تتراص فوق رفوف محلات العطارة مختلف الأشكال من العلب العتيقة التي تملأ بأنواع مختلفة من الخلطات التي تقدم كوصفات علاجية أو طبية وكما يعترف الكثير من النساء فإن غالبية الخلطات لا تؤدي الى نتائج جيدة ولا تؤدي ايضا الى نتائج سلبية، اي ان وجه المرأة قبل أن تضعها هو نفسه بعد أن تضعها والشيء الذي يجعل المرأة تعتقد انها تحصلت على نتائج أفضل هو الوهم فقط، وهذا ما يلعب عليه أصحاب محلات العطارة عندما يلعبون على وتر الجوع للجمال والوهم الذي يجعل المرأة تعتقد أن هذه الخلطة أو تلك جيدة وتقوم بترويجها بين صديقاتها. أصحاب محلات العطارة لعبوا الآن على وتر جيد وهو ادخال الرجال في هذه العملية عندما عرفوا من خلال وسائل الإعلام النماذج النسائية التي يعجبها الرجال وتقديم خلطات بأسمائها وذلك من أجل دفع النساء لشرائها حتى تكون مشابهة لهذه النماذج في أعين أزواجهن، لذا فقد انتشرت في الآونة الأخيرة خلطات للتجميل بأسماء الفنانات هيفاء وهبي ونانسي عجرم واليسا وروبي كلها تلقى الآن رواجا كبيرا.
تقول السيدة ناريمان القرشي عن هذا الأمر "في الحقيقة احترنا ماذا نفعل لارضاء ازواجنا فزوجي يريدني دوما متجددة ويسألني ماذا فعلت الفنانة التي تظهر على شاشة التلفاز لتبدو في شكل أجمل كل مرة ولماذا لا ابدو مثلها فاستخدمت كريما لنفخ وجهي، وقد اكدت البائعة على انني سأرى النتائج بعد اسبوع وحتى الآن وبعد مرور شهر لم ألاحظ تغييراً وأسئلة زوجي الطامح للجمال تلاحقني".
يقول الاستاذ عطية فارسي بائع في محل عطارة منذ سنوات طويلة بأن محلات العطارة تغيرت من محلات تبيع التوابل والبهارات وبعض أعشاب الكحة ونزلات البرد أما الآن فقد تغير الوضع واصبح الامر المربح هو بيع الخلطات واشباع هوس النساء بالجمال.
تقدم محلات العطارة الجديدة نفسها على أنها حل لكل شيء، مشاكل السمنة وتنعيم الشعر وحب الشباب وشد الصدر ونفخ الخدود وهذا ما يؤدي الى اغراء كبير من النساء، تقول فتيحة بدوي: "دخلت محل عطارة لشراء بعض التوابل لأهلي ولفت نظري علبة قاتمة اللون بداخلها كريم ابيض وصفه البائع بالكريم الممتاز والمخلوط بأعشاب نادرة على تفتيح البشرة . وهناك كريمات كثيرة وذات اغراض كثيرة وخرجت محملة بالكريمات وبعد أن استعملتها لم أستفد منها جميعها).