 07 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 601 [+]
آخر تواجد : 20 - 06 - 15 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ابن مدلج الميزاني is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي التيس المتحرر

كُتب : [ 17 - 05 - 08 - 10:07 PM ]

طراز معيَّن من المجتمع، تجد لديه القدرة على المقارنة والاستنتاج، جميل إن كان ذلك التفكير في الحق، أمَا وإنه على نقيض ما ذكرت؛ فإنك تجد غباءً فاحشًا، غباءً يتركز في مقدمة رأسه ، لن يذهب تفكيره الهدام حتى يُسفع بالناصية.
يجلس أمام زريبة الغنم ينظر ويفكر، يرى ذلك التيس يصول ويجول في الزريبة، يتمتع بقرنين عظيمين، وقوام رشيق ، يطارد ما يشتهي من إناث القطيع ، ينزو على من يشاء منهنّ ، ويترك ما لم تقع عليه عينه فقط ، يفكر الرجل بعمق، ثم يهمس : يا له من تيس سعيد، تيس متحرر، ليس بذلك المتشدد، يا ليتني كنت تيسًا مثله.
ثم يخرج نظارته، يضعها أمام عينيه، لم يصدق ما رآه، يضع نظارته جانبًا، يفرك عينيه، ثم يعيدهما ثانية لتتضح الصورة، فقد شد انتباهه وجود شعيرات ناعمة في ذقن ذلك التيس الذكر، أطلق العنان لمسرحية هزلية دارت فصولها في عقله الأهوج: إذا كان هذا التيس هو مطوع الزريبة ، فلماذا لا يكونوا مطاوعة المجتمع كمطوّع الزريبة!!
يبدأ بعد ذلك في حملة شعواء في (تزريب) المجتمع، في سبيل تحرير إناث المجتمع المنغلق من سيطرة الذكور، يقود الحملة المسعورة في الصحف عن طريق مقالات يوميَّة، في زاويةٍ من زوايا تلك الصحيفة، ينوِّع من أساليبه في ذلك، تبعًا لما يستجد في الزريبة.
أمثال أولئك الكتّاب، يجب وَجئُهُم من أفكارهم، وذلك بدق عروق الفساد التي خَمَجَت في رؤوسهم بين حجري الدين والعقل، حتى يتم قطع دابر فكر الخراب، علَّهُم أن يعودوا لرشدهم، ويتوقفوا عن الولوغ في مستنقع الشهوات.
ألَمِي يشتد على صحف تؤكد دعمها للحرية الفكرية، تنشر بين وريقاتها المعتمة مقالات من يسير على نفس طولها الموجي فقط، في محاولة جادة منها لاستلام زمام قيادة عقول النشء؛ وسحبهم بخبث الذئاب وروغان الثعالب في سبيل تحقيق ما قد كتبه سفراء الغرب بأيديهم في أجندة تلكم الصحف.

منقول

إن الحسرة كل الحسرة , والمصيبة كل المصيبة , أن نجد راحتنا حين نعصي الله تعالى
رد مع اقتباس