الشعراء المبدعين مثل حبيب العازمي يصنعون رموزهم بإتقان ومن أهم أسس رمزية المعنى الذي هو مفتاح لبقية المحاورة هو وضع رمز في اول المحاورة وغالباً في البيت الثاني مع وجود اشارات في كثير من الاحيان في بيت الترحيب أو السلام .


حبيب يقول في بيته الثاني

(( تحت السماء والأرض كورة ))


هذه الرمزية في مكانها الصحيح البيت الثاني لم تأتي لمجرد صفصفة الكلام كأغلب الشعراء الشباب اليوم للأسف , فحبيب مع ربط كل بيوته الأولى يوضح للدغيلبي أنه سيلعب على معنى معين .



ومع التركيز على الرمزية (( تحت السماء )) , ماهو الشئ الذي تحت السماء !!!! , (( الأرض كورة )) كروية الأرض اذا نقلتنا الرمزية الى شئ في السماء يكشف كروية الأرض وهي الاقمار الصناعية والقنوات التلفزونية وهنا نصل الى 70% من رمزية المعنى , ومع ربط الواقع نعرف ان الدغيلبي هو مشرف قناة الساحة 2 للمحاورة وقد استغلها استغلال بشع لتلميع صورته وفرض نفسه ومحاربة الشعراء المتميزين مع عدم وجود الامكانيات التي تؤهله للبروز شعرياً .


ونعود للأبيات الاولى لربطها :

سافر سفر قدام عاشور** وقت الضحئ والطير ماطار
تحت السماء والارض كوره** سافر سفر قدام عاشور


سفر سافر وقت الضحى والطير ماطار اي أنه لازال غر وصغير ويغلب عليه طيش الشباب وليس مؤهل لادارة قناة بطريقة عادلة تخلوا من الاستغلال أو تصفية الحسابات والضغائن وأن طيشه وجهله يغلب عليه وليس مؤهل لادارة قناة للمحاورة بطريقة سليمة وحيادية وتعطي الحق لأهل الحق , وبربطها برمزية المعنى التي ذكرتها (( تحت السماء والأرض كورة = سافر سفر قدام عاشور )) , وقد يكوزن عاشور مصري يعمل في القناة كما سمعت وهنا تكون اضافة وقوة لرمزية المعنى ايضاً ولكن ماسبق من رموز ذكرتها قوية جداً ودالة بالذات أن ربطها بواقع الدغيلبي سهل جداً لأن الدغيلبي يعرف أمر القناة وغيرها من أمور .







الدغيلبي لم يلتقط المعنى الدقيق على الاطلاق وقد أمسك بمقولة السفر فقط ليوضح أنه مسافر بطريق سليم , وهذا أسمه التقاط ماطفى على السطح وهو ميزة نقض الشعراء اليوم أي لايمسكون المعنى الدقيق بل يلتقطون ماتبين لهم لفظه كالسفر وأنه سفر ميمون وان سفر حبيب توقف ......الخ .



ولو عاد الدغيلبي لرمزية المعنى الدقيقة القناة وادارتها التي لم يكن الدغيلبي مهيأ لها حسب قول العازمي بالاستفادة من الرمزية الرائعة التي وضعها حبيب في بيته , لكن الدغيلبي التقط ماطفى على السطح لاغير كعادة شعراء اليوم .









وهنا يتبين لجبيب أن خصمه لن يفهم عليه لقلة داريته ومعرفته بالرموز والدلالات للمعاني لذلك حبيب وضع المعنى بصورة واضحة جداً ونقله الى اتجاه ثاني بمنتهى الوضوح مراعاة لقلة معرفة خصمه فقال حبيب مفتحراً بشاعريته وأن البعض لن ينال منها ولو سعى لذلك باستغلال مثل هذه القنوات فقال حبيب :

العازمي شاعر ودكتور** مايختلف لو صار ما صار
وان كان في كبدك حروره** العازمي شاعر ودكتور





وهنا ومع فخر حبيب بشاعريته بشكل واضح وأن البعض ولو حاول لن ينال منها , هنا يفهم الدغيلبي مسار اللعب الجديد الذي اوضحه العازمي له وتستمر المحاورة في هذا الاتجاه .




وحبيب يستطيع الموازنة بين اللعب الواضح للشعراء البسطاء والدغيلبي كمثال واضح , وكذلك يبدع في صناعة الرموز ودفن المعنى أذا قابل شعراء افذاذ مثل سوار الذهب ومستور والرياحي والزلامي .......