محاورة الشاعر الفذ سوار الذهب مع الزلامي الأخيرة واسباب ضعف الزلامي
كُتب : [ 21 - 10 - 10
- 11:14 AM ]
من المعروف إن الزلامي شاعر يتقن الهجوم على أغلب الشعراء لكنه بخبرته ايضاً يعرف أنه سيكون الخاسر لو هاجم سوار الذهب لإن سوار الذهب في الهجوم أشرس منه بكثير وستكون الكفة ليست لصالح الزلامي .
وكذلك من ناحية قوة البيوت والدفن والمعنى والنقض والفتل والثقافة الشعرية الكبيرة يعلم الزلامي بخبرته إن سوار الذهب يتفوق عليه وهذه مواهب رب العالمين .
فسيكون الزلامي أمام أمرين إما السعي للمقاطعة والتوهيم بأشياء أمام الجمهور حسداً وحقداً وكان هذا مايعمله الزلامي منذا مدة طويلة فهو لايلعب مع سوار الذهب وبدون أي مبرارات وكانت أخر محاورة بينهم قبل ثمانية سنوات قطعها الزلامي من ثالث بيت وتهرب عن إكمال المحاورة لتحدث المقاطعة وبدون سبب واضح وهذا ماعمله الزلامي طوال هذه المدة أي المقاطعة .
و الحل الثاني للزلامي اضطراره للعب وهذا ماسعى لتجنبه لمدة طويلة حتى لايفقد مكانته الشعرية وجميع الشعراء يجاملون الزلامي ويحرصون على ارضائه بعكس سوار الذهب الواثق بتفوقه وعلو كعبه الشعري وأن الشعر ليس فيه مجاملات .
حتى سمعنا قبل اسبوعين بحفلة ستجمع بين الشاعرين وبحضور شاعر متميز آخر هو عبدالحميد الفهمي .
أضطر الزلامي لنزول الملعبة بعد أن طلبه سوار الذهب بالإسم , ولكن كان حضور الزلامي باهت وضعيف وتوهيمي لم يتقن فك رمز المعنى الواضح , ولم يناقشه , وكان يوهم بأشياء خارجة عن معنى اللعب للتخارج فقط .
وبعد هذا التوهان وفقدان أساسية مهمة وهي فك رمز المعنى من الشاعر البادع ثم الاستمرار في نقاشه معه , اخرج الزلامي اللعب الى التطرق لأمور خاصة لاتتعلق بمعنى اللعب .
ومع مستواه الضعيف في المحاورة الأولى خشى الزلامي أيضاً أن يزيد الطين بلة ورفض منازلة سوار الذهب مرة أخرى في تلك الحفلة , وربما لثمان سنوات قادمة أيضاً !!!!!
عبدالله الميزاني
يا سلام الله سلامٍ يعم ويخص الزلامي = الزلامي كان من عاد وثمود وسجلوها
ان بغيت اسرق سواد الكحل من عين الحرامي = من يصدق فأمها ماهو مكذب بسم أبوها
تعليق : بدأ سوار الذهب كالعادة في صنع خيوط اللعب بمهارة ودقة الحاذق الذي يعرف كيف يدل خصمه على مايريد وبروعة وإبداع .
وضع الزلامي من عصر قديم (( من عاد وثمود )) , و (( سجلوها )) , ماذا يسجل على الزلامي !!! أذاً هو سيحاسب على خطأ أقترفه , والسبب أنه من رواد الشعر القدماء , وهذا يجعل الحساب أشد , لأن رواد الشعر عليهم الحمل مضاعف لحفظه واستمرار قوته بعكس الشعراء الآخرين , والأمانة على الشعراء القدماء مضاعفة .
ثم يضيف سوار الذهب أن هناك حرامي يجب سرقة الكحل من عينه , والحرامي تطلق في شعر الرد غالباً على أي شاعر ضعيف يسرق من اشعار غيره ولايبدع بل لايستغني عن ارشيف الشعراء الآخرين , لكن من الذي وضع الكحل وزيّن منظر هذا الحرامي , أنه الزلامي الذي يحاسب على شهادته لبعض الشعراء الضعفاء , ولايحتاج لذكر مسمى الشاعر لأن الكثير يعرفه .
ثم يضيف ابو غازي أن الزلامي صدّق بأمها ووثق بها (( من يصدق فأمها )) من وثق بمستوى الشعراء المتواضعين والبسطاء , فمن باب أولى أن يشهد للشعراء المتمكنيين (( مايكذب بإسم أبوها )) .
ومع هذه الرموز الرائعة وحبكة المعنى بدقة وروعة .
ماذا كانت ردود الزلامي وهل واكب هذه المعاني .
رشيد الزلامي
مرحبا ترحيبة تغنيك عن شرب وطعامي = ياكذا والا كذا والا كذا والا اتركوها
العشيه شفت لي مجنون يقطع فالنوامي = مير خش فهضبةٍ دون البهيته نعنبوها
تعليق : الزلامي واضح تأهبه للهجوم لمجرد الهجوم , ولم يتوقف لتحليل وقرأة ماخلف السطور وماذا أراد ابو غازي من معنى ( محاسبة الزلامي لأنه من الرواد القدماء ) ( سواد الكحل في عين الحرامي ) , ( التصديق بإمها ) ( وجوب التصديق بأبوها ) .
فقال بيوت هجومية تتعلق بشخص سوار الذهب وبعص تصرفاته , وهذا ينافي جملةٍ وتفصيلاً أهم اساسية من أساسيات شعر الرد وهو اللعب على معنى الخصم والنقاش حوله , ومع جر اللعب للهجومية , كان لدى ابو غازي بقية أمل في عودة الزلامي للمعنى ونقاشه لعل وعسى , لكن الزلامي أصر على الهجوم بدون اي التفات للمعنى ربما متعمداً أو لعدم معرفته لفك الرموز المذكورة والجواب عند الزلامي وحده .
عبدالله الميزاني
والله أني مستعد أرجع النجدي تهامي = بس أخاف من النهايه خربوها صلحوها
يا رشيد أنته ذخيرة زيد يا مال الرحامي = والعوالي كبوا الديره سنه عقب انزلوها
تعليق : سوار الذهب كان اسمى وأرفع من اسلوب الزلامي وحرص على استمرار المعنى وعدم قتله وقال ( لو رديتها يالزلامي للهجوم سأرجع النجدي تهامي ) كناية على تفوقه لو اراد ذلك ودخل في مثل هذه الأمور , ولكنه بدع معنى ولايريد قتل هذا المعنى ( بس اخاف من النهاية خربوها صلحوها ) , فيجب أن نستمر في المعنى المذكور وسأنتظر نقاشك حوله .
ثم يضيف سوار الذهب بروعته المعتادة مستمراً في معناه ومترفعاً عن هجومية الزلامي المندفعة بعشوائية فقال مضيفاً :
(( يارشيد انته ذخيرة زيد يامال الرحامي ))
شاعر قديم ومن الرعيل الاول وعليك واجب وأمانة .
(( والعوالي كبوا الديرة سنه عقب انزلوها ))
نزلت يارشيد في ديرة الشاعر الذي شهدت له ووثقت به أي قابلته تبريراً لشهادتك , ثم علمت تعجلك في شهادتك وتركته لأنك لم تجد لديه شئ يستحق هذه الشهادة فهنا كان السؤال عن مبرر الاستعجال في اعطاء الشهادات لمن لايستحقها , وبالذات أن الزلامي شاعر قديم ومعروف والحساب له على مثل هذه الشهادات أشد .
رشيد الزلامي
ماتهم الكلمه اللي ما تنقص من مقامي = وانت لاضويتها جاها رجالٍ سرحوها
موكدين ان الليالي كلها برد وسلامي = قبل هذا الليل عاندني رياجيلٍ كلوها
تعليق : الزلامي يستمر بعيداً عن المعنى وهو نقاش ( الشهادة المتعجلة ) و ( أمانة ريادة شعر الرد والحفاظ على مايسؤه ) فكان الزلامي لايعلم عن أي شئ يتحدث بل يعتقد أن الأمر هجوم ولم يستوعب معنى اللعب .
عبدالله الميزاني
نوب توجعني كلاي ونوب توجعني عظامي = هب يالروقه ليا شافوا عماله وظفوها
ليه يوم تورد القرحان لحياض الهيامي = يحسبون لحملها بعض الأوادم وحملوها
تعليق : سوار الذهب بعد أن رأى توهان وبعد الزلامي عن معناه قال عبارة ساخرة لعلها تنبه الزلامي الى بعده عن المعنى ( نوب توجعني كلاي ونوب توجعني عظامي ) أي ذهب جهدي سدى ومعنى لمن لم يستوعبه , ثم يضيف سوار الذهب موضحاً مرة أخرى وهذه المرة بصورة أكثر مراعاة لوضع الزلامي الذي تاه عن المعنى وهذا يعتبر شئ طيب من ابو غازي خاصة أنه لايصبر عن ضياع المعنى ولأنه يتقن صناعة رموزه , ويزعل أذا أضاع خصمه معناه , لكن هذه المرة كان مترفق مع الزلامي مراعاة لكبر سنه لكن هذا التوضيح كان بنوع من القسوة أي كبيرة عليك عدم فهمك يالزلامي فقال (( هب يالروقه ليا شافوا عماله وظفوها )) وهنا وضحت الكثير من خيوط المعنى , فالعماله الذين وظفهم الزلامي وسعى جهده لخدمتهم هم الشعراء المتواضعين الذين شهد لهم , وللفظ عماله دلالة قوية تنم عن ضعف مستوى المشهود لهم , وكذلك خدمتهم لطلب رزقهم ومثل هذه الشهادة أوصلتهم لمواصيل لم يكونوا يحلمون بها .
ويضيف سوار الذهب خاتماً بطريقة تجعل أبسط شاعر يفهم ماذا كان المعنى ويضيف في هذا السياق (( ليه يوم تورد القرحان لحياض الهيامي )) لماذا وردت هذا الشاعر الى مورد الماء مع أنه ذو قروح ومرض معدي كناية عن ضعف شعره , والماء والمورد كناية عن الوصول الى ساحة شعر الرد ووجود مكانة معتبرة , فهذا التوريد للقرحان هو الذي يحاسب عليه الزلامي .
ثم في الشطر الأخير ربما تبرير لهذه الشهادة :
(( يحسبون لحملها بعض الأودام وحملوها )) .
رشيد الزلامي
انتبه يارجل تكلم بحشمه واحترامي = لا تخلينا نفتش فالمخازن كلبوها
.......ميسم العتبان في جلمدك حامي = نزلوك الديره اللي معك عربان أنزلوها
تعليق : هجوم شخصي بعيد جداً عن نقاش المعنى ولايتعلق به .
عبدالله الميزاني
أعرف أنك عسكري والعسكري دايم نظامي = يالزلامي غيروا هذي الطبيعه غيروها
تعليق : ختمها سوار الذهب بصورة وضعت اللوم على الزلامي باعتباره عسكري يعرف النظام اي شاعر لايجهل أصول شعر الرد من فهم رمزية الفاتل ثم نقاشها والنقض والفتل فيها , وليس الهجوم العشوائي الذي لايتعلق بالمعنى , وهذا مايحسب على الزلامي الهجوم العشوائي وعدم فهم معنى خصمه .
(( يالزلامي غيروا هذا الطبيعه غيروها ))
|