اليوم السابع من رمضان
6/9/1429 هــ
آيـــــــــــة
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) 183 البقرة .
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه , فرض الله
عليكم الصيام كما فرضه على الأمم قبلكم ; لعلكم تتقون
ربكم , فتجعلون بينكم وبين المعاصي وقاية بطاعته وعبادته
وحده
.................................................. ............................................
حديث
قال النبي صلى الله عليه و سلم : « والذي نفسي بيده ، لا
تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابـّـوا ، ألا أدلكم
على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم . »
- صحيح الجامع الصغير و زياداته -
.................................................. ................................
قصة:
اشتكت ابنة لأبيها مصاعب الحياة ،وقالت إنها لا تعرف ماذا
تفعل لمواجهتها ، وإنها تود الاستسلام ،فهي تعبت من القتال
والمكابدة .
ذلك إنه ما أن تحل مشكلة تظهر مشكلة أخرى . اصطحبها
أبوها إلى المطبخ وكان يعمل طباخا .ملأ ثلاثة أوان بالماء ووضعها
على نار ساخنة .
سرعان ما أخذت الماء تغلي في الأواني الثلاثة . وضع الأب في
الإناء الأول جزرا وفي الثاني بيضة و وضع بعض حبات القهوة
المحمصة والمطحونة )البن ( في الإناء الثالث . وأخذ ينتظر أن
تنضج وهو صامت تماما . نفذ صبر الفتاة ، وهي حائرة لا تدري
ماذا يريد أبوها .
انتظر الأب بضع دقائق ثم أطفأ النار ثم أخذ الجزر ووضعه في
وعاء وأخذ البيضة ووضعها في وعاء ثان وأخذ القهوة المغلية
ووضعها في وعاء ثالث .
ثم نظر إلى ابنته وقال : يا عزيزتي ، ماذا ترين؟ جزر وبيضة وبن .
أجابت الابنة . ولكنه طلب منها أن تتحسس الجزر , فلاحظت أنه
صار ناضجا وطريا ورخوا . ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة
فلاحظت أن البيضة باتت صلبة , ثم طلب منها أن ترتشف
بعض القهوة .فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة
الغنية . سألت الفتاة : ولكن ماذا يعني هذا يا أبي؟ فقال :
اعلمي يا ابنتي أن كلا من الجزر والبيضة والبن واجه الخصم
نفسه،
وهو المياه المغلية , لكن كلا منها تفاعل معها على نحو
مختلف . لقد كان الجزر قويا وصلبا ولكنه ما لبث أن تراخى
وضعف ، بعد تعرضه للمياه المغلية . أما البيضة فقد كانت
قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي ، لكن هذا الداخل ما
لبث أن تصلب عند تعرضه لحرارة المياه المغلية .
أما القهوة المطحونة فقد كان رد فعلها فريدة , إذ أنها تمكنت
من تغيير الماء نفسه .
وماذا عنك ؟ هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة . . ولكنها عندما
تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة طرية وتفقد قوتها ؟
أم أنك البيضة . . ذات القلب الرخو . . ولكنه إذا ما واجه المشاكل
يصبح قويا وصلبا ؟
قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي ولكنك تغيرت من الداخل
فبات قلبك قاسيا ومفعما بالمرارة !
أم أنك مثل البن المطحون الذي يغيّر الماء الساخن ) وهو مصدر
للألم ( بحيث يجعله ذا طعم أفضل ؟ !
فإذا كنت مثل البن المطحون , فإنك تجعلين الأشياء من حولك
أفضل إذا ما بلغ الوضع من حولك الحالة القصوى من السوء .
فهل أنت جزره أم بيضة أم حبة قهوة مطحونة ؟.
.................................................. ................................................
حكمة:
اللسان الطويل دلالة على اليد القصيرة.
.................................................. .............................................
دعاء:
ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين.
.................................................. ..................................................
فكرة:
حاول من اليوم أن تكون كالقهوة في القصة المذكورة و راقب
تصرفاتك لمدة أسبوع و ستلاحظ أن تفكيرك قد تحسن و أن
تعاملك مع المصاعب صار أفضل .
وهذا اليوم السابع..