عرقوب و مواعيده
جاء في مجمع الأمثال للميداني
هو رجل من العماليق أتاه أخ له يسأله، فقال له عرقوب: إذا اطلعت هذه النخلة فلك طلعها. فلما اطلعت أتاه للعدة فقال: دعها حتى تصير بلحاً؛ فلما أبلحت قال: دعها حتى تصير زهواً، فلما زهت قال: دعها حتى تصير رطباً، فلما أرطبت قال: دعها حتى تصير تمراً، فلما أتمرت عمد إليها عرقوب من الليل فجذها، لم يعط أخاه شيئاً. فصار مثلاً في الخلف بالوعد .
وفيه يقول الأشجعي:
وعدت وكان الخلف منك سجية ... مواعيد عرقوب أخاه بيثرب
ويروى بيثرب، وهي مدينة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.
ويقال إن أحداث هذه القصة حصلت بموقع يقال له يترب بالتاء وفتح الراء موضع قريب من اليمامة.
حيث قال الشاعر:
وأكذب من عرقوب ساكن يترب ... وأبين شؤماً في الحوائج من زحل
و قال ابن قتيبة في المعارف:
'' ما وَعْده إلا وَعْد عُرْقوب، وهو رجل من العَماليق .
وذكر القصةَ الشاعرُ كعبُ بن زهير في قصيدته الشهيرة في مدح النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - والتي مطلعها:
بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ……….
ثمّ قال:
وَلاَ تَمَسَّكُ بِالْعَهْدِ الَّذِي زَعَمَتْ ***إِلاَّ كَمَا يُمْسِكُ الْمَاءَ الْغَرَابِيلُ
فَلاَ يَغُرَّنْكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ*** إِنَّ الْأَمَانِيَّ والْأَحْلامَ تَضْلِيلُ
كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلاً*** وَمَا مَوَاعِيدُهَا إِلاَّ الْأَبَاطِيلُ
لنتأمل هذه القصة بدقة من جميع الجوانب ,ولنراجع أنفسناأخواني وأخواتي:
هل نحن عرقوبين؟
هل هذه الصفة المحرمة هي أحدى صفاتنا؟
كم عرقوبيا مر علينا؟
كم عرقوبيا يمر علينا يوميا ولا نحرك ساكنا؟
هل هناك إجراء يجب أن نتخذه مع من يتصف بهذه الصفة؟
أسئلة كثيرة تخطر على بالنا ولكن للأسف هناك أُناس لا يُلقى لمثل هذه الأمور أي بال,, وتمر عليه مرور عاديا.
إن ديننا الإسلامي حرم هذه الصفة وجعلها من علامات النفاق.
أسأل الله الهداية والتوفيق للجميع وأن يبعدنا وإياكم عن كل ما ينافي ديننا الإسلامي الحنيف.
منقول