عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
عضو
رقم العضوية : 8502
تاريخ التسجيل : 04 06 2010
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 96 [+]
آخر تواجد : 29 - 09 - 12 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ابو بكر العقيلي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي لا فكر دون إنتاج

كُتب : [ 02 - 11 - 11 - 10:12 AM ]

لا فكر دون إنتاج




الكتابة عشق عميق وعادة لا يمكن لمن أدمنها التوقف عنها، فهي أداة لتفريغ الشحنات العقلية والنفسية، وهي القالب الذي حفظ المعرفة عبر العصور وهي منبع لتصدير الأفكار، ومهمة البحث والقراءة هي الشاقة، أما هي فتعتبر المحطة التي يتوقف عندها الجواد المتعب لكي يستريح ثم لا يلبث بعدها أن يستأنف نشاطه وهي مرآة تعكس ثقافة الشعوب، حيث يقول تشرشل «ابحث عن حقيقة الأمة في حبر المطابع وصفحات الصحف».
كما أنها الأداة الرائعة لتنظيم الخارطة المعرفية الذهنية؛ لأن الكتابة على الورق نحت في العقل، فالكاتب عندما ينشر فكرة ما فإنها سوف تتجذر في عقله لعدة أسباب، من أهمها أنه سيستفيد مما يسمى بالتغذية الراجعة من خلال مناقشة الآخرين له، فالقارئ النهم مهما كثرت قراءته إلا أنه سيظل غير قادر ــ إلى حد كبير ــ على بلورة أفكاره وإنضاجها دون أن يشارك الآخرون فيها. وهذا لا يعني أن النشر يكون مقروء فقط، بل مرئي ومسموع أيضا بل وبمناقشة المقربين ولكني أعتقد أن النشر المقروء هو أمد عمرا وأعمق تأثيرا.
إنني أشعر بخيبة أمل حينما أسمع تميزا لمفكر أو مثقف ثم لا أجد له إنتاجا مكتوبا أستطيع من خلاله التجول في أرجاء عقله، وحين أناقش البعض في مثل ذلك يعتبر أن النشر أمرا جانبيا وغير أساسي، وللأسف فلقد تشرب بعض الشباب هذه الفكرة فمهما كانت روعة أفكار الشخص، إلا أنه لا يمكن أن يستمر توهجها دون نشرها بتوسع.
صحيح أن الكتابة مهارة ليست متيسرة لكل أحد، إلا أن صاحب الفكر بإمكانه أن يلخص عصارة أفكاره في مسودة ويعطيها لغيره لكي يبحث فيها بعمق ويرتبها ويصوغها بالشكل الملائم، كما هي طريقة الدكتور طارق السويدان في كل مؤلفاته فهو يصرح دوما أنه يعشق التحدث أكثر من الكتابة التي يعتبرها نقطة ضعف عنده.

رد مع اقتباس