عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )

.
الأخبار المحليه والعالميه
رقم العضوية : 8475
تاريخ التسجيل : 30 05 2010
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,720 [+]
آخر تواجد : 19 - 10 - 12 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : الإخباري is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي الإضطرابات تثقل كاهل تجار دمشق

كُتب : [ 26 - 01 - 12 - 09:38 PM ]



دمشق – رويترز
في سوق الحميدية الذي كان صاخبا يوما ما في قلب دمشق يحكي صاحب المتجر وسام في أسى كيف جعلته الاضطرابات العنيفة التي تشهدها سوريا يكافح للحفاظ على عمله وتغطية نفقات أسرته.

وقال وسام وهو يرنو ببصره إلى الخارج حيث الأكشاك شبه الخالية التي عادة ما كانت تعج بالسياح من مختلف أنحاء العالم، لكنها لا تجتذب الآن سوى بضعة زوار إيرانيين "لا نبيع شيئا تقريبا الآن. تراجعت التجارة بنسبة 70%."

وأضاف قائلا "في السابق كان لدينا سياح من الخليج ومن العالم العربي وأجانب. الآن لا يوجد أي منهم. لا يمكن لهذا السوق أن يستمر بدون سياح."

وتشتد وطأة تراجع النشاط على وسام مع ارتفاع الاسعار بسبب الانخفاض السريع في قيمة الليرة السورية في الأسابيع الاخيرة.

وعلى غرار كثيرين من سكان العاصمة السورية يقول وسام إن عائلته خفضت نفقاتها بشدة لتجاوز الأوقات الصعبة.

وقد تتضاءل هذه الصعوبات أمام المعاناة التي يعيشها السوريون في المحافظات الريفية التي أصابتها الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد بالشلل التام. لكن حتى الطبقة الموسرة نسبيا من تجار دمشق ليس بمقدورهم أن يتجاهلوا تكلفة الاضطرابات.

يقول وسام "امتنعنا عن الخروج. نشتري الضروريات فقط. لم نعد نذهب إلى المطاعم."

ويرى أن "هذا وضع مؤقت وأنا على ثقة من أنه سيمر" وهي نغمة متفائلة يبديها كثيرون لكنها تتناقض مع الوجوه التي يعلوها القلق والتوترات الكامنة في العاصمة السورية.

ولعدة شهور بدت المناطق الرئيسية في قلب دمشق بمعزل عن الاحتجاجات التي اندلعت ضد حكم الأسد في جنوب البلاد في مارس/آذار واجتاحت البلدات والمحافظات ووصلت حتى الى بعض أحياء العاصمة.

ولا تزال بعض شوارع العاصمة مزدحمة وبعض المطاعم تكتظ بالزبائن. ويزدحم الحي القديم في دمشق في المساء ولا يزال الناس يخرجون في الليل بالرغم من أنهم يقولون ان بعض المناطق خطيرة حاليا.

وفي أحد المطاعم هذا الاسبوع وجه مغن تحية للأسد ولحليفه حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني وهلل الحاضرون وتظاهر قليلون فقط بأنهم لم يسمعوا التحية.

ويمكن مشاهدة صور الأسد والأعلام السورية على أبواب وجدران بعض المحال وكتب على صورة للأسد يبدو فيها مبتسما "تجار دمشق معك".

لكن مؤخرا امتدت الاحتجاجات الغاضبة بشكل أكبر نحو المركز. وبدد انفجاران انتحاريان الشهر الماضي الإحساس بالأمن ودفع تراجع كبير في سعر الليرة منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الأسعار إلى الارتفاع بشدة.

وأشار تاجر آخر في سوق الحميدية إلى أنه "في البداية لم نكن نشعر بشيء لكن الآن، منذ أيلول وتشرين الأول تغيرت الأمور."

ويشكو الناس من شح البنزين والبضائع المستوردة وتكرار انقطاع التيار الكهربائي وتضاعف أسعار المواد العذائية.

ويقول مازن محمد وهو يشتري السجائر من متجر في دمشق "ارتفع سعر النوع الذي أدخنه من 40 ليرة إلى 85 ليرة الآن."

وتقول فدوى فهام إنها تحاول المحافظة على السلع الغذائية التي تشتريها بحيث تعيش لفترات أطول وانها تشتري منتجات محلية الصنع.

وأضافت قائلة "الوضع صعب. كل شيء غالي الثمن حاليا. لكننا كسوريين نحاول العثور على سبل للتغلب على الوضع. الأرز والسكر والدجاج وكل السلع الضرورية أصبحت غالية الآن."

ويعتبر محمد قزاز -وهو أب لستة اولاد ومن أنصار الأسد- أن الاضطرابات تتزايد مع ارتفاع الاسعار "لا يوجد استقرار. ليس هناك تسامح بين الناس، لو وضعت صورة لبشار فأنت مهدد."

وقال وسام -صاحب المتجر- إن من الجوانب الايجابية للاضطرابات تراجع حدة الروتين "الأمن أصبح ألطف معنا. والإجراءات الإدارية تستغرق وقتا أقل. لا يريدون مضايقة المزيد من الناس."

لكن هبوط قيمة الليرة فاقم الاحساس بالمتاعب. وقبل الأزمة كان سعر العملة السورية 47 ليرة مقابل الدولار، لكنها انخفضت إلى نحو 58 ليرة وفقا لسعر الصرف الرسمي لكن السعر في السوق السوداء وصل إلى أكثر من 70 ليرة.

ويقول تاجر في سوق الحميدية "نطالع كل يوم سعر الليرة السورية. نخشى أن تتدنى إلى 100 للدولار قريبا. ستكون هذه كارثة لنا جميعا."

وفي سوق الذهب يؤكد التجار أن الاسعار ارتفعت بأكثر من 50% إلى 3175 ليرة للغرام (نحو 55 دولارا بسعر الصرف الرسمي) ولم يعد الزبائن يقبلون على شراء المصوغات الذهبية لكن على تحويل مدخراتهم إلى شيء أكثر أمانا.

ويوضح أحد تجار الذهب أن "الناس يشترون الذهب لسببين الأول إما للتباهي أو للاحتفاظ به. هذه الأيام يشتري الناس الذهب لإدخاره للأوقات الصعبة."

ويقول الياس -وهو تاجر ذهب آخر- إنه تعاطف مع الانتفاضة في البداية لكنه غير رأيه بعد أن تلقى أصدقاؤه تهديدات لعائلاتهم إذا أبدوا أي مساندة للأسد "عندما بدأت كانت ثورة وكانت جيدة. نعم نريد جميعا أن نحارب الفساد وكنت سعيدا."

وأضاف: "لكنني الآن لست واثقا ما هي، الشبيحة يسيطرون الآن على الشوارع ولا نشعر بالأمان."


رد مع اقتباس