عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
<img src=
رقم العضوية : 54
تاريخ التسجيل : 15 05 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 32,017 [+]
آخر تواجد : 08 - 02 - 25 [+]
عدد النقاط : 29
قوة الترشيح : أبن مصاول is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي الإسعافات الأولية ..لماذا لاتصبح منهجاً دراسياً!؟

كُتب : [ 21 - 08 - 07 - 02:00 AM ]

زوجتي طبيبة أطفال تقضي جزءاً كبيراً من وقتها في قسم الطوارئ..

وبنهاية كل نوبة أسمع قصصا حزينة عن أطفال فقدوا حياتهم بسبب جهل الوالدين- أو المتواجدين- بأبسط قواعد الإسعافات الأولية، فمرة في الأسبوع على الأقل أسمع حادثاً من هذا القبيل:
- طفل شرب بالخطأ مادة كيميائية حارقة (كالحمض والكلوركس والصودا الكاوية) وأجبره الأهل على التقيؤ لمرات عديدة مما تسبب بإحراق وإتلاف فم المعدة والمريء وسقف الحلق...
- رضيع أخذ كفايته من الحليب ثم نومته أمه على ظهره فانساب الحليب من المعدة إلى الفم فشرق به ومات...


- طفل أصيب بنزف حاد فعمد أهله إلى تغطية الجرح بقطعة قماش- كلما امتلأت غيروها بأخرى جديدة- حتى امتصت خرق القماش قسما كبيرا من دمه!
وقس على هذا حوادث كثيرة مماثلة تسبب كل عام وفيات وعاهات لم نكن سنصاب بربعها لو دخلنا في حرب كبيرة مع دولة كالولايات المتحدة.. ومعظم هذه المآسي كان بالإمكان تلافيها لوكنا نعرف أبسط قواعد الإسعافات الأولية، فعلى سبيل المثال في الحالة الأولى- حين يشرب الطفل مادة كاوية- لايجب إجباره على التقيؤ لأن هذا يتسبب بإحراق المريء والحلق عدة مرات (رايح جاي) مما يسبب فقد النطق والقدرة على البلع. الحل الأمثل هنا هو تخفيف تركيز المادة الكاوية وغسل الحلق والمريء بشرب كمية كبيرة من الماء أو الحليب (مع ملاحظة أن إجبار الطفل على التقيؤ مطلوب عند بلع مواد غير حارقة كالأدوية والسموم النباتية)..
أما في الحالة الثانية، فمن المفروض تنويم الرضيع على بطنه أو جنبه (وليس على ظهره) كي يتاح لسوائل المعدة- في حالة تسربها- الخروج من جانبي الفم بدل المخاطرة بعودتها إلى مجرى التنفس والموت اختناقا!!
أمافي حالات النزيف الحاد فالمهم هنا هو (الضغط) على مكان الجرح لإيقاف تدفق الدم وليس تغيير قطعة القماش كلما امتلأت- فتغيير الضمادات الدائم يعني "امتصاص" قدر كبير من دم المصاب!
وإجراءات كهذه- كما هو ملاحظ- ليست صعبة أو معقدة ولكننا نعاني من أمية فاضحة فيما يتعلق بالإسعافات الأولية وإجراءات السلامة. فمن المعروف مثلا أن حوادث السيارات تعد السبب الأول للوفاة والإعاقة في السعودية. غير أن هذه ليست كل الحقيقة لأن جزءا كبيرا من إعاقات الطرق تحدث- ليس بسبب الحوادث ذاتها- بل بسبب جهل المتواجدين في مكان الحادث بكيفية إسعاف المصابين أو محاولة نقلهم بطريقة خاطئة (بل قد تجد حول الحادث جمهورا كبيرا لايملك أي منهم فضلا عن المعرفة حقيبة إسعافات أولية أو طفاية حريق)!!
المطلوب- كخطوة أولى- هو توعية الجيل الجديد من خلال إدراج الإسعافات الأولية كمنهج في مدارسنا.. وليس سراً أن نظامنا التعليمي يعاني من " الحشو" وكثرة المواد البعيدة عن واقعنا وممار سانتا اليومية. وبالتالي نستطيع الاستغناء (والعيش) بدون مادة أو مادتين ولكن جهلنا بقواعد الإسعافات الأولية يؤدي لموت الآلاف كل عام ويتسبب بعاهات دائمة لشباب بعمر الزهور!
وفي النهاية دعني أخبرك بقصة زميل فاضل حفظ القرآن بقراءاته السبع ولم يكف عن طلب العلم في حلقات المسجد النبوي.. هذا الرجل فقد ابنه قبل عامين بعد أن "شرق" بقطعة تفاحة فاختنق ومات بين يديه. وبعد أن انتهينا من دفن الطفل قال كلمة مازالت عالقة في ذهني:
"قد لايحاسبني الله لو لم أحفظ القرآن ولكن أخشى أن أحاسب على تضييع هذا الطفل".

منقووووووووووووووووول

أبن مصاول: تساؤل مهم ؟؟؟؟..لماذا لاتصبح الإسعافات الأولية منهجاً دراسياً!؟

علمتني الحياة : انني إذا أردت أن احلق مع الصقور ,فلا أضيع وقتي مع الدجاج.
قمة الغباء .. أن تحاول أن تكون عميق .. في زمن أصبحت كل أشياؤه سطحيه.
سُئل هتلر : " من هم أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك؟" فأجاب: " أولئك الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم"
رد مع اقتباس