خبراء أمريكيون يقللون من أهمية التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز
كُتب : [ 10 - 01 - 12
- 12:39 PM ]
واشنطن - منى الشقاقي
ارتفعت أسعار النفط نتيجة للتهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز وقد تستمر في الارتفاع نتيجة لقلق الأسواق ونتيجة لحسابات المضاربين، وليس بناءً على أي تخفيض حقيقي للبترول الخام المتوفر للأسواق، كما يقول الخبراء الأمريكيين.
وقال مساعد وزير الخارجية السابق الجنرال المتقاعد مارك كيميت إنه "رغم أن إغلاقا فعليا للمضيق قد لا يكون له أكثر من أثر بسيط على الاقتصاد العالمي، إلا أنه سيعتبر فاتحة لصراع أكبر ذو آثار اقتصادية أكبر. أما على المدى القصير، فإغلاق المضيق قد يؤدي إلى اضطراب أسواق المال والسلع".
وارتفع سعر البترول منذ بدء الأزمة، حيث يتداول الخام الأمريكي بـ102 دولار للبرميل وخام برنت بـ103 دولارات.
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ديمبسي قد قال الأحد إن لإيران القدرة على إغلاق المضيق لفترة قصيرة، مضيفا أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات لإعادة فتح المضيق في تلك الحالة.
حاليا يمر عبر المضيق أكثر من 17 مليون برميل نفط، أي خُمس حجم البترول المتداول عالميا، من السعودية والعراق والكويت وقطر والإمارات بالإضافة إلى إيران التي تصدر 2.5 مليون برميل.
ورغم أن الإمارات تقوم ببناء أنبوب نفطي بري سيمكنها من تجنب استخدام مضيق هرمز وسيسمح بمرور 1.5 مليون برميل يومياً، إلا أن الأنبوب ليس معد للعمل بعد، ولا يتوقع تشغيله قبل نهاية الربيع، وفقا لوزير النفط الإماراتي محمد الهاملي.
وغالبية البترول الذي يمر من مضيق هرمز يصدر إلى آسيا وليس إلى الولايات المتحدة أو أوروبا، ولكن أي ذبذبة في البترول المتوفر يؤثر على أسعار البترول في الولايات المتحدة.
ورأى الخبير في الشؤون الخليجية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط سايمون هيندرسون أنه في حال إغلاق المضيق ستقوم الولايات المتحدة وأوروبا باستخدام احتياطياتها لسد الحاجة مؤقتا على الأقل إلى أن يتم افتتاحه من جديد من قبل البحرية الأمريكية. وأضاف أن "هدف إيران ليس الإضرار بعلاقاتها مع جنوب شرق آسيا، خاصة مع الصين".
الخاسر الأول
واعتبر الباحث في معهد هيريتيج جيم فيليبس أن "المفارقة هي أن إيران ستكون الخاسر الأول من إغلاق المضيق، لكن التهديد نفسه قد يؤدي إلى رفع سعر النفط، الأمر الذي يصب في صالح إيران، لكنهم يفكرون من منطلق علي وعلى أعدائي".
وترغب إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تفادي ارتفاع أسعار البترول أثناء الحملة الانتخابية بأي ثمن. "جميع العوامل تشير إلى أن سعر البترول سيرتفع"، وفقاً لخبير طاقة في مركز التقدم الأمريكي دانيل وايز، "فالانتعاش الاقتصادي هنا، بالإضافة إلى التوتر حول إغلاق المضيق والطلب المتزايد آسيويا سيؤدي إلى رفع أسعار الوقود، الناخب الأمريكي تاريخيا يعاقب الحزب الحاكم في مثل هذه الحالات".
أما المرشحون الجمهوريون "فسيتهمون أوباما بعدم اتخاذ موقف قوي ضد إيران منذ البداية إن قامت الأخيرة بإغلاق المضيق"، يقول هيندرسون.
|