عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )
عضو مشارك
رقم العضوية : 851
تاريخ التسجيل : 01 11 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 154 [+]
آخر تواجد : 14 - 03 - 11 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : شرشاب الميزاني is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي رد: عتيبه لم تهزم مطير في جميع مناخاتها المشهوره

كُتب : [ 31 - 10 - 08 - 11:24 PM ]

(والمناخ الثالث : مناخ الجنيفاء) يقول بن ليهد :وهو بين عتيبة ومطير ، ولكن مطيراً لم يحضر مهم إلا قوم من بريه ، يرأسهم الرئيس المذكور نايف بن هذال ، وعتيبة لم يحضر منهم إلا قسم من برقاء وقسم من الروقة ، وحضر هذا المناخ تريحيب بن شري بن بصيص ، وهو أفرس رجل عرفه الناس في زمانه ، وحدثت في هذا المناخ مناوشات وقتال ، ولم ينهزم أحد ، بل بعد مضي عشرين يوماً تصالحوا ، والمطران يشربون من روضة مطرية ممتلئة من مياه المطر ، الواقعة شمالي العيون عيون السر ، وعتيبة يشربون خباري ومياه العيون ، فتصالحوا على السلم ، فرحل المطران وجعلوا كثيب السر بينهم وبين العتبان ، وقصدوا الجهة الجنوبية لأجل المرعى ، ورحلت عتيبة قاصدة عالية نجد ، فلما وصل العتبان الضال والتسرير قريب الدوادمي عارضهم الأعداء والغزاة يدفع بعضهم بعضاً ، ورئيس الأمداد من برقاء هذال بن فهيد الشيباني ، وقسم من الروقة كل قبيلة برئيسهم ، ولما إلتقى هؤلاء القوم الغازون بأولئك العائدين ، قالوا لرئيس برقاء محمد بن حميد ، إرجعوا معنا ، فأجابوهم بأنا تصالحنا مع إبن بصيص وقبائل مطير التابعة له ، وتهادنا أياماً معلومة ، فلا نستبيح لكم أن تغازوهم قبل مضي هذه الأيام ، فتريثوا حتى إذا انقضت مدة الهدنة ، فاجؤوا مطيراً وهم غارون يشربون من غدير الحور بين ضرما ومراة ، فاجتلد الفريقان ساعة من نهار وانتهت بقتل الفارس تريحيب بن شري بن بصيص إبن عم نايف بن هذال ، ولم يكن عمره قد بلغ إثنين وعشرين عاماً ، على أنه لم يقتل إلا وقد ذاع صيته ، وعرف بالشجاعة النادرة ، عرفته فرسان عنزة ، وفرسان شمر ، وفرسان حرب ، وفرسان عتيبة ، وفارس عتيبة على الإطلاق في مناخ الجنيفاء الذي مر ذكره خزام المهري رئيس الدغالبة إعترف لتريحيب هذا بالمنزلة العالية في الفروسية.
وهذه المعركة التي قتل فيها تريحيب هي المناخ الرابع.
ذكر الحوادث المتعلقة بذلك المناخ الرابع الذي قتل فيه تريحيب :
لما توجه الغزاة وهم عتيبة أقسام من برقا والروقة ، بعد لقائهم لمحمد بن هندي بن حميد ، وقومه الراجعين من مناخ الجنيفاء ، ساروا يلتمسون المطران وكان معهم إمرأة على مركب من مراكب النساء هودج صغير وهي من قبيلة النفعة من عتيبة ، فإلتفت إليها فاجر السلاة رئيس القساسمة من ذوي عطية من الروقة ، فقال : ما شأنك أيتها الإمرأة..؟ فقالت : أنا إمرأة موتورة قتل تريحيب بن شري أخي بالأمس في المناخ ، ولما أجد في قلبي من الحرارة والأسى على أخي رغبت في السير مع هؤلاء الغزاة طلباً لثأر أخي ، فقال لها فاجر السلاة : تقتلينه أنتِ..؟ قالت : لا والله تقتله أنت إن شاء الله ، ثم إلتفتت إليه ثانية ، فقالت : أتكفي أنت فتقتله..؟ فقال : والله إن رأيته لأذبحنه ، فكانت منية تريحيب على يده.
وفي اليوم الأول الذي قبل مقتل تريحيب بيوم اجتلدت الخيل ، فلحق تريحيب خيل الروقة ، فعثرت جواد إبن تنبيك رئيس المراشدة ، وسقط عنها ، فأخذها تريحيب فطلب إليه العفو ، فعفا عنه وخلى سبيله ، فلما كان اليوم الثاني وجاء تريحيب على عادته أدبرت خيل الروقة وهو على أثرها ، وكان فاجر السلاة قد عرفه بالأمس ، وأحب أن يفي بوعده للمرأة فأعد بندقيته من الصمع وهو من الرماة المشهورين ، فلما أسند تريحيب واعترضت جواده ، رماه فأصاب ساقه فكسرها ، وأنفذ السهم في الفرس فسقطت ، وسقط تريحيب معها ، فجاءه إبن تنبيك الذي من عليه تريحيب بالأمس ، فقال له تريحيب : إمنعني كما مننت عليك بالأمس ، فقال إبن تنبيك : لا والله بال أقتلك ، وأريح عتيبة منك ، ثم قتله وأخذ سيفه وما معه من السهام ، وبعد يومين أخذ جميع ذلك فاجر السلاة الذي كان أصابه ، وهذا عرف عند قبائلهم ، يجعلون السلاح والسلب وما يمتلكه القتيل من الفرس وغيرها لمن ضربه أولاً فأعاقه عن الحرب ، لا لمن أجهز عليه.
وفي اليوم الثالث من أيام مناخ الجنيفاء وحوادثها كان الفريقان قد مل بعضهما بعضاً ، فبعث نايف بن هذال بن بصيص إبن عمه شري بن بصيص أبا تريحيب الفارس المذكور لطلب الصلح بين الفئتين ، فأتاهم على جواده في غلس الصبح حتى وقف عند بيت رئيس العتبان محمد بن هندي فسلم عليه وعرفه بنفسه ، وكانت خيل العتبان عند غروب الشمس اشتبكت مع خيل المطران ، وقتل ناجي الضرة من فرسان عتيبة المشهورين ، وهم من الدغالبة جماعة خزام المهري ، قتله تريحيب بن شري الذي يطلب الصلح ، فطلب من محمد بن حميد أن يتصالحا ، ويكف بعضهما عن بعض ، ويرعى أرض الله كل آمن ، فقال : نعطيك ذلك ، فلما قرب من فرسه ليركب بعد أن إتفقا على الأمان مع الرئيس محمد بن هندي بن حميد ، إذا فارس قد أقبل عليهما مسرعاً ، فقال إبن هندي لشري بن بصيص : لا تركب جوادك حتى نرى خبر هذا الفارس ، فلما وصلهم عرفوا أنه خزام المهري ، الفارس المشهور من عتيبة ، فبقي على ظهر جواده ، ثم قال للأمير محمد بن هندي : أيها الأمير لماذا لا تركب لتسير إلى حومة الوغى..؟ فقال : لقد تصالحنا وأمناهم ، وهذا شري بن بصيص يطلب الصلح ، فقال له : اللعنة على شري إبن بصيص وإبنه تريحيب ، أما علمت أن إبنه تريحيباً قتل ناجي الضرة البارحة..؟ ولن نصالحهم حتى نثأر بفارسنا ، فصاح بأعلى صوته ، وشق جيبه ، وقال : عتيبة يا رفاقة ناجي يا ثاير(2) ، وهذا نداء جرت به عادتهم ، ثم اندفع خزام إلى جهة المعركة التي كانت بالأمس فإندفعت الخيل في أثره ، ثم ركب محمد بن حميد بكوكبة من الخيل على أثرهم ، والتفت عند ركوبه إلى شري بن بصيص الذي يطلب الصلح فقال : إعذرني لقد رأيت بعينك وسمعت بإذنك ، فأغارت خيل العتبان ، فإلتفت شري بن بصيص إلى خالد إبن حميد وهو باق عنده لم يركب مع أهل الخيل فقال : إن الذي وجدوه أمس سيجدونه اليوم ، فلما قربوا من خيل مطير إذا هي قد إستعدت للجلاد ، فكانت ميمنة مطير هي التي تلي مسيرة العتبان ، وفيها تريحيب بن شري وجملة من فرسان قومه ، وفيها طامي القريفة وهو فارس مقدام رام بالبندقية ، وقد إتفق تريحيب أن يكون هو على جانبه ، فإذا هزمت الخيل فهو يحفظها ، ومن إعترض أو أسند رميته بالبندقية.

وحدثني فارس من عتيبة شهد هذه الغارة الأخيرة ، قال : لما إختلطنا بهم وعرفنا أنه تريحيب منحناه أظهرنا ، فندب بعضنا بعضاً ، فأسند شبيب إبن حجنة ، وهو من الفرسان والرماة وبندقيته صمعاء ، فلما اعترض جواده رماه طامي القريفة ببندقيته فقتله فنزل وسار على قدميه ، وندب فرسان قومه ، فأركبه سرحان بن ثويمر من رؤساء المقطة على جواد عريب ، فإنهزمت خيل عتيبة ، وكان معهم رجل يقال له غايب بن معية من قبيلة العصمة ، فكأن الحصان إنقطع به ، فرفع صوته يندب شبيب بن حجنة ، أدركني ، فقال شبيب لما سمعه لإبن ثويمر : اردع الجواد ، فأبى خشية أن يصيبها مثل ما أصاب جواد شبيب ، فلما مر بحجر قليل وظن شبيب أنه يخفيه نزل ، فكمن في وسطه والخيل قريب أولهم صاحب الحصان ، والذي يليه طامي القريفة على جواد حمراء ، فرماها شبيب بن حجنة فأصابها ، واختفى طامي خشية أن يقتله شبيب لأنه يعرفه من الرماة ، وكلما جاء صاحب فرس ووقف عند طامي لإركابه رماه شبيب فقتلها ، فقتل أربعاً من الخيل في موضع واحد حتى نجا صاحب الحصان ، فلما إنتهى قتال ذلك اليوم وشري باق في بيت إبن حميد صالحوهم صلحاً جديداً وافترقوا ، وفي الأمداد الذين عرضوا إبن حميد بعد مفارقتهم العصمة من الرؤساء أبو العلا ، والعقيلي ، وغبن مغيرق قبل أن يلتقوا بإبن حميد ، وقبل أن ينتهي القتال سكب مشعان أبو العلا فنجالاً من الدلة ووضعه في مجلسه بين الفرسان ، وقال : هذا فنجال تريحيب ، إشربوه ، فأبوا ، ثم ندب إبنيه سلطاناً وجزا ، ثم ندب العقيلي ، ثم ندب مزيد بن مغيرق قاتل محمد بن حشيفان ، فأخذ الفنجال فشربه ، ثم قال له : يا مشعان أنا أعلم أنك تحب أن أقتل ، ولكني قد شربت هذا الفنجال ، والآن رأيت تريحيباً لأقتلنه أو يقتلني ، ولتريحيب إخوة هم غالب وغلاب ، وهما أخواه لأبيه ، وله إخوان لأمه ، أحدهما متعب بن جبرين من أفرس أهل زمانه من مطير من بني عبدالله ، والثاني من غير تثبيت غلام من قبيلة الملاعبة من مطير(3) ، ذكروا أنه في مناخ الدوادمي لما اجتلد العتبان والمطران قصد إلى محمد بن حميد بين الفرسان واشتبكا على ظهور خيلهما حتى نزلا في الأرض ، وذكروا أن الثلاثة من أفرس العرب(4).

عــضــو مــعــتـزل
رد مع اقتباس