ابو غازي لايلعب غالباً بهذه المعاني الا مع المستشعرين لأنه يقدّر الشعراء الجيدين ويصنع معهم قطع ادبية راقية قوية .




لكن :





( مهم جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااً )





ابو غازي وغيره من الشعراء الكبار لايمكن على الاطلاق أن يطرقوا مثل هذه المعاني بإي لفظ مخل بل يأتوا بهذه المعاني في لفظ غير مسف ظاهره الرحمة وقلبه العذاب , وذلك حتى يحافظوا على رقي الشعر وعلى مستوى الطرح وعلى مشاعر الجماهير التي تحوي الصغير والكبير فلايمكن أن يقول سوار الذهب أو صياف أو الثبيتي أو حبيب أو الرياحي أو غيرهم من الشعراء المبدعين مثل هذه المعاني الا بلفظ رفيع للاسباب السابقة التي ذكرتها فعندما يقول سوار الذهب (( شلت ريحانه )) فاللفظ راقي يحوي العطر والريحان لايؤذي سمع الجمهور , وعندما يقول في محاورة أخرى (( يقودها الراعي على مرعاه والقشراء مسوح )) فهو هنا يتحدث عن راعي ابل وناقته التي تعاد الى مراحها برضاها وبهداوة , وعندما يقول صياف في أحدى محاوراته (( عساها شجرة خضراء وتشرب من عروق النيل )) ,, سوار الذهب أو غيره من الشعراء الكبار لايمكن أبداً أن يطرقوا مثل هذه المعاني الا بأعف لفظ لأنهم يراعون مشاعر الجمهور ويحافظون على رقي الفاظ الشعر ولكنهم يرسلون المعنى القوي للخصم حتى يختبرون ذكاءه وكيف سيتخلص من مثل هذه المقالب .







وللمعلومية وأشهد الله أن هذا الاسلوب أمر معتاد حتى من الشعراء القدماء وهناك طواريق كاملة تتطرق للدفن بهذا الاسلوب أي حديث المخاطب كإمرأة وسوق التوصيفات والمعاني ضمن هذا السياق وكم طاروق لصياف والثبيتي وشعراء كبار آخرين كان بهذا الاسلوب , وهو ليس تقصد أو تشفي بل هو اختبار ذكاء وقوة الطواريق هو في قوة دفنها فيكون الشاعر المبتدئ ضائع لايعرف أن خصمه الشاعر الكبير يدس المعاني في هذا السياق .






ومكمن الدفن والإبعاد هو فن ((((((((( الإيهام )))))))))))) وهو فن رائع لايطرقه ولايعرفه الا الشعراء الكبار وذلك بوضع معناهم ينطبق تماماً على شيئين أو معنيين ويكون الأقرب هو الذي في ذهن الخصم المبتدئ فقط والأبعد هو الذي في ذهن الشاعر الكبير وكذلك في ذهن خصمه إذا كان متمكن سينقض المعاني على أساس المعنى الأبعد بينما إذا كان متواضع سينقض المعاني الأقرب .