مطيري في زيارة خاصه للكنيسه
كُتب : [ 23 - 08 - 07
- 11:25 AM ]
قبل سنوات سمعت من أحد العلماء بمحض الصدفه يصف حال البعض من مساجدنا مقارنة بكنائس المسيح .. و كان مما قال : انه لو وقعت ابرة في الكنيسه لسمعت صوتها من خشوع زائريها .. لا أخفيكم أن حب الفضول و رؤية ما سمعت على أرض الواقع قد شغفني ..
فقررت زيارة خاصه لإحدى الكنائس التي تمتليء بالزائرين و كانت بجوار منزلي .. و حددت يوما الأحد كيوم مناسب للزيارة حيث يكثر زائري الكنائس .. اتفقت مع من يسكن معي و هو من معتنقي الديانه المسيحيه لمرافقتي .. وقام هو بالإتصال بأحد المعلمين هناك و أخبره عن زيارتنا ..
توجهنا في صبيحة يوم الأحد للكنيسه , و عند وصولنا كان المعلم في إنتظارنا .. والذي اصطحبنا لزيارة المسؤول عن الكنيسه .. حيث كان الأستقبال بحفاوه مع الشكر .. و الإمتنان لزيارتنا لعلمهم المسبق بإنني مسلم .. و أرغب في الإطلاع عن كثب .. لدين سماوي آخر ..
كلف أحد المشرفين من قبل المسؤول لمرافقتنا .. و شرح ما قد يصعب إدراكه من الشعائر التي ستقام داخل أروقة الكنيسه .. حيث سيكون هناك العديد منها ..
توجهنا ثلاثتنا بإتجاه قاعة كبيره .. و لا أخفيكم بإن نبضات قلبي و خوفي من المجهول و الذي أمتزج بحب المغامره
كانت في إزدياد .. ماهي إلا لحظات و قد أخذنا مقاعدنا في القسم العلوي من الكنيسه .. لأحظى بأكبر قدر من المشاهده ..
بدءت المراسم مع حرية الإختيار لي في الأداء مقلدا .. أو الإكتفاء مشاهدا .. حيث آثرت الأخيره متبعا ملتي ..
حقيقة لقد أصبت بالدهشه .. رغم أن حديثهم لا يقبله عقل ولا منطق .. من الخشوع الذي يحيط بالحاضرين .. و من مدى حرصهم على التآلف و السكينه أثناء أدائهم لعبادتهم .. علاوة على ما يرتدون من حلل كانت الأناقه سمة لها .. و النظافة عنوانها .. كان تمسكهم بكتابهم عجيب و مثير للدهشه .. و لقد وضعت نسخه منه لكل زائر .. حيث اطلعت على بعض صفحاته و أكتفيت بترديد (( تنزه الله عما يقولون )) و أبديت أعجابي ببعض أقسامه حيث كان للحكمه البشريه نصيب من الكتاب .. وكان مما أضحكني عندما سالت في نهاية زيارتي المرافق لنا و كان مما يبدوا أنه ملم بديانته جيدا .. حيث أقتنصت هذه الفرصه و سألته عن سبب وجود أكثر من نسخة محرفة للإنجيل .. فقال لي : أن هذا ليس بتحريف و لكن كما تعلم أن الإنجيل كتب قبل الآف السنين و لذلك عدلت بعض أحكامه لتتفق مع أحوال البشر و عاداتهم في الوقت الحالي .. وكل دولة حسب طبيعتها فهنا في الولايات المتحده الأمريكيه يختلف كليا عنه هناك في الفاتيكان .. و عن غيره في الدول العربيه .. (( ؟؟؟!!!))
خرجنا من قاعتنا تلك عائدين للمسؤول .. حيث رغب في لقائنا قبل مغادرتنا .. وكان شاكرا لزيارتنا و طالبا أن تتكرر مرارا و تكرارا ..
عدت لمنزلي و أنا أتذكر قوله تعالى (( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد )) و قوله تعالى (( الذين هم في صلاتهم خاشعون )) .. فنحن خير أمة أخرجت للناس .. و نتبع آخر الأديان السماويه الناسخ لما قبله .. و عندما ينظر إلى أحولنا في المساجد تتفطر القلوب .. البعض يأتي على عجاله و كأنه يؤدي عمل روتيني لا عباده .. و الآخر و كأن ما يلف العالم من وسخ قد علق بثيابه و بدنه .. و يزاحم المصلين في سكينتهم و خشوعهم .. فآذى نفسه و آذى الآخرين ..
و إذا توجهنا لنلقي نظرة على بعض المساجد في الشركات و المعاهد و الكليات لوجدنا أنها أصبحت للحديث و اللقاء .. بدلا من العباده ..
حقيقة أن حالنا يرثى له .. و لو أنكر ذلك المنكرون ..
تقبلوا تحياتي
|