عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
عـــــضو شرف مــــــهم جداً
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل : 11 04 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : الرياض
عدد المشاركات : 2,611 [+]
آخر تواجد : 10 - 11 - 14 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : سلطان القحم is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي (( الترغيب في فعل الحسنات ))

كُتب : [ 16 - 04 - 07 - 10:41 PM ]

الترغيب في فعل الحسنات




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

الترغيب في فعل الحسنات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.


عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، قال : { إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة } رواه البخاري ومسلم.

الشرح :
عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال : { إن الله كتب الحسنات والسيئات } إذا عبر الصحابي بمثل هذا التعبير أي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أو فيما رواه عن ربه فإنه يسمى عند أهل العلم حديثاً قدسياً.
وقوله : { إن الله كتب الحسنات والسيئات } أي : كتب ثوابهما وكتب فعلهما فهو الذي كتب الحسنات, لأن الله تعالى حين خلق القلم قال له : ( اكتب ) قال : رب، وماذا أكتب ؟ قال : ( اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة، وظاهر سياق الحديث أن المراد بهذه الكتابة الثانية، وهي كتابة الثواب لقوله : { ثم بين ذلك } أي : وضحه بالتفصيل.
فقال : { فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كالمة } الهم يعني : الإرادة، أراد الإنسان أن يعمل حسنة ولكنه لم يعملها.
- أن الله كتبها حسنة كاملة يعني: لا نقص فيها. وقد دلت الأدلة على أنه إذا هم بالحسنة فلم يعملها فإن كان عاجزاً عنها أي : تركها عجزاً بعد أن شرع فيها فإنه يكتب له الأجر كاملاً لقوله تبارك وتعالى : { وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ {100} سورة النساء. وأما إذا هم بها ثم عدل عنها لكسل أو نحوه فإنه كذلك كما في هذا الحديث يكتب له حسنة كاملة وذلك بنيته الطيبة، قال : { وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة } إذا هم بها وعملها وأحسن في عمله بأن كان مخلصاً متبعاً لرسول الله صلى الله تعليه وسلم فإن الله يكتبها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وهذه المضاعفة تأتي بحسب حسن العمل والإخلاص فيه وقد تكون فضلاً من الله سبحانه وتعالى وإحساناً.
قال تعالى : { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {261} سورة البقرة، وقال : { وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة } وإن هم بسيئة فلم يعملها فإنه يكتب له حسنة كاملة وذلك فيما تركه الله كما في بعض ألفاظ الحديث { لأنه تركها من جرائي } أي : من أجلي وقد دلت الأدلة على أن من هم بالسيئة فلم يعملها فإنه ينقسم إلى ثلاث أقسام :
القسم الأول : أن يحاول فعلها ويسعى فيه ولكن لم يدركه لأن يكتب عليه وزر السيئة كاملة.
القسم الثاني : إن بها ثم يعزف عنها لا خوفا من الله ولكن لأن نفسه عزفت فهذا يكتب له ولا عليه.
القسم الثالث : أن يتركها لله عز وجل خوفاً منه وخشية فهذا كما جاء في هذا الحديث يكتبها الله حسنة كاملة.
قال : { وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة كاملة } ويشهد لهذا قوله تعالى : { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا {160} سورة الانعام. وهذا الحكم بالنسبة للسيئة أي : أنها تكون سيئة واحدة في مكة وغيرها وفي كل زمن إلا في الأشهر الحرم ولكنها في مكة تكون أشد وأعظم لهذا قال الله تعالى : { وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ {25} سورة الحج.
وقال العلماء : إن الحسنات والسيئات تضاعف في كل زمن فاضل وفي كل مكان فاضل ولا تضاعف بالعدد لقوله تعالى : { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا {160} سورة الانعام. من البشارة العظيمة والإحسان العظيم.
ومن فوائد الحديث :
- حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه يسمى عند أهل العلم حديثاً قدسياً.
- أن الله سبحانه وتعالى كتب للحسنات جزاء وللسيئات جزاء، وهذا من تمام عدله وإحكامه جل وعلا للأمور.
- أن رحمة الله سبقت غضبه حيث جعل الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وأما السيئة فواحدة.
- الفرق بين الهم بالحسنة والهم بالسيئة فالحسنة إذا هم بها الإنسان ولم يعملها كتب الله عنه حسنة كاملة وهذا مما إذا تركها لغير عذر فإنه يكتب له الأجر كاملاً أجر النية وإذا كان من عادته أن يعملها ولكن تركها لعذر فإنه يكتب له الأجر كاملاً أجر النية والعمل؛ لحديث (( من مرض أو سافر له ما كان يعمل صحيحاً قائماً )) أما السيئة فالهمام بها إذا تركها لله عز وجل كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن تركها له ولا عليه، وإن تركها عجزاً عنها كتب له وزر الفاعل بالنية إلا إذا كان قد سعى فيها ولكن عجز بعد السعي فإنه يكتب له عقوبة السيئة كاملة لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار )) قالوا : يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : (( لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه )).



وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

رد مع اقتباس