الموضوع: غزة المجـد
عرض مشاركة واحدة
غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 1 )
شخصية مهمه
رقم العضوية : 175
تاريخ التسجيل : 02 07 2007
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 601 [+]
آخر تواجد : 20 - 06 - 15 [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : ابن مدلج الميزاني is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
افتراضي غزة المجـد

كُتب : [ 13 - 01 - 09 - 11:08 PM ]


هذا مجدك يا غزة..!!

اليوم.. وأمس.. وغداً..

تاريخك.. وتاريخهم

وتاريخ من معك.. وتاريخ من معهم..

العزة مع.. القلة

والذلة.. مع الكثرة

فرضوا الحصار عقوبة الأحرار =والسجن مأوى النخبة الأبرارِ
والقتل خاتمة الحوار وربما =جعلوه فاتحة لكل حوارِ
والغدر أصل سجيةٍ موروثةٍ =فهيم إذا ظفروا بحسن جوارِ
لا يشبعون من التفنُّن في الأذى =بمعابرٍ ومعاقلٍ وحصارِ
وجدار عزْلٍ يحتمون بظله =أترى سيحمي اللصَّ ظل جدارِ؟
حبسوا عن المرضى الدواءَ وربما =حبسوا السليمَ عن الهواءِ الجاري
يستأسدون وليس أجبن منهمُ =إلا بحبلٍ من ظهيرٍ ضارِ
ويُنكّلون لأنهم جُبِلوا على =سَخَطٍ وذاقوا الذُّل في الأمصارِ
لبني قريظةَ والنضيرِ وخيبرٍ =ذكرى الخيانة في أحطّ شعارِ
وجلاء من نكثوا وكان أمامهم =أن يكسبوا الدنيا بحفظ ذمارِ
واليوم هم يتحكَّمون فلا ترى =إلا انتفاخ الخانع الخوّارِ
متترِّسين أمامَ كلِّ مرابط =بيديه يدفعهم.. وبالأحجارِ
يستعذب الإقدام كأساً بينما =يستعذب الباقون كأس العارِ
وترى عدواً قد تأنق حظه =في جولة لم تخل من أسرارِ
منحته أمريكا العتاد ولم تزل =برجالها تسعى وبالدولارِ
وتطل أوربا بسعيٍ باهتٍ =سعي الخؤونِ ومسلك الغدارِ
دولٌ تذبُّ عن الجناةِ وتفتري =كذباً لتحميَ جانبَ الأشرارِ
وتمارس الترويع حتى ينحني =شعب ويرحلَ عن حمىً وديارِ
وتظلُّ تستقضي بكل رزيةٍ =دَيناً وعته صحائفُ الأخبارِ
يتلو الصليبيون فصلا كلما =نادى مناديهم لخوض غمارِ
لم يسأموا الكرَّ العقيمَ وربما =شربوا السّراب على خطوط النارِ
في سهل حطينَ المجيدِ وأيلة =واللدِّ والأقصى وفي عكَّارِ
يمضي صلاح الدين فارسَ أمةٍ =لم تخبُ فيها جذوةُ الإصرارِ
بدأ المعارك بانتزاع بطانةٍ =للكفر حاكمة وراءَ ستارِ
متوشحاً سيف الجهاد مقاتلاً =لله يدفع هجمةَ استكبارِ
ولربما يعفو عن الأسرى وقد =كانوا النكال لمبتلىً بإسار
شيمٌ تراها في الرِّجالِ إذا همُ =قدروا وما للضعف من أنصارِ
حتى شفى منهم صدوراً آمنت =بالحق وانبلج الطريقُ لسارِ
فطوى الصليبيون صفحةَ بغيهم =بمهانةٍ ومذلةٍ وصغارِ
يتدافعون إلى الفرار كأنما =غنموا النجاة على غبار فرارِ
أرسوا على اليرموك خطة مكرهم =وتبوك في صلَف العداءِ الواري
لا ينتهون عن القتال متى رأوا =في المسلمين تنازعَ الأقدارِ
ركبوا ظهور الغزو ما سنحتْ لهم =فرصُ الوصاية من يد استعمارِ
حتى إذا وعت الشعوب وأعلنت =حربا تمزِّق رايةَ الكفارِ
في كل ريعٍ للجهادِ كتائبٌ =لم ترجُ غير الواحد القهارِ
كتبت وثيقة نصرها بدمائها =وحروفها بالصارم البتارِ
وتسللت تحت الظلام عصابةٌ =قد لا تبين لفارسٍ مغوارِ
تندس في حيل السياسة مثلما =يندس داء في الندى المدرارِ
يأتي على الثورات من أبنائها =من يشتري الكرسي بالثوارِ
ويشد بالأعداء أزر بقائهِ =كي يحرسوه من انقلاب الجارِ
حتى إذا شرب الثمالة وانتشى =وبدا على المفتون وهج خُمارِ
أوحوا له بزعامة أبديةٍ =في زمرة الأنصار والأصهارِ
ويرى ويسمع أنَّ من خدعوه قد =سادوا بفضل تبادل الأدوارِ
وسعتهم الشورى التي نعموا بما =منحته في الدنيا من استقرارِ
والجاثمون على الشعوب كأنما =غرسوا أظافر نهبة وسُعارِ
يتقاتلون على بقاءٍ بائسٍ =ويصالحون على سلامٍ هارِ
وتقوم إسرائيلُ صهيونيةً =رعناءَ يصحبها الخداع العاري
يفد اليهود من الشَّتات كأنما =لفظتهم الدنيا.. لغير قرارِ
من كل جحر يخرجون ومخبأ =زمراً بكل سفينةٍ وقطارِ
ضمنوا التفوق في السلاح وأمعنوا =في جلب تقنيةٍ وفي إعمارِ
واستثمروا في العلم حتى يغلبوا =أجيال من ناموا عن استثمارِ
يا غزة المجد الذي لا ينتهي =إلا إليكِ بعزةٍ وفخارِ
قد يستريح الفجر عندك لحظة =ليصوغ للدنيا بيان نهارِ
وتلوح فوق ذراك آية عبرة =من صامدين بوثبة استنكارِ
للصامتين الشامتين كأنهم =أمضوا مع الحاخام بيعة عارِ
لم يبصروا قتلى وجرحى أخرجوا =ما بين أشلاء وبين دمارِ
أو يسمعوا ألم اليتامى حولهم =وأسى الأرامل تحت كل خِمارِ
لكنهم طربوا وقد سهروا على =آهات جارية ونغمة طارِ
في ليلة ألقى الضياع بأهلها =للريح بين مشارف الأوتارِ
يا غزة التاريخ مجدك وارف =والتائهون إلى دروب بوارِ
كل الذين تراقصوا في نشوة =للذبح.. واستلموا يد الجزارِ
سترينهم.. في مذبح القربى غداً =يتلاعنون أمام زحف تتارِ
لا بأس.. فالدنيا سجال.. إنما =تسمو الحياة.. بموقف الأخيارِ
ضمنوا بإحدى الحسنيين مكانة =أسمى.. وكان المجد للأحرارِ



شعر: د. سعد عطية الغامدي

م ن ق

إن الحسرة كل الحسرة , والمصيبة كل المصيبة , أن نجد راحتنا حين نعصي الله تعالى