ظهر في الاونه الاخيره فكر عجيب ومنطق ساذج , فصار ارباب الفتن والقلاقل شجعانا , والخارجون على حكامهم بالسلاح ابطالاً, بل ويحسب الواحد منهم ان عمله هذا لله وأن الله راضٍ عنه , بل وأن ما يصيبهم في ذلك من الأذى والألم تضحيات في سبيل الله , وأن قتلاهم شهداء .وما عرف هؤلاء المساكين انهم بأفعالهم هذه مجرمون مستحقون للعقوبة في الدنيا والآخرة , وكثير منهم جهال لا علم لهم بالكتاب والسنة وانما فقط يسمعون لمشائخ الضلال فيفتونهم بغير علم فيضلونهم ويضلون انفسهم . او انهم اصحاب مصالح وأهواء تسيرهم جهات خبيثة من حيث لايشعرون او يشعرون.
انه لمن الواضح لكل الناس ان الامور لا تستقيم في اي بلد او حتى قرية صغيرة ما لم يكن لها حاكم يرجعون له ويقودهم وينظم حياتهم ويؤمن سبلهم , وبدون الحاكم تعم الفوضى ويكثر الشر والعدوان .
من أجل ذلك كانت عقيدة أهل السنة والجماعة : أن نصب الإمام فرضٌ واجبٌ على المسلمين، وهذا بالاتفاق.
وما مبادرة الصحابة بعد موتِ النبي صلى الله عليه وسلم الى اختيار خليفة للمسلمين حتى قبل الاشتغالِ بدفن النبي صلى الله عليه وسلم الا أكبرُ دليل على عظم هذه المسألة وأهميتها في الدين .
وكان من المسائل التي خالف الاسلام فيها أهلَ الجاهلية، أنهم كانوا يرون طاعة الأمير ذلاٍّ فجعلَها طاعةً لله وقربةً كما قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم".وقد اجمع المفسرون من اهل السنة والجماعة ان المقصود بأولي الأمر هم الأمراء وقال بعضهم والعلماء ..
وكما في صحيح مسلم في كتاب الامارة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَمَنْ يُطِعِ الأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي وَمَنْ يَعْصِ الأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي "
إن وجود الحاكم نعمةٌ عظمى للناس ؛فإن كان براً مطيعاً فهو السعادة التامة ، وإن كان فاجراً ؛فلما يصلح الله به أكثر مما يفسد- ويكفي أنه يحقن دماء المسلمين ويوفر لهم الأمن فيسيرون في طرقاتهم واعمالهم وارزاقهم وعباداتهم آمنين.. لذللك بوب الامام مسلم باب في طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق فروى عن علقمة بن وائل الحضرمي، عن أبيه. قال:سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: يا نبي الله! أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا، فما تأمرنا؟ فأعرض عنه. ثم سأله فأعرض عنه. ثم سأله في اثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس. وقال (اسمعوا وأطيعوا, فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم).
ولذلك قال علي رضي الله عنه:( لا يُصلِحُ الناسَ إلا أميرٌ برٌّ كان أو فاجر ؛قالوا يا أمير المؤمنين: هذا البر فكيف بالفاجر؟! قال: إن الفاجر يُؤمِّنُ اللهُ عز وجل به السبل، ويجاهَد به العدو، ويجيء به الفيء، وتقام به الحدود، ويُحج به البيت، ويعبد اللهَ فيه المسلمُ آمنا حتى يأتيه أجله).
دمت بخير اخوي واسف على الاطاله ولكن لاهمية الموضوع