محاورة رائعة بكل اختصار .
دار معظم النقاش فيها بعد قول الفهمي ( ليلنا جاب العطاوي وعبدالله وزيد ) .
فهنا استفسار من الشاعر الكبير سوار الذهب أن من ذكر الفهمي من شعراء ليس مطمح لسوار الذهب وأنه يركز فقط على تواجد الفهمي لأن من ذكر من الشعراء لايتقنون أسرار شعر الرد ( إن لقينا المكحله مالقينا ميلها ) .
والفهمي يقول أعلم ذلك , لكن حتى تستمر في الميدان لابد من مجاراة كل الشعراء فالفهمي يقول لو أننا نقيس لعبنا مع الشعراء على مستوياتهم الحقيقية لما جاملنا معظمهم لكن نجاريهم وهذه نظرة بعيدة من الفهمي ( لو نشد القاف غيرت من بعض النشيد = وأنت خلك حولها لاتبرّد حيلها ) .
وإن هذا هو الأمر الواقع فبعد أن كان الشعراء الحقيقيين هم أسياد الساحة والمتواجدين فقط , الآن يجب على الشاعر أن يستسلم للأمر الواقع حتى يستمر في تواجده (( أول الايام مافالبلاد الا لبيد = لكن الدنيا دنت وامتلأ زنبيلها ))
سوار الذهب يقول كيف أشد القاف مع أمثال هؤلاء الشعراء وهو كلام عام وليس مخصوص به فقط الشاعرين المتواجدين في الحفلة , وأبدع المعنى مع شعراء مقيمين لن يحلقوا معي في سماء وفضاءات الشعراء الواسعة فالشاعر الذي لايفهم مفترض أن يتواجد بدلاً منه آخر بمعنى أن ساحة الشعر يجب أن تبقي على الأفضل فقط وهذا لن يكون بالمجاملة فالبقاء للأفضل , وهذه وجهة نظر سوار الذهب أن المجاملة هي أكبر سبب تدهور شعر الرد , بينما نظرة الفهمي هي مجاراتهم لأن هذا هو الأمر الواقع فمن لايريد مجاراتهم لن يضمن تواجده وسيختفي بدون أن يعلم عنه أحد مهما كانت شاعريته , يقول سوار الذهب في ذلك :
( كيف أشد القاف والبدو ماتطري الشديد = شيلها والا يجي لك ولد ويشيلها )
واستمرار الابداع بين الشاعرين سوار الذهب والفهمي .